دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ – في خطبة الجمعة – إلى معاملة الخلق بالأخلاق الحسنة والأفعال الطيبة والمسالك الجميلة, وذلك بملاطفة الخلق وطلاقة الوجه لهم وبذل المعروف معهم, وكف الأذى عنهم, مؤكدا أن الأصل في ذلك أن ترضى لغيرك ما ترضاه لنفسك من الأقوال الحسنة والأفعال الطيبة والمعاملة الكريمة, وتعاملهم حينئذ بمقتضى ذلك, مستدلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا”.
وقال: تحقيق تقوى الله جل وعلا بلزوم الأوامر والطاعات ومجانبة المعاصي والسيئات في الجهر والخلوات, إنها وصية تلزم العبد المؤمن أينما كان وحيثما حل أن يحفظ حدود الله جل وعلا, مستقيما على الصراط المستقيم, مراقبا لربه في كل شأن, قال صلى الله عليه وسلم: “احفظ الله يحفظك”, مشيرا إلى أن العمل بهذا الأصل يترتب عليه الفوز العظيم والأجر الكريم.
وأضاف: إتباع السيئة بالحسنة, والحسنة اسم جامع لكل ما يقرب إلى الله جل وعلا, وأعظم الحسنات التوبة النصوح, والاستغفار الصادقة والإنابة الحقة, وفعل الخيرات, يكفر الذنوب السالفات ويمحو السيئات الماضيات, وفي الحديث الشريف: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر”.
وذكر من الحسنات الماحية للسيئات الإكثار من الإحسان للناس بشتى أنواع الإحسان ومختلف صوره, قال جل وعلا: “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقاتها وصيامها, غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها, قال عليه الصلاة والسلام: “هي في النار”, قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط, ولا تؤذي جيرانها, قال: “هي في الجنة”.