قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي – في خطبة الجمعة: من رحمة الله وعظيم ألطافه أن جعل لكل مرض دواء, وجعل لكل داء سببا للشفاء, علمه من علمه وجهله من جهله, حث الإسلام على دراسة الداء والدواء, وجعل تعلم الطب من أشرف العلوم بعد علم الشريعة إذ به تنقذ حياة البشر.
وأضاف: خلق الله الحياة وجعل الإنسان يتقلب فيها بين صحة ومرض, وعافية وسقم , وفرح وحزن, وسراء وضراء, امتحانا منه سبحانه لعباده, قال تعالى: “تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير, الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا”, والمرض سنة من سنن الله في حياة البشر يصيب به من يشاء من عباده, ويكشفه عمن يشاء وهو العالم بالأمراض وأسبابها وكنهها, ومنشئها, قال تعالى: “إنا كل شيء خلقناه بقدر”, وقال صلى الله عليه وسلم: “واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك, وما أصابك لم يكن ليخطئك”.
وقال: الله عز وجل هو الضار النافع, وهو المعطي المانع بيده وحده تقدير المرض , منه سبحانه الشفاء, قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: ” وإذا مرضت فهو يشفين”, وكل ذلك لحكمة وفي ثناياه نعمة, فإذا حل الليل عرف قدر النهار, وفي المرض يعرف قدر الصحة والعافية, والإنسان مهما ارتفع أمره, وترسخ علمه, وفاض طبه, معرض للمرض, نال المرض من صفوة الخلق والنبيين, ولم يسلم منه الأطباء, تقول عائشة رضي الله عنها: “ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف: من رحمة الله وعظيم ألطافه أن جعل لكل مرض دواء, وجعل لكل داء سببا للشفاء, علمه من علمه وجهله من جهله, حث الإسلام على دراسة الداء والدواء, وجعل تعلم الطب من أشرف العلوم بعد علم الشريعة إذ به تنقذ حياة البشر, ومع كل ما بذلته البشرية في ميدان الطب وتطور وسائله فإنها تقف عاجزة عن الإحاطة بجل الأدواء ويظهر عجز الإنسان حين يتسلل دقيق الكائنات وصغيرها في حياتهم, وتتمكن من أجسادهم وتتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة, قال تعالى: “وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه, ضعف الطالب والمطلوب”, وعند انتشار الأوبئة يؤمن المسلم بقضاء الله وقدره ويحسن ظنه بربه ويتأدب مع خالقه, فلا يتبرم ولا يسخط, بل يتجمل بالصبر, ويبصر في المرض منحا ربانية وفضلا عظيما.
وقال : مع تأمل التقلب في أحوال البشرية, والمنغصات الدنيوية يتذكر المسلم النعيم المقيم ثواب الجنة التي لا مرض فيها ولا هم ولا بلاء, قال صلى الله عليه وسلم : “ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا, وإن لكم ان تحيوا فلا تموتوا أبدا, وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا, وإن لكم ان تنعموا فلا تبأسوا أبدا”.