توالت ردود فعل على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، التي شدد فيها على أن أي تدخل مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية سواء في إطار حق الدفاع عن النفس، أو بناء على سلطة مجلس النواب الليبي.
وأوضح السيسي، بعد تفقد وحدات عسكرية في قاعدة جوية قرب الحدود مع ليبيا، أن أهداف هذا التدخل ستكون تأمين الحدود الغربية لمصر، واستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، وإطلاق تسوية سياسية بين الليبيين.
وقالت السعودية إن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والأمة العربية، مضيفة “لمصر الحق في الدفاع عن حدودها الغربية من الإرهاب”.
وأعلنت الخارجية السعودية وقوف المملكة إلى جانب مصر، في حقها بالدفاع عن حدودها وشعبها، من نزعات التطرف والميليشيات وداعميها في المنطقة، وأكدت على أهمية وضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية التي تغذي الإرهاب.
كما أعربت الإمارات عن تأييدها لما ورد في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص ليبيا.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وقوفها مع مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، وثمنت جهود مصر، للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، خاصة مبادرة القاهرة المتسقة مع القرارات الدولية.
أعلنت قبائل المرابطين والأشراف في ليبيا، مساء أمس السبت، أن 68 قبيلة ليبية جهزت قوائم جديدة بأسماء أبنائها ومقاتلين لمحاربة المرتزقة الأتراك ومليشيات حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.
ورحب اللواء صالح رجب المسماري، وزير الداخلية الليبي الأسبق، بتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول الأوضاع في ليبيا.
وقال: مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لم تتخل يوما عن أشقائها العرب وأهل ليبيا تحديدا وكان له موقف مشرف وداعم للجيش الليبي في الحرب على الإرهاب.
ووصف المسماري، وهو رئيس المجلس الأعلى لقبائل المرابطين والأشراف -أكثر من 68 قبيلة، في تصريحات لـ” موقع العين الإخباري” التصريحات المصرية وموقف السيسي بـ”المشرف”.
وأضاف: “هذا الموقف كان متوقعا من الليبيين كونه رجل وطني عروبي يؤمن بالدول الوطنية ويدعم الجيوش النظامية، ضد الإرهاب والمليشيات والاحتلال الخارجي”.
وأكد أن موقف مصر من منطلق كونها دائما هي “السند والمتكأ” للعرب، مؤكدا أن كل القبائل العربية في ليبيا جهزت أبنائها من شباب وشيب لقتال الأتراك الغزاة والإرهابيين، بالإضافة إلى ان جزء منهم الآن مساند للقوات المسلحة وفي المحاور.
وأردف أن كل تركيبات المجتمع الليبي من مؤسسات ونقابات ستخرج في مظاهرات عارمة للمطالبة بتدخل الجيش العربي المصري، لمساندة الشعب الليبي لدحر الغزو والعدوان التركي العثماني.
وأشار إلى أن كل القبائل الليبية أعدت قوائم الأسماء الذين أعدتهم للالتحاق فورا بمعسكرات التدريب والتسليح والانطلاق إلى جبهات القتال ذودا عن الوطن العزيز.
وطالب الجيش المصري بالتدخل ومساندة الليبيين في معركتهم، قائلاً: “ما يجري الآن هو استهداف للأمن القومي العربي، وإذا سقطت ليبيا في يد العثمانيين فإن الشر سيكون على حدود مصر العزيزة”.
وأشار إلى أن مصر وفقا لعادتها لن تنتظر إلى أن يصل الشر لحدودها بل ستوئده في مكانه.
وشدد على أن الجيش الليبي مرابط في مواقعه ضد الغزو العثماني لليبيا وخلفه ملايين الليبيين الجاهزين للدخول لمعسكرات التدريب، وأنه حين تتقدم القوات المصرية لمساندتهم والدفاع عنهم فسيلتحمون بهم.
ووصف تصريحات الأتراك بأنهم سيقبلون بوقف إطلاق النار إذا سيطروا على الجفرة وسرت بـ”سراب في الهواء، وحلم إبليس في الجنة، ولن يدخلوها إلا على جثث الليبيين”.
ودعت عدد من منظمات المجتمع المدني ونشطاء وإعلاميين وسياسيين وشيوخ وأعيان قبائل ليبيين إلى التظاهر، اليوم الأحد، في مدن ليبية مختلفة لدعم المبادرة المصرية لحل الأزمة، والتصدي للاحتلال التركي لغربي البلاد.
وتنص مبادرة القاهرة، التي أعلنتها مصر في وقت سابق من يونيو الجاري، على وقف إطلاق النار، وحل الأزمة من خلال المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، وضمان التمثيل العادل للأقاليم الثلاثة في مجلس رئاسي منتخب.
وأعربت مملكة البحرين عن تقديرها لتأكيد السيسي عزمَ مصر حماية وتأمين حدودها، بعمقها الاستراتيجي، من تهديدات الميليشيات الإرهابية والمرتزقة.
وأشادت وزارة الخارجية البحرينية بخطاب الرئيس السيسي، باعتباره رسالة واضحة لكل من ينوي المساس بأمن مصر والأمن القومي العربي.
فيما دعمت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار عند خط المواجهة في سرت والجفرة لتجنب التصعيد، وقالت إنها تساند جهود الاتفاق على صيغة لاستعادة إنتاج النفط، بما يخدم تعافي الاقتصاد.
وأيدت واشنطن جهود مصر في وقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات السياسية، مشددة على أهمية وضع حد للتدخل العسكري الأجنبي، والامتثال لحظر الأسلحة وتعهدات مؤتمر برلين شأن ليبيا الذي انعقد في وقت مبكر من العام الحالي.