تجربة طويلة ومتنوعة جمعت بين الانطباعية الجديدة والتكعيبية والتعبيرية والتجريد، قدم خلالها لبنان بتصوراته البصرية مختزلا الوقائع والتفاصيل بتنوعاتها.
المكان دوماً حاضر في الكثير من لوحاته، وطالما حاول تطويعه ليتجاوز التطلعات المادية صوب الكينونة الحسية، فيعيد استشعار الذاكرة مستعيناً بخياله الإدراكي.
صاحب مسيرة فنية بمراحلها التجريبية تعكس عمقاً إنسانياً وتفاعلا حسيا يتسم بالبساطة العميقة جمالياً، وفي محاولة لاختصار مسيرته الفنية الطويلة يقول الفنان جوزيف العريض:
“ابتدأت في سن مبكرة جداً، فكان لدي ولع بالرسم، عندها اشترى لي والدي علبة التلوين ودفتر الرسم وبعض الأقلام، وكنت في ذلك الحين أحاول رسم كل ما تقع عليه عيناي، كذلك كنت أنقل رسما رسوم الكاريكاتير من آخر صفحة من الجريدة التي كان والدي يشتريها بشكل يومي”.
يضيف “العريض”: ” وتدرجت بعد ذلك بمحاولة رسم البورتريه، ولقيت الثناء والتشجيع من الكثيرين ومن بينهم صديق والدي الفنان التشكيلي فوزي القش، بعد أن أراه البعض من رسوماتي ومن بينهم صورة للفنان بقلم الرصاص كنت قد رسمتها عندما وجدتها في إحدى الصحف حيث كان للفنان معرض في ذلك الحين، فسر بها كثيراً وقدم لي بعض النصائح ومن بينها أن أرسم مباشرة من الطبيعة، ولتكن الطبيعة مدرستك وأهداني كتيبا يتضمن لوحات معرضه الأخير، وهكذا تابعت بالعمل بنصائحه وكنت أرسم مباشرة مواضيع مختلفة، ومع مرور الأيام والسنين أصبحت أرى تطورا في أعمالي وصرت أذهب إلى الطبيعة لأرسمها مباشرة، محاولا تحسين أسلوبي لإيجاد لغة خاصة بي، ابتدأت بالكلاسيكية، إلى الانطباعية، فكان لدي تأثر بالمدرسة الانطباعية (مونيه، مانيه، فان غوغ، سيسلي) وغيرهم وأيضاً بالحركة الفنية التشكيلية اللبنانية وأشهر روادها (خليل الصليبي، داوود القرم، مصطفى فروخ، حبيب سرور، عمر الأنسي)
وكنت أقيم المعارض حيث لاقيت الكثير من الثناء والتشجيع. ولأنني لم أدرس أكاديمية قررت أن أعمل على نفسي أكثر فسافرت إلى فرنسا لأقوم بجهد مضاعف من خلال متابعة دورات في الفنون في معاهد مرموقة (La Grande Chaumière, Atelier Mac
Avoy)بعدها سافرت إلى أستراليا وتابعت دورة في الرسم في(Royal Art Society )خلالها أقمت معارض كثيرة في لبنان وفرنسا وإيطاليا وأستراليا.
بعد ذلك اتجهت نحو الحداثة لمواكبة العصر فاتجهت نحو التشكيل الهندسي والتكعيبية إلى التعبيرية الجديدة ومن سنة 2019 والانهيار المالي في لبنان، إلى الكورونا 2020 وحالة التخبط في العالم أجمع أحسست أنه علي الانتقال إلى أسلوب يؤرخ ما يحصل”.