♦️جريمة جديدة في حق مصر.. ضياء رشوان يخالف توجيهات الرئيس
♦️اشترك مع أسامة هيكل في تدمير اتحاد الصحفيين الأفارقة واضعاف الدور المصري في إفريقيا
منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية البلاد وهو يعمل على استعادة الدور المصرى في افريقيا إلى حيث كان، لمّا كانت.. مصر عمدة إفريقيا، وكانت بلادنا معشوقة الشعوب الأفريقية، لمّا كان مثقفوها يحجون إلينا في القاهرة، ونخبتها تتأبط صحفنا، وكتبنا، يقضون ساعاتهم بين صفحاتها، يرتشفون الوعي منّا، فيتحدثون بأفضل ما يكون الحديث عنّا.
لمّا كانوا يبيتون الليل على موجات إذاعاتنا، ويستيقظون على الأخبار من نشراتنا، لمّا كانت مصر هي المتحدث الرسمي باسم القارة.
انتفضت مصر السيسي لاستعادة ذلك الدور الذي سقط منّا في زحمة الحاجات، وترتيب الأولويات، عندما أخطأنا التقديرات، فوضعنا افريقيا في موضع متأخر من أجندتنا، فاستيقظنا على أزمة السد الاثيوبي، لنجد افريقيا فلا نجدنا فيها، ونرى دولًا غيرنا.. تتسابق لاحتلال دورنا.
إلى ذلك انتفضت مصر السيسي، لاستنهاض قوتنا الناعمة التي بددها نظام مبارك في افريقيا، فمنذ تولى الرئيس السيسي مسئولية البلاد، وهو يسابق الليل بالنهار لاستعادة الدور المصري في قارتنا إلى ما كان عليه، وكانت توجيهات سيادته واضحة في هذا الإطار: “علينا أن نعمل جميعًا لاستعادة ذلك الدور”، وطبعًا كان يجب أن تحتل الهيئة العامة للاستعلامات موضعًا متقدّما في تلك المساعي .
ورغم أن الإعلام له دور مهم في دعم تلك السياسة، إلا وزير إعلامنا السابق، اسامة هيكل ورئيس هيئة الاستعلامات الحالي، قد تعاملا سويًا على عكس توجيهات الرئيس، لقد عملا بكل جد ضد السياسة العامة للدولة في افريقيا.. اليكم التفاصيل:-
كنتُ قد عاهدتُ نفسي ألا أكتب كلمة واحدة عن وزير الاعلام السابق اسامة هيكل بعد إقالته من موقعه الأخير رئيسًا لمدينة الاعلامي، خاصّة وقد تأثرتُ كثيرًا بمشهد الدقائق الأخيرة له قبل أن يعلم بقرار إقالته من شركة مدينة الانتاج.
استيقظ “هيكل” كعادته في الصباح، وبينما تنتظراه سيارتان تحت منزله، الأولى له، والثانية لطاقم حراسته، كما كانت عادته في رحلته اليومية من منزله إلى مكتبه في مدينة الإنتاج الإعلامي، رنّ هاتف السائق الخاص بأسامة: ” خد زميلك وارجعوا على مدينة الانتاج”، “لسه اسامة بيه فوق يا فندم”، “كلامي واضح”، “حاضر يا فندم”.
ينزل اسامة هيكل إلى الشارع وذاكرته تحفظ المشهد اليومي كل صباح، السائق ناحية الباب الخلفي، يفتح له الباب، يدخل “هيكل” فيغلق سائقه الباب، ويتأهب حرسه الشخصي، للتحرك بالسيارة الأخرى في المقدمة، لتأمين رحلته على الطريق من البيت إلى مقر مدينة الانتاج.
وقف أسامة ينظر إلى الشارع فلا يجد السيارات التي كانت قد وصلت تحت البيت بالفعل، فهم على الفور أن المخرج- القدر- قد كتب كلمة “النهاية” في مشهد مفاجئ على مساره الوظيفي، النهاية كانت صادمة على الصبح.. لقد أقالوه.
المشهد كان مفاجئًا له وحده، فمن اعتادوا مشاهدة الأفلام، ومن اعتادوا قراءة كتب التاريخ، ومن سمعوا الكثير من الحكايات، يعرفون جيدًا، أن لكل حكاية “توتة توتة” تنتهي عندها “الحدوتة”.
رجع اسامة خطوتين الى الوراء واستدار للخلف، متجهًا صوب الباب، باب الفيلا، وخلال تلك الاستدارة للخلف، مرّ بذاكرته شريط سريع من الأحداث، يعرض له محطات صعوده حتى محطة الهبوط، أدرك لحظتها أنه الهبوط الكبير، الذي يتهاوى عنده كل”هيلامان” اسامة هيكل.
“الهيلامان” الذي سبق وحذّرني منه ضياء رشوان وقت اشتعال حملتي الصحفية عن الانحرافات المالية والإدارية ضد اسامة هيكل في وزارة الإعلام وضده أيضًا في مدينة الإنتاج.
طلب منّى ضياء رشوان وقتها التوقف عن مهاجمة اسامة هيكل، سعيًا لوجود صيغة للتصالح يّشرف عليها بنفسه، فلمّا رفضت، قال لي: “خليك فاكر اني نبهتك.. انك ماشي في سكّة غلط، اسامة تقيل فوق” في إشارة ضمنية إلى “هيلامان” ونفوذ “هيكل” الكبير عند الدوائر العليا للقرار، لأكتشف بعدها بأيام أن نقيب الصحفيين وسكرتيره العام محمد شبانة، قد منحا شهادة من النقابة لاسامة هيكل تعفيه من الحصول على إذن الخصومة، كشرط لسلامة اجراءاته القانونية ضدّي أمام القضاء، فتصبح دعوى “هيكل”ضدي في المحكمة صحيحة من حيث الشكل.
