في العام 2012 على سبيل المثال لا الحصر وتحديدًا في شهر نوفمبر منه شهدت مبيعات شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية تراجعاً بنحو 13 مليون جنيه، مقارنة بشهر أكتوبر الذي سبقه، في العام الذي يليه تراجعت معدلات الخسائر في الشركة، وعامًا بعد عام واجهت الشركة الوطنية صعوبات عنيفة لكي تقف على أقدامها، في سوق لا يعرف الرحمة كانت تسيطر عليه بشكل عنيف حتى وقت قريب مافيا السلع الغذائية في مصر، حتى قامت ثورة 30 يونيو، وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد البلاد، فتحولت الأحوال من أحوالٍ إلى أحوال، فأطلقت الدولة يدها في ضبط الأسواق، وما كان ذلك ليكون من دون إعادة الحياة من جديد للشركات العامة العاملة في مجال السلع الغذائية، ومن ذلك شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية صاحبة التاريخ العريق في الوجدان الشعبي المصري الذي بدأ منذ تأسيسها في 20 أبريل عام 1975.
أوكلت الدولة إليها ضمن منظومة كبيرة من الشركات والقطاعات الحكومية المختلفة في البلاد مهمة القضاء على احتكار التجار للسلع الغذائية ومحاربة جشع بعضهم، لتوفر لجميع المواطنين أجود السلع الغذائية وبأقل الأسعار، مئات الفروع للشركة منتشرة في أنحاء الجمهورية عُهد اليها تنفيذ سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في محاربة الاحتكار، وضبط السوق، فهل نجحت الشركة في هذه المهمة؟ جريدتنا البلاغ فتحت الملف، وراحت تفتش في أربعة أركان الشركة بحثًا عن الإجابة.
في العام 2015 بدأت شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية خطة لتطوير المجمعات بعد نقل تبعيتها إلى وزارة التموين والتجارة الداخلية، وتكليفها بصرف السلع للمواطنين ضمن منظومة الخبز والمواد التموينية، ثم بدأت الشركة تطوير 40 فرعًا بتكلفة 30 مليون جنيه من خلال تطوير المباني والمعدات وتدريب العمالة وتقديم سلع عالية الجودة بأسعار أقل من أسعار القطاع الخاص.
شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية هي أحد أهم الاذرع التي يعتمد عليها الآن الوزير النشط الدكتور علي مصيلحي وزير التموين في ضبط حركة أسعار الغذائية بالبلاد، وفي هذا الإطار فقد وجه “مصيلحي” بضرورة تكامل التنسيق بينها وبين الشركة القابضة للصناعات الغذائية، ومن خلال هذا الوزير الكفء الذي استدعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من موقعه النيابي إلى منصبه الوزاري لمهمة واضحة ومقدسة وهي أن يضع المواطن البسيط في مصر على رأس أولوياته، وأن يوفر له أجود السلع بأسعار مناسبة تماما، وأن يؤمن احتياجات المواطنين من السلع الغذائية على النحو الذي يؤمن احتياجات الجبهة الداخلية من الغذاء الجيد بأسعار مناسبة.
لقد كانت المهمة جدًا ثقيلة، خاصة في هذا الظرف الذي مرت وتمر به البلاد من عمر عمليات الاصلاح القاسية، فاعتبرت الدولة مهمة الدكتور “مصلحي” هي مهمة أن قومي، بل هي من أخطر مهام الأمن القومي في هذا الظرف الاقتصادي الحساس الذي تمر به البلاد، ولخطورة وحساسية المهمة التي كُلف بها الوزير راح يفتش في دروب الوطن عن رجال لهذا الهدف المقدس ولأهمية وحيوية شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية في المجتمع المصري، كان على الوزير الدكتور علي مصيلحي أن يدقق جيدًا وأن يحسن اختيار قيادات الوزارة ورؤساء الشركات التابعة لوزارة التموين.
إلى ما سبق كان قراره بتعيين اللواء إيهاب عبد الرحمن رئيسا لشركة النيل للمجمعات الاستهلاكية.
سألت جريدة البلاغ عن السر في اختيار اللواء إيهاب عبد الرحمن مساعد وزير الداخلية لقطاع الأحوال المدنية في مهمة كهذه، فجاءت الإجابة من مصادرنا في وزارة الداخلية: “.. اللواء إيهاب عبد الرحمن لديه قدرات خاصة جدًا في التطوير والتحديث، وبصمته في تطوير قطاع الأحوال المدنية ونجاحه المبهر في إصدار الأوراق الثبوتية بست لغات، ثم قراره بإدخال الكول سنتر إلى القطاع كان خطوة جريئة للغاية، أيضًا وصياغته مع رجاله في قطاع الأحوال المدنية لمنظومة إتاحة استخراج كافة الشهادات والوثائق من المنزل عبر الإنترنت كان له شديد الأثر في أن يصدر قرار وزير التموين بتكليفه في أول نوفمبر2018 بتولي مقاليد الشركة المكلفة في الأساس بمهمة أمنية قومية استراتيجية في هذا الظرف الحساس هي مهمة توفير غذاء المصريين بجودة عالية وبأسعار مناسبة.. فهل نجح الرجل في المهمة؟ جريدة البلاغ توجهت بهذا السؤال الثاني وراحت تحصل على الإجابة.
