كيف يمكن لاي قارئ أو متابع، محقق أو مدقق أن يف حال ومآل العلاقات الاماراتية السعودية ؟
باختصار غير مخل نحن أمام لوحة لنسيج إنساني اخوي واحد، عمقته رايات الحق، وجذرته أصول الشهامة والاخوة، فزادت من متانة العلاقة القائمة على جذور الاخلاقيات العربية الاصيلة.
من هذا المنطلق يعن للمرء أن يخالف جنرال فرنسا الأشهر شارل ديجول، الذي وصف العلاقات بين الدول بأنها مجرد مصالح تتصالح، ذللك أن ما بين الشعبين الشقيقيين منذ زمان وزمانين، لهو أخوة دم، وشراكة أحلام في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء.
تعمقت اخوة الدم الاماراتية السعودية في الاعوام الاخيرة من خلال التحالف الدولي ودوره الرائد في اليمن الشقيق، ذاك الذي أراد البعض من المؤدلجين عطفا على الدوجمائيين اختطافه من شرعيته واصوله العربية، والقاءه في دائرة التطرف التي لا تخفى عن العيون في الحال او الاستقبال.
يعن لنا ان نتساءل :” هل كانت الشراكة الاماراتية السعودية طريقا الى الحرب في الامارات ؟
يمكن القطع بأن ذلك لم ولن يكون البته، فما كانت المملكة العربية السعودية ولا الامارات العربية المتحدة ، دول اعتداء على الآمنين ، ولا دعاة حروب على الاشقاء من اليمنيين ، الا ان مقتضيات الحال كانت تدفع دفعا في طريق دعم الشرعية اليمنية من جهة ، واستشراف مهددات الامن القومي العربي من جهة اخرى .
والشاهد أنه ليس سرا القول أن التحرك لجهة اليمن كان محاولة مشروعة دعمها الاشقاء العرب، من أجل الوقوف صفا وحدا في مواجهة اطماع جماعة الحوثي، وكلنا يدرك انها لا تغدو ان تكون وكيل حرب لايران في جنوب شبه الجزيرة العربية، وأن نظام الملالي قد جعل منها خنجرا في الخاصرة في الخليج العربي، الامر الذي اثبتته الايام والسنين ، من خلال الهجمات الصاروخية على المملكة والتهديد بقصف الامارات وتاليا قال احدهم من المنشقين اننا قادرين على تهديد مصر ايضا بصواريخنا .
في هذا السياق يمكن للمرء ان يستوعب انه من الاستحالة بمكان ان يستطيع اصحاب الافك ان يضربوا الفتنة ، او ان يشقوا الصف العربي الاماراتي السعودي ، فالشراكة ليست عاطفية ، وانما منطلقاتها استراتيجية ، قائمة على رؤى جيوبوليتيكية في عالم قلبه يتحرك من الغرب الى الشرق ، وفي اجواء باتت فيها الصراعات على خارطة الشطرنج الادراكية امرا ملحوظا ينبغي متابعته والاهتمام بتطوراته صباح مساء كل يوم .
احد اهم الاسئلة التي ينبغي ان نطرحها في هذه السطور :” هل نحن نتحدث عن علاقة جديدة او مستحدثه بين الرياض وابوظبي ؟
المؤكد ان المسطح المتاح للكتابة يعجز عن الالمام الشافي الوافي بجوانب تلك العلاقة الفريدة غير ان مشاهد بعينها ، يمكن ان تصلح كمنطلق للحديث وفي القلب منها مشهد الاب المؤسس زايد الخير وهو بملابس الاحرام ويعلن عن ” المصير الواحد ، المفروض علينا ووقفة الرجل الواحد التي ننشدها جميعا وما علينا سوى ان نتأزر معا “.
كانت كلمات الاب الكبير في رحاب البقاع الطاهرة تؤسس لشراكة أرسى دعائمها معه رحمه الله احد الرجال العرب الاماجد ، الملك فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه ، وقد كان علامة بارزة في مسيرة العرب والمسلمين ، وفي السعي لتوحيد الصفوف العربية ، في مواجهة العدوان الخارجي .
