نددت “جمهورية أرض الصومال” -غير المعترف بها رسميًا من مصر ومن دول الأمم المتحدة- بموقف مصر المناهض لاتفاق بينها وبين إثيوبيا، مشيرة إلى ضرورة أن تُعيد القاهرة توجيه جهودها الدبلوماسية لمعالجة الصراعات مع جيرانها المباشرين، في إشارة إلى السودان وليبيا وغزة. وجاءت هذه النصيحة في بيان رسمي صادر عن “حكومة أرض الصومال”، الذي قال إنه كان أفضل لمصر أن تبحث عن حلول لمحيطها المباشر بدلاً من الانخراط في خلاف بعيد عنها.
وأكد البيان على أن البلدان الأخرى التي تواجه تحديات كبيرة حالياً، مثل السودان وليبيا وغزة، تحتاج إلى دعم مصري بنّاء لتعزيز السلام والأمن. وشددت حكومة أرض الصومال على احترامها للالتزامات الدبلوماسية الدولية وأعربت عن تأييدها للمشاركة المصرية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون البنّاء.
يأتي هذا الرد الهادئ بعدما أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رفضه للاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال، مؤكدًا أنه لن يسمح لأي شخص بتهديد الصومال أو المساس بأمنها.
وفي ختام البيان، أعادت حكومة أرض الصومال التأكيد على معارضتها لأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، مؤكدة على حقها في الدفاع عن وحدة أراضيها بجميع الوسائل القانونية الممكنة
و جمهورية أرض الصومال ، أو صوماليلاند (بالصومالية: Jamhuuriyadda Soomaaliland) هي منطقة حكم ذاتي تقع في القرن الإفريقي ، على شاطئ خليج عدن ، وبالتحديد في شمال الصومال ، وتَعتبِر نفسها دولة مستقلة برغم عدم حوزها الاعتراف الرسمي من جانب الأمم المتحدة وأغلبية دول العالم، التي تعتبرها لا تزال تحت سيادة الصومال.
وكان رئيس جمهورية الصومال، حسن شيخ محمود، في لقاء له مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: “لسنا ضد أحد ولا نشكل تهديدا لأحد، فالعلاقات مع مصر قائمة وراسخة، والصومال كانت لديها زيارات متبادلة مع مصر منذ عهود وزيارتي لمصر ليست زيارة خاصة ولا يلزم لها أي دعاية، مضيفا أن كثير من الأشخاص يرون أن العلاقة بين مصر وبلادنا ضد دول أخرى، وهذا الأمر غير صحيح”.
وأضاف رئيس الصومال، خلال لقاء مع الإعلامي همام مجاهد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «علاقتنا المتبادلة وشراكتنا مع مصر ليست موجهة ضد أحد إنها لمصلحتنا الخاصة، والصومال المستقر القوي شرط أساسي لاستقرار المنطقة، فهي النور الساطع اليوم في أفريقيا كلها، ولا أرى أي سبب يجعل أي شخص يشعر بالتهديد عندما تسير الصومال ومصر معا».
وأوضح أن الصومال ومصر لديهما تاريخ عظيم من العلاقات الممتدة التي دامت لآلاف من الأعوام، ومنذ استقلالنا كانت مصر حليفا بارزا لنا في جميع النواحي والمجالات من حيث الاقتصاد والأمن والحياة الاجتماعية وهناك آلاف الصوماليين الذين درسوا في مصر خلال أصعب الفترات ويعيش مئات الصوماليين في مصر ويعاملون مثل المصريين، لذا فإن هذه العلاقة عميقة للغاية.
وتابع: «كان الدعم موجود في مجالات عدة منها التعليم والأمن والدفاع، وهذه الزيارة لمصر بمثابة تعزيز لهذه العلاقات بين الدولتين، ونعمل جميعا وبشكل مشترك على توسيع وتعميق هذه العلاقة من خلال إنشاء مجلس تعاون مشترك جديد يعمل معا من أجل المصلحة المشتركة لمصر والصومال».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل اليوم الأحد 22 يناير الجاري، حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال وذلك بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية لعقد مباحثات بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية. وأجريت مراسم استقبال رسمية لرئيس الصومال حيث عزفت الموسيقي السلاميين الجمهوريين لمصر والصومال كما صافح الرئيسان حرس الشرف.