وكانت تلك أول مُرّة في تاريخ النقابة، أن تسلّم أحد أعضائها تسليم مفتاح إلى الخصم، أخذًا في الاعتبار، أن الخصم هنا هو وزير في الحكومة، وأن المعركة بين الوزير والصحفي تدور في معظمها عن الواقع المتردي للصحافة والإعلام.
لقد تأكد لي وقتها أن النقيب وسكرتيره العام محمد شبانة يعملان بقوة من تحت الطاولة لمساندة وزير الإعلام.
لمّا سألتُ نقيب الصحفيين وقتها، كيف خرجت هذه الشهادة من النقابة، بالمخالفة للقانون، قال: “معنديش فكرة” عرفت لحظتها أن من يدير شئون النقابة هو محمد شبانة لا ضياء رشوان..!
مع العلم أن خروج مثل تلك الشهادة من النقابة مخالف للقانون، حتى إذن الخصومة نفسه لو طبقوا القانون فإنه يتطلب استصداره قرارًا من مجلس نقابة الصحفيين، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، قام محمد شبانة في قلب معركة الجماعة الصحفية والإعلامية ضد الوزير بمنحه شهاده تدعم موقفه وتصحح دعواه القانونية ضدي أمام القضاء.
يبدو أن محمد شبانة في قلب هذه المعركة حرص على أن يمسك العصا من المنتصف، نصفها داعم لأسامة هيكل ضدي، ونصفها الآخر داخل دوائر القرار ينتقد وزير الإعلام.
لقد هالني أن يكون رد نقيب الصحفيين عن كيفيه صدور مثل تلك الشهادة بالمخالفة للقانون: ” لا أعرف”، إلا لو كان يعلم، وخجل ضياء رشوان من أن يبوح في وجهي بأنه قد اشترك مع السكرتير العام في الانحياز لدعم موقف الوزير على حساب موقفي.
إلى ذلك فلم أتوقف عند تلك الواقعة كثيرًا، لعلمي بأن معركتي مع الوزير هي معركة وطنية بالأساس، سعيتُ فيها إلى وقف نزيف إهدار المال العام، كان سلاحي فيها عشرات الوثائق والمستندات التي تدعم كل حرف كتبته في حق الوزير.
على أن ما أعادني لذكر اسامة هيكل من جديد، اتفاق مواقفهما.. هو وضياء رشوان على مخالفة توجيهات سيادة الرئيس بالانفتاح على افريقيا، بعدم استجابتهما لدعوة الرئيس كافة مؤسسات الدولة بأن تعمل على تعميق حضورها في أربعة أنحاء القارة السمراء.
♦️ضياء رشوان واسامة هيكل قطعا سويًا واحدًا من أهم شرايين الحضور الإعلامي لمصر في افريقيا.
كانت وزارة الإعلام في العقود السابقة ومن بعدها المجلس الأعلى للإعلام الذي أخذ بعض أدوارها، يقدمان إلى اتحاد الصحفيين الأفارقة مبلغ 2 مليون جنيه سنويًا، لدعم أنشطة الاتحاد في حضوره بإفريقيا، يقع مقر الإتحاد بالقاهرة، ويشغل دور كامل من مبنى الهيئة العامة للاستعلامات.
انشطة الإتحاد كانت عبارة عن دعوات للصحفيين الأفارقة على مدار العام لزيارة مصر، وتلقي دورات إعلامية بالقاهرة، وتعريفهم خلال الزيارة بسياسة مصر الداخلية والخارجية، والتأكيد لهم على انتماء مصر الشديد إلى قضائها الإفريقي.
دور كانت تقوم فيه سفاراتنا بالخارج بتنفيذ توجيهات وزارة الخارجية بالعمل على تعميق دورنا في افريقيا، فتقوم تلك السفارات باختيار الصحفيين المؤثرين في الدول الافريقية، لتلقى البرامج التدريبية في اتحاد الصحفيين الأفارقةبالقاهرة
المجلس الأعلى للإعلام في عهد المرحوم مكرم محمد أحمد يُقدّم مخصصًا ماليًا قدره 2 مليون جنيه لدعم أنشطة ذلك الإتحاد، حتى جاء اسامة هيكل إلى وزارة الإعلام فقرر بدون سابق إنذار وفجأة وقف المبلغ المخصص للاتحاد، وقام ضياء رشوان في آخر سبع فعاليات – المعلومة مؤكدة- بعدم تلبية دعوات الإتحاد له بالاجتماع مع الوفود الافريقية، وهو نشاط من صميم عمله، أن يقدّم ضياء رشوان الدعم اللازم للصحفيين العرب والأفارقة والأجانب من الهيئة رئاسته، لكنه ولسبب غير مفهوم رفض القيام بأقل واجباته الوظيفية بتلبية دعوات الاتحاد للقاءه الصحفيين الأفارقة.
📌 أسامة حجب عن الاتحاد مخصصه المالي، وضياء رفض في أكثر من مرة الاجتماع بالصحفيين الأفارقة و التعاون مع الإتحاد، فكانت أن توقفت نشاطات الإتحاد تمامًا من ذلك التاريخ، حتى أن دولة تونس تسعى الآن لنقل الإتحاد إليها بعد تعطّل نشاطاته في مصر، بسبب ما فعله اسامة هيكل وضياء رشوان.
إنني وانطلاقًا من دافع وطني أتقدم بتفاصيل كل ما سبق في بلاغ رسمي إلى الرئيس؛ إنهم يعملون ضد مصالح الدولة في افريقيا يا سيادة الرئيس.
عبده مغربي