سجّلت سوق المال السعودية والأسواق الأخرى في دول الخليج الغنية بالنفط هبوطا، اليوم الثلاثاء، غداة انهيار تاريخي لأسعار الخام الأمريكي مع تراجع الطلب بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأغلقت سوق “تداول” السعودية تعاملاتها على انخفاض بنسبة 1,6 بالمئة، فيما خسر سهم أرامكو، أكبر شركة نفطية في العالم، 2 بالمئة من قيمته ليبقى تحت سعر طرحه الرئيسي.
وتراجعت مؤشّرات الأسواق في دبي وأبوظبي وقطر والكويت بين 1,4 و3,3 بالمئة.
وانهارت أسعار الذهب الأسود، أمس الإثنين، قبل أن تنتعش بشكل محدود الثلاثاء، حيث انخفض سعر بعض برميل الخام الأميركي إلى ما دون الصفر لأول مرّة في التاريخ، ما يعني أنّ المتعاملين دفعوا من جيوبهم للتخلّص من هذه السلعة.
كما تراجع الثلاثاء سعر خام برنت إلى ما دون 19 دولارا، وهو المستوى الادنى منذ عقدين.
ونظراً إلى أن مهلة عقود مايو تنقضي الثلاثاء، تعيّن على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن، في ظل امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل.
وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة تداعيات فيروس كورونا المستجد الذي تسبّب بتراجع كبير في الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية انتهت باتفاق على خفض الانتاج الاسبوع الماضي.
وتعتمد دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلاً من البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات، على النفط كمصدر رئيسي للايرادات العامة.
وكان صندوق النقد الدولي توقّع الاسبوع الماضي أن ينكمش اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 3,3 في المئة هذا العام على خلفية إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد وتراجع أسعار النفط، في أسوأ أداء منذ أربعة عقود.
وقال صندوق النقد الدولي إن جميع الدول العربية باستثناء مصر ستهبط اقتصاداتها إلى المنطقة الحمراء (الانكماش الاقتصادي) هذا العام.
وتتجه السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة، إلى انكماش بنسبة 2,3 في المئة.