انطلقت اسس العلاقة من الرياض الى ابوظبي على ركائز متينة من التعاون والخير ، الحب والعدل، السعي المشترك للحفاظ على الانسان والاوطان، الامر الذي جعل فصم عرى تلك العلاقة امرا غير وارد عبر التاريخ الممتد في عروق الجغرافيا .
والشاهد اننا عندما نقول انها شراكة دم فان التاريخ عبر اربعة عقود خلت يجود علينا بالحقائق ، ولايضن بها، فقد كان الموقف الاماراتي السعودي من حرب العرب مع اسرائيل عام 1973 وفي شهر اكتوبر تحديدا علامة مضيئة في سموات العالم العربي لاتزال الاجيال تتذكرها بالمزيد من الفخر والاعتزاز .
يمكن قطعا اعتبار مابين الامارات والمملكة العربية السعودية شراكة ضد التطرف والارهاب ،ولعل الناظر للمشهد الدولي في حاضرات ايامنا يمكنه ان يرصد تلك الظاهرة التي تمثل طاعون القرن العشرين اي الارهاب الاسود،ذاك الذي لم تسلم منه بقعة او رقعة على وجه الارض .
عرفت السعوديةوكذلك الامارات الوقوف سدا وحدا في مواجهة الجماعات الظلامية التي ارادت ان تتسلل في الليل البهيم الى الداخل السعودي والاماراتي، وذلك في زمن ما اطلق عليه الربيع العربي وان كانت الحقيقة تخبرنا بانه لم يكن ربيعا عربيا بل شتاء اصوليا خارجيا قارسا ،اراد تفكيك وتفتيت الوطن العربي وتسليمه للاعداء على طبق اي كان نوعه وغالبا ما كانت الوصفه كلها مسمومة .
حين نتحدث عن شراكة الدم والاخوة ، فاننا ولا شك نشير الى ان التحالف العربي الاماراتي السعودي ، هو احد اهم الضمانات لاستقرار المنطقة المضطربة ، تلك التي تعيش قلقا في النهار ، وارقا في الليل ، كما انه يعد وعن رؤية استشرافية لمواجهة مخططات الاعداء الذين ينشدون التدخل في شؤون دول الخليج وبقية منطقة الشرق الاوسط .
افلاس الحوثي هو من يدفعه لعزفه النشاز وتوجيه خطابه الى دولة واحدة ، والجميع يعرف انه يريد احداث وقيعة بعينها واصابة التحالف بشرخ هيكلي ، لكن هذا هو مطمع ابليس في الجنة كما يقال ، وقصر نظر سياسي واستراتيجي في كل الاحوال ، الامر الذي سيكبده في نهاية المطاف خسارة بالغة الاثر .
العملاء لا ينجحون ، بل مآلهم الطرد خارجا ، كما الملح اذا فسد فانه لا يصلح للطعام ، ويلقى خارجا حيث تدوسه الناس ، والزيد يذهب جفاء ، وما ينفع الناس يبقى في الارض .
محاولات الحوثي بوصفهم عملاء معروفون ومفضوحون لايران لن تؤتي اكلها ، بل سيرتد كيدها عليهم ، وفالامارات والمملكة على راسيهما قيادات احكم من جيل سليمان في مجده .
جادت الحياة على البلدين الشقيقيين بقيادات شابة من الذين يفكرون بعزم ويعملون بحزم ، ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ، ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون ، فعلى الجانب السعودي يقود المملكة ولي العهد الامير محمد بن سلمان براؤه المتطورة والمتجددة لوضع المملكة ومن جديد في المكان والمكانة التي تستحقها .
وعلى الجانب الاماراتي يبقى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي علامة دولية وعربية وتجربة انسانية واقتصادية رائعة على نجاحات الامارات في اعلى عليين .
نحن اذن امام قيادات سعودية وامارتية شابه تمسك على الحلم باسنانها لاباياديها فحسب ولا تتخلى عنه مهما كانت الانواء والعواصف، شابان يقودان دفة الاقتصاد نحو الاستثمار في البلدين وايجاد الفرص لتطوير الدولتين الكبريين في المنطقة، بما لهما من حضور في الخليج العربي برمته ،وهما ايقونه للنجاح في المستقبل السياسي لما يتمتع كل منهما به من قبول واعجاب في كل انحاء العالم ،عطفا على كونهما درع للاوطان لانهما يقودا جيشين عظيمين .