في ظل تراجع القيمة السوقية لمارثون العملات الرقمية المشفرة، يبقي السؤال المطروح على الساحة، هل انتهت التراجعات للعملات المشفرة ووصلت لقاع الأسعار أم مازال هناك الكثير
وفي إجابة على هذا السؤال يجيب الدكتور “أحمد معطي”، خبير أسواق المال، خلال تقريره المرسل ل “البلاغ”
ويري “معطي” أن تلك التراجعات الشديدة في العملات الرقمية المشفرة الفترة الحالية، أدت لتحطيم آمال الكثير من المستثمرين في مجال الكريبتو والذين كانوا يأملون مستويات 100 ألف دولار للبتكوين هذا العام، كما وعد الكثير من مؤيدين العملات الافتراضية مثل نجيب بوكيلي رئيس السلفادور وغيره.
ويجيب “معطي” خلال تقريره المرسل ل”البلاغ ” السؤال الأهم والأبرز
هل انتهت التراجعات للعملات المشفرة ووصلت لقاع الأسعار أم مازال هناك المزيد من التراجعات؟
ويري “معطي” أننا سنشهد استمرار لتغير المناخ في مجال “الكريبتو” مع استمرار لفصل الشتاء والذي يتميز بأمطار شديدة وسريعة، في تراجعات العملات المشفرة، وأن الارتفاع في أسعار العملات المشفرة هو بمثابة الدخول في فصل الربيع، والذي لن يستمر كثيرًا لندخل في مرحلة شتاء مرة أخرى للعملات المشفرة لفترة قد تصل لسنوات.
ويؤكد الخبير الاقتصادي أننا قد نرى مستويات 14200 دولار للبتكوين مع تراجع في جميع العملات المشفرة، فنحن في فترة هي الأصعب على مجال “الكريبتو” وستكون أصعب من تراجعات نهاية عام 2017 عندما تراجع البتكوين من سعر 19700 دولار إلى 3300 دولار.
الهبوط المستمر
ويرجع الدكتور أحمد معطي، خبير أسواق المال، أسباب الهبوط المستمر إلى
اتجاه البنوك المركزية لسياسة التشديد النقدي
وجود بديل استثماري أكثر أمانًا وهو فوائد البنوك
تراجع الثقة في المؤثرين وحيتان العملات المشفرة
وجود أزمة ثقة في مجال “الكريبتو” بعد انهيار العملة المستقرة “تيرا لونا”
اتجاه شركات بورصات العملات المشفرة إلى تسريح الموظفين تحسبًا للدخول في فترة ركود
تراجع الثقة في شركات إقراض العملات المشفرة بعد تجميد شركة سلزيوس لعمليات السحب
اتجاه الدول لتقنين مجال “الكريبتو” وامتثال الشركات لقوانين الدول مما يضغط على فكرة اللامركزية
ويوضح “معطي” خلال تقريره أن تشديد السياسة النقدية للبنوك المركزية، كان أحد أهم أسباب ارتفاع العملات الافتراضية خاصة في العام 2020.
وهي اتجاه البنوك إلى سياسة التيسير النقدي والتي زادت من وتيرة طباعة الأموال والحزم التحفيزية التي انهالت على المواطنين في ظل بقائهم في المنزل بسبب جائحة كورونا بالتالي كان سبب رئيسي في رواج مجال “الكريبتو” لأننا أمام سيناريو وجود أموال جديدة تم طباعتها في ظل توقف الأعمال وفي ظل فائدة بنوك منخفضة صفرية في دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية وهو ما وجه تلك الأموال إلى مجال “الكريبتو” والأسهم.
وأضاف ” معطي” أن ما يحدث الآن هو العكس بسبب استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، فأرتفع التضخم في العالم بالكامل أجبر الدول للاتجاه للسياسة النقدية التشديدية، وذلك عبر وقف البرامج التحفزية، ووقف طباعة الأموال، أو تراجع وتيرتها بالإضافة إلى اتجاه البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة.
وبالتالي أصبح هناك بديل استثماري أمن للمستثمرين والمواطنين حول العالم، خاصة في ظل تراكم الأسباب القادمة في نفس التوقيت.
ويوضح “معطي” نقطة تراجع الثقة في المؤثرين وحيتان العملات المشفرة
أن ايلون ماسك من أهم المؤثرين في مجال “الكريبتو”، والذي يعتبره الكثير من الشباب والمستثمرين مثلهم الأعلى في الاستثمار وخاصة مجال “الكريبتو” ففي البداية كان كل تغريدة من ايلون ماسك أو نجيب بوكيلي أو جاك دورسي أو مايكل سايلور كفيلة بتحريك العملات المشفرة على الأقل 10% ارتفاعًا، ولكن تراجعت الثقة تدريجيًا مع التخبط الشديد في تغريدات ايلون ماسك، والذي كان مؤيد للبتكوين، وأكد قبول شركته تسلا لمدفوعات البتكوين مقابل شراء سيارات “تسلا”، ثم تراجع عن هذا القرار بحجة أن البتكوين مضر للبيئة والمناخ، وأنه سيقبل فقط عملة “الدوجي كوين” وظهر كثيرًا وهو يدعم تلك العملة ووضع تغريدة مفادها أن عملة الكلب ستكون بديلًا للدولار وأن سعرها سيرتفع إلى 1 دولار.