وقال الرئيس السيسى فى كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك: إنه فيما يتعلق بالاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا تحدثنا عن أننا فى مصر كان لنا موقف واضح تم تسجيله وصدر بيان عن وزارة الخارجية المصرية برفض هذا الاتفاق ومن ثم نؤكد على رفض مصر التدخل فى شئون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها، مشيرا الى أن هذا الموضوع أحد النقاط التى تم مناقشتها مع الرئيس الصومالى.
واضاف السيسى: أن مصر ترى أن التعاون والتنمية بين الدول أفضل بكثير من أي شئ آخر.
وتابع الرئيس قائلا: “رسالتي لإثيوبيا لكي تحصل على تسهيلات من الأشقاء فى الصومال وجيبوتى وإريتريا يكون بالمسائل التقليدية المتعارف عليها، والاستفادة من الموانئ وهذا أطر لا يرفضه أحد، ولكن محاولة القفز على أرض من الأراضى لمحاولة السيطرة عليها لن يوافق أحد على ذلك”.
وأضاف الرئيس، أن الصومال دولة عربية ولها حقوق طبقا لميثاق الجامعة العربية فى الدفاع المشترك لأى تهديد لها، مؤكدًا بكل وضوح “أن مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو يمس أمنها”.
ووجه الرئيس السيسى حديثه للرئيس الصومالى، قائلاً:”اطمئن وبفضل الله نحن معكم ونقول للدنيا كلها نتعاون ونتحاور بعيدًا عن أى تهديد أو المساس بالأمن والاستقرار”.
وتصدرت المباحثات المصرية الصومالية اليوم مستجدات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والتطورات الجارية في ضوء إبرام مذكرة التفاهم غير القانونية بين اثيوبيا واقليم أرض الصومال الواقع شمال غرب الصومال فضلا عن تطورات منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
ووصل الدكتور حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية إلى القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد إلياس شيخ عمر سفير الصومال بالقاهرة أهمية الزيارة والتي تأتي في توقيت شديد الحساسية نظرا لما تواجهه الصومال من انتهاك إثيوبي لسيادتها على أراضيها عقب إبرام مذكرة التفاهم غير القانونية بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال الواقع شمال غرب الصومال مشددا على أنه جزء لا يتجزأ من الأراضي الصومالية.
وأكد سفير الصومال حرص بلاده على تنسيق المواقف مع مصر نظرا للدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة، مثمنا في الوقت ذاته الدعم المصري الكبير للصومال في أزمته الراهنة وهو أمر ليس مستغربا على مصر التي كانت دائما سباقة في اتخاذ المواقف المقدرة بدعم الأشقاء، موضحا في الوقت ذاته أن مصر كانت من أوائل الدول التي أعلنت موقفها صراحة فور اندلاع الأزمة بالتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل اراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، وكذلك حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.
وأشار سفير الصومال بالقاهرة إلى أن زيارة الرئيس الصومالي لمصر تتضمن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وكذلك الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وذلك لبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة.
وجدد سفير الصومال التأكيد على موقف بلاده الرافض لتلك الممارسات الإثيوبية التي تشعل المنطقة بأسرها بهدف شغل الرأي العام عما يجري، داخل إثيوبيا، مؤكدا أن الصومال لم يتدخل يوما في الشأن الداخلي لاثيوبيا .. وعليها احترام سيادة الصومال والإلتزام بقواعد حسن الجوار .
وأضاف، أن الصومال في ظل قيادة الرئيس حسن شيخ محمود، كانت ومازالت تمد يدها للسلام إلا أن اثيوبيا تسعى في المقابل الى اثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة وخاصة منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.