أثار قرار استقالة الدكتورة هايدي المصري من منصبها مديرًا عامًا للتدريب في شركة بتروجيت، العديد من علامات الاستفهام، كيف لمنصب بهذه الأهمية، و لسيدة في مثل سنها الصغيرة، والمستقبل واعد أمامها أن تضحي بمنصب كبير مثل هذا المنصب؟
أكيد أن “الحكاية فيها إنّ”.. تلك الـ “إنّ” هي التي أشعلت جلسات النميمة في قطاعات شركة “بتروجيت” إحدى أهم وأعرق الشركات الكبرى في مصر، أيضًا وهي واحدة من أكبر شركات المقاولات في افريقيا والعالم العربي، وهي قبل ذلك الشركة الرائدة في إنشاء مشروعات البترول والغاز في المنطقة.
الدكتورة هايدي فيصل على حسن المصري تعمل بالشركة منذ عام ٢٠٠١ إذ بدأت مشوارها الوظيفي فيها قبل 21 عامًا حيث عملت بالشئون الإدارية ثم الموارد البشرية ثم ادارة التدريب.
بعد تخرجها من كلية الآثارجامعة القاهرة اتجهت هايدي المصري إلى استكمال الدراسات العليا في مجال الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة .. فحصلت على دبلوم الدرسات العليا في مجال إدارة الموارد البشرية.
إلى ذلك حصلت أيضًا على دبلوم الدراسات العليا في تطوير وبناء قدرات الصف الثاني من المعهد القومي للإدارة، وقد أنجزت خلال مسيرتها المهنية درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مجال الموارد البشرية.
ثم حصلت على درجة الدكتوراة في مجال إدارة الاعمال من كلية التجارة جامعة عين شمس عن رسالتها “تأثير الأنشطة التدريبية على المواطنة التنظيمية” مما جعلها تتخصص في مجال التدريب وتطبيق السلوك التنظيمي واهميته على المنظمات.
تدرجت في المناصب الإدارية حتي درجة مدير عام مساعد التدريب قبل أن يتم تكليفها بمهام مدير عام التدريب منذ نحو عامين بعد ترقيه مدير عام التدريب المهندس أحمد وفيق الي منصب مساعد رئيس الشركة للتخطيط.
تأتي الدكتورة “هايدي” إلى شركة بتروجيت في الصباح الباكر كل يوم.. إذ تتمتع بنشاط ملحوظ في عملها، وشغف واضح في إدارتها الملف رئاستها، ما يعني أنها سعيدة بموقعها القيادي، فلمَ الاستقالة إذن؟!
جلسات النميمة تحدثت عن تعاقدات لإدارتها مع مراكز التدريب الخارجية، قالوا أنها لم تكن في الإطار المرسوم لها – أي للتعاقدات- على النحو الذي يتفق واللوائح، ولأنها على قدر شغفها بالعمل في بتروجيت، لا تحب أن يتدخل أحد في عملها، فلما نُقل إليها ما يدور في جلسات النميمة، قررت ترك الجمل بما حمل، خاصة بعد تلقيها عرضًا مغريّا من شركة خاصة كبرى يقدّر أجرها فيه ب4 أضعاف راتبها من بتروجيت.
وقد جاء العرض على خلفية حصولها لـ “بتروجيت” في القطاع رئاستها علي شهادة “الأيزو” في التدريب كأول شركة مصرية تحصل علي هذا الاعتماد في مجالها، لتشتعل بعدها جلسات النميمة بحكايات مزعومة عن تعاقد الإدارة رئاستها مع شركات خاصة للتدريب، ترتبط معها بمصالح مشتركة
تقول المصادر أن “المصري” تقدمت باستقالتها قبل شهرين بعد إعلانها قبل أكثر من عام أن “بتروجيت” هي محطة في مشوارها المعنى، ولن تنتهي عندها الطريق، طريق طموحها المفرط في التطوير والتحديث المستمر لقدراتها المهنية.
وكانت قد أكدت وقتها – قبل أكثر من عام- رغبتها في اثراء تجربتها الوظيفية بخبرات إضافية في ميدان آخر خارج بتروجيت، لعدة أسباب، أهمها، ابتعادها عن جو النميمة المفرط في الشركة، بالإضافة الي رغبتها في التوسع بمجال التدريس في السلك الجامعي، وهو الأمر الذي قالت أنه يتعارض مع طبيعة عملها بالشركة.
على أنها ورغم تقدّمها رسميًا بالاستقالة فإنها واصلت العمل في إدارتها لإنهاء بقية الاعمال المعلّقة كالتزام أدبي منها تجاه الشركة التي شهدت فيها حقبة مهمة من حياتها، حتى أنها في سبيل ذلك حضرت اجتماع مجلس الإدارة لعرض مقترح تطوير الإدارة، وهو الامر الذي تم الموافقة عليه.
مصادر في الشركة و ردًا على ما اثير بشأن استقالتها من “أنها منحت شركات خارجية بعينها عقودًا بأكثر من 30 مليون جنيه كانت هي السبب في قرار استقالتها”، أكدت لـ “البلاغ” أن : “اختيار الجهات التدريبية الخارجية لا يخضع لسلطة مدير عام الموارد البشرية وإنما يتم من خلال إدارات متخصصة تقوم بالمفاضلة بين العديد من العروض، علمًا بان ٩٠٪ من الدورات- والكلام لنفس المصادر- يتم تنفيذها من خلال احدي شركات قطاع البترول المتخصصة.