قالت مصادر وثيقة الصلة بلمف قضية الصحراء أن الأمم المتحدة تتجه إلى تعيين وزير الخارجية السلوفاكي الحالي ميروسلاف لايتشاك مبعوثًا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية دون الرجوع إلى الأطراف المعنية بالقضية وهما جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية.
بحسب المصادر فإن التعيين يحمل رسالةً واضحة وهي الاعتماد على تصوّر تقني مبني على قوانين الأمم المتحدة وفقط لحل النزاع.
يذكر انه منذ تقديم المبعوث الخاص السابق الرئيس الألماني هورست كوهلر استقالته خلال منتصف السنة الماضية، لم تُحرز الأمم المتحدة أي تقدم يُذكر في اختيار شخصية ذات مؤثرة دوليًا لكي تُشرف على الوساطة في نزاع ملف الصحراء.
وتُواجه الأمم المتحدة تحدّيات في التعيين، بسبب رفض سياسيون كبار القيام بدور الوساطة بعدما انتهت وساطات سابقة بالفشل إضافة إلى انه لا تحظى بعض الأسماء المرشحة على رضى المغرب أو البوليزاريو والجزائر.
وقد أكد مصدر وثيق الصلة بالقضيي الأمم المتحدة أنّ الأمين للأمم المتحدة غوتيريش أخبر الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الأوروبية الكبرى بقراره هذا دون استشارة مسبقة مع الأطراف المعنية وفي مقدّمتها المغرب مما يعد سابقة في تاريخ المنظمة الدولية وتاريخ النزاع حول الصحراء بحسب المصادر.
“البلاغ” سألت الكاتب الصحفي ابراهيم الجندي المقيم في نيويورك والمتخصص في ملفات الصراع بالأمم المتحدة أن عدم استشارة الأمين العام للأمم المتحدة للمغرب هو محاولة تجاوز الشرط الذي ترغب سلطات الرباط وجبهة البوليزايو فرضه على المبعوث الخاص، وهو في حالة المغرب عدم مناقشة استفتاء تقرير المصير مقابل البحث على صيغة لتطوير مقترح الحكم الذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية. وفي حالة البوليزاريو الاقتصار على استفتاء تقرير المصير.
ويُحاول الأمين العام الإسراع في التعيين ليتجنّب استئناف البوليزاريو الحرببعدما ضاق عليها الخناق خاصة في ظل خسارتها عواصم دعم دولية كانت لها في أمريكا اللاتينية، إضافة إلى إقدام دول إفريقية على فتح قنصليات لها في مدينتيّ الصحراء الغربيّة العيونو الداخلة وهو ما يعني اعتراف من هذه الدول بكامل السيادة المغربية على أرض الصحراء.
جرّاء هذا التقدّم الذي أحرزه المغرب، تضغط قواعد البوليزاريو على القيادة إلى العودة للحرب التي تقول مصادرنا أن الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي هو واحد أهم من دعاة الحرب الآن في الجبهة، ما ينذر بتفاقم الأزمة وخروجها عن إطار الهدنة الذي تحرص عليه الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية
ويعد المبعوث المقترح ميروسلاف لايتشاك خبيرًا بنزاع الصحراء الذي عايشه في الأمم المتحدة وخاصة وقت أن كان رئيسًا للجمعية العامة لهذه المنظمة العالمية، وهو من الأصوات التي تتبنّى مقاربة لها وزنها في النزاعات، ولديه تصورات تقنية تعتمد على القانون الدولي ودستور الأمم المتحدة.
سبقًا على ما سبق فإن نزاع الصحراء الغربية يعود إلى أواسط السبعينات بعدما خرجت إسبانيا من هذه المنطقة، وبدأ المغرب والبوليزاريو حربًا للسيطرة عليها دامت ما بين 1975 إلى 1991 وانتهت باتفاق تحت إشراف الأمم المتحدة يتم بموجبه تنظيم استفتاء تقرير المصير، وتتشبّث البوليزاريو به لكن المملكة المغربية ترى أن الصحراء هي أرض مغربية اقصى ما يمكن أن تقبل به هة حكم ذاتي تحت السيادة المغربية.