منذ تقلد اللواء إيهاب لمهمته في شركة النيل، كانت أولى تطلعاته فيها أن تصبح المنتجات المطروحة في فروع « النيل » لا تقل في جودتها بحال من الأحوال عن المنتجات في سلاسل السوبر ماركت الخاصة الشهيرة، مع ضرورة الحفاظ على الميزة التنافسية للقطاع العام في أسعاره المخفضة، استنادًا إلى الدعم الذى تقدمه الشركة القابضة للصناعات الغذائية عبر توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة، فالهدف ليس الربحية بقدر ما هو تأمين المهمة القومية المضطلعة بها وزارة التموين وشركاتها، وفي القلب منها شركة النيل.
وفي أقل عام واحد من رئاسة اللواء إيهاب عبد الرحمن شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، شهدت الشركة منظومة تطوير وتحديث شاملة، إذ تم افتتاح العديد من الفروع بعد تطويرها وتحديثها، طبقا لأحدث أساليب العرض واعتماد منظومة جديدة في التعامل مع المواطنين تستهدف تحقيق مستوى متزايد من الرضا الشعبي يومًا بعد يوم.
وتنفيذا للخطة التي أقرها وأشرف عليها الدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية بتطوير فروع المجمعات لتوفير السلع للمواطنين بجودة عالية وأسعار مناسبة، واصل اللواء إيهاب عبد الرحمن جداول تطوير باقي فروع المجمعات الاستهلاكية وافتتاح فروع المجمعات المغلقة بعد تطويرها، ولم يكن ذلك كله إلا من خلال تناغم في الفكر والتطبيق لأحدث أساليب الإدارة بينه وبين اللواء أحمد حسنين رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية، الذي لم يبخل على رئيس شركة النيل في أية مطالب تستهدف دعم خطة الرئيس في معركة القضاء على الاحتكار وضبط الأسواق، وتوفير السلع والخدمات بشكل حضاري وبجودة عالية تعيد لهذا القطاع مجده القديم، بل وتتفوق عليه بنظم الحداثة التي تواكب روح العصر.
لقد أحسن الوزير اختيار رجاله في معركة التحدي فأصبحوا عند حسن ظنه، تزايدت منافذ شركة النيل ومنافذ جمعيتي وانتشرت بطول البلاد وعرضها، بأليات جديدة تساعد في ضبط الإيقاع، ومن هذه الآليات مصانع تعبئة آلي بخطوط إنتاج جديدة، تم تدشينها بشكل يراعي خرائط التوزيع ومعدلات التخزين، وشدة الإقبال وتراخيه، بما يتناسب ويضمن توفيرها في المواسم والأيام العادية.
لقد شهد سوق السلع الغذائية في مصر على يد اللواء إيهاب عبد الرحمن، رئيس شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية وفرة غير مسبوقة هذا العام بفضل التنافس بين القطاع العام والخاص في عرض الكميات اللازمة لتغطية احتياجات المستهلك في كافة المواسم وعلى مدار العام.
إن المخزون السلعي من المواد الغذائية هو معيار استراتيجي من معايير الأمن القومي في مختلف دول العالم، ولقد أصبح لدينا بفضل هذه السياسة في مصر الآن مخزوناً استراتيجيًا من المواد الغذائية يكفي أكثر من 120 مليون انسان- مليون مواطن مصري و20 مليون لاجئ – ويتعدى الستة شهور المقبلة بفضل مجهودات الدكتور علي مصيلحي ورجاله في شركات وزارة التموين، لدينا مخزونًا يضمن لنا تحقيق الأمن الغذائي الدائم والآمن لكافة المواطنين على مستوى الجمهورية.
إلى ما سبق وفي إطاره يعود السبب في هذا الانخفاض الذي تشهده أسعار السلع الغذائية الآن في البلاد إضافة إلى تنوع المعروض وتزايد كمياته.
وإلى ما سبق وفي إطاره أيضا يتوجب علينا في أربعة أنحاء الوطن أن نتوجه بالشكر والتقدير لوزير التموين الدكتور علي مصيلحي لاختياره الصائب للواء إيهاب عبد الرحمن رئيسا لشركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، فالرجل كان عند حسن الظن به، خاض معركة التحدي بنجاح، وأنجز مهمته الوطنية بضمير، فله ولرجاله في شركة النيل كل التحية والتقدير.