ولكن ما حدث هو العكس وتراجعت من 8 مايو 2021 من سعر 73 سنت إلى 05. سنت لتفقد 92% من قيمتها في عام ولتحقق خسائر شديدة للمستثمرين وبالتالي أدت إلى حدوث أزمة ثقة في تغريدات ايلون ماسك وغيره من المؤثرين لدرجة أن مع كل تغريدة لايلون ماسك عن العملات الرقمية نرى تراجعًا في أسعارها.
ويكمل “معطي” أن أزمة الثقة أزدادات عندما انهارت عملة “يو أس تي” المستقرة، والمعروف عنها أنها عملات مرتبطة بالدولار الأمريكي تعادل الوحدة من تلك العملات واحد دولار، لتفقد أكثر من 99% من قيمتها مما أثر بخيبة أمل على المستثمرين، وفقدان إستثمارتهم في شتاء العملات الافتراضية.
كما انخفضت عملة «تيرا لونا» حيث فقدت نحو 90% من قيمتها والتي كانت من ضمن الـ 10 الأوائل في العملات الافتراضية مما زاد من ضغوط البيع على جميع العملات، خوفًا من مزيد من الانهيارت لبقية العملات.
وبالتالي كان ذلك أحد أهم الأسباب اتجاه إدارات الدول، للتعليق على هذا الامر وتأكيدهم على ارتفاع المخاطرة بمجال “الكريبتو” وأن الدول ستأخذ خطوات أسرع، لوضع قوانين منظمة لمجال “الكريبتو” لحماية مواطنيها من مخاطر هذا المجال، وهذا ما أكدته جانيت يلين، وزيرة الخزانة الامريكية والتي صرحت بأنها الوضع مع “تيرا يو إس تي” يوضح ببساطة أن هذا منتج سريع النمو وأن هناك مخاطر على الاستقرار المالي ونحن بحاجة إلى إطار عمل مناسب.
وبالتالي سيكون من المناسب استهداف إطار فيدرالي متسق بشأن العملات المستقرة بحلول نهاية عام 2022 نظرًا لنمو السوق، ودعت إلى الشراكة بين أعضاء الكونجرس لسن تشريع لمثل هذا الإطار.
ويضيف “معطي” أن ما زاد من سرعة وتيرة أمطار العملات المشفرة، عندما قامت شركة “سلزيوس نتورك” لإقراض العملات المشفرة في الولايات المتحدة الامريكية في 13 يونيو 2022، بكتابة تغريدة لعملائها، إنها جمّدت عمليات السحب والتحويلات بين الحسابات، وأنها تتخذ خطوات للحفاظ على الأصول وحمايتها، وتسبب هذا الخبر في ضرر المجال بالكامل، فأدى لارتفاع حالة الخوف والذعر بين المستثمرين من أن تقوم بقية الشركات بنفس النهج، وبالتالي لن يكونوا قادرين على سحب أموالهم.
فيما زاد الامر سوءًا عندما أعلنت شركة “بايننس” وقف سحب عمليات البتكوين عبر منصتها” والذي استؤنف بعد ساعات ولكن مع تراكم تلك الاخبار، مما زاد الخوف والقلق بين المستثمرين، لتنفجر عمليات البيع بعد فتح “بايننس” لعمليات السحب خوفًا من أن يحدث توقف مرة أخرى.
شتاء العملات الافتراضية مستمر
وأكمل “معطي” وفي ظل تراكم تلك الأخبار أرى أن شتاء العملات الافتراضية مستمر، ومن الممكن أن يستمر لسنوات كما حدث في العام ،2017 واستمرت التراجعات لمدة 3 سنوات، وبالتالي أرى أن الدخول للشراء في هذا التوقيت، هو توقيت شديد المخاطرة خاصة في ظل استمرار موجة التضخم العالمية، والتي أدت لاتجاه البنوك المركزية لتشديد السياسة النقدية.
ويرجع “معطي” الاستمرار إلى اتجاه الكثير من منصات العملات المشفرة، للإعلان عن اضطررها عن تخفيض حجم الموظفين لديها، حيث يتوقعون الدخول في فترة ركود في هذا المجال، ولا أحد يعلم متى تنتهي، فقد أعلنت شركة “كوين بيس غلوبال” أكبر منصات التداول العالمية في العملات المشفرة، أنها ستسرح 18% من قوتها العاملة حوالي 1200 موظف وستبقى على 5 الاف موظف.
كما قامت منصة “جيمني تراست” بالإضافة إلى بنك التمويل اللامركزي “بلوك فاي” إلى نهج نفس الاتجاه بتخفيض حجم الموظفين لديها، وبالتالي ذلك يؤكد أن تلك المنصات لديها رؤية مستقبلية بدخول مجال “الكريبتو” في فترة تراجعات شديدة خلال الفترة القادمة.