«احترسوا أشد الاحتراس من أي فكر ضال منحرف يدعو إلى الإساءة إلى المسيحيين، أو إلى تكفير المسلمين، أو كراهية الوطن وقادته وجيشه وقوات أمنه.. فكل هذه الأفكار هي أفكار خارجة عن هدي الإسلام وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحكام شريعته التي أمرت المسلم بالإحسان إلى أخيه المسلم أيا كان مذهبه في الفقه أو العقيدة»، هذه كلمة من كلمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ونحن نحتفل اليوم 6 يناير بعيد ميلاده الرابع والسبعين.
ولد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في السادس من يناير 1946، في قرية “القرنة” التي تحتضنها جبال البر الغربي بمحافظة الأقصر، ويتصل نسبه بالحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وألحقه والده بالتعليم الأزهري، فتربي منذ نعومة أظافره على منهج الوسطية والاعتدال والتعدد.
واشتهر آل الطيب، بالزهد والتصوف، فحفظ الإمام القرآن الكريم منذ الصغر، وقرأ المتون العلميةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة حتى التحق بجامعة الأزهر، وحصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، والماجستير في العقيدة والفلسفة عام 1971، ثم الدكتوراه في العقيدة والفلسفة عام 1977.
وعمل الطيب معيدا بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 2 سبتمبر 1969، ثم مدرسا مساعدا للعقيدة والفلسفة من 5 أكتوبر 1972، ثم مدرس العقيدة والفلسفة من 24 أغسطس 1977، وأستاذ مساعد من 1 سبتمبر 1982، وأستاذ من 6 يناير 1988.
وانتدب الطيب ليكون عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، اعتبارا من 27 أكتوبر 1990 حتى 31 أغسطس 1991، ثم انتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بأسوان في الفترة من 15 نوفمبر 1995، وتجدد انتدابه عميدا للكلية نفسها من 9 نوفمبر 1997 حتى 3 أكتوبر 1999، بعدها عين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان في العام الدراسي 1999/ 2000.
وشغل منصب مفتي جمهورية مصر العربية من 10 مارس 2002 حتى 27 سبتمبر 2003، ثم رئيسا لجامعة الأزهر من 28 سبتمبر 2000، إلى أن صدر القرار الجمهورى في 19 مارس 2010، بتعيينه شيخا للأزهر، كما تولى عددا من المهام الأزهرية الأخرى، منها رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عضو الجمعية الفلسفية المصرية.
وقد ألف الطيب العديد من الكتب، منها: الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي، مباحث الوجود والماهيَّة من كتاب المواقف- عرض ودراسة، مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية، مدخل لدراسة المنطق القديم، مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف، بحوث في الفلسفة الإسلامية بالاشتراك مع آخَرين، وتعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني، وله العديد من الأبحاث، منها:
– أسس علم الجدل عند الأشعري (بحث منشور في حولية كلية أصول الدين -القاهرة- العدد الرابع – 1987م)، التراث والتجديد – مناقشات وردود (بحث منشور في حولية كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بجامعة قطر العدد الحادي عشر 1414هـ1993 – أصول نظرية العلم عند الأشعري (بحث) القاهرة 1407 هـ1982.
– مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية (بحث)، التحقيق – تحقيق رسالة (صحيح أدلة النقل في ماهية العقل) لأبي البركات البغدادي، مع مقدمة باللغة الفرنسية، نشر بمجلة المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة، الترجمـة، ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، نشر بمجلة مركز بحوث السيرة والسنة، جامعة قطر، العدد الأول 1414 هـ1998م، كما ترجم العديد من الكتب القيمة من الفرنسية إلى العربية.