في الوقت الذي يقوم فيه مقربون من محمد جبران بنشر إشاعة حول إجرائه مقابلة مهمة تمهيدًا لتوليه منصب وزير القوى العاملة في تعديل مرتقب خلفًا للوزير الحالي محمد سعفان ، يقوم أنصار رئيس نقابة البترول حاليًا بملاحقة كل خصومه المرتقبين على منصب رئيس نقابة البترول، وهو المنصب الذي تقول المصادر أن عددًا من القيادات العمالية في قطاع البترول تستعد لحرب ضروس في منافسته على منصب رئيس النقابة.
إلى ذلك تبقى واحدة من المحطات السوداء لنقابة البترول وقت رئاسة محمد سعفان وزير القوى العاملة الحالي لها، ووقت تولي محمد جبران رئيس نقابة البترول الحالي أمانتها العامة، هي أسوأ دعاية انتخابية لمحمد جبران وقت توليه منصب الأمين العام للنقابة، في تلك الواقعة التي تُشكّل أعنف مظاهر التدليس وإهدار المال العام في تاريخ النقابة.
فقد شهدت النقابة في عهدهما “سعفان و جبران” أغرب عملية لإهدار المال العام، انتهت بكارثة على “سعفان” وكانت يجب أن تمنعه من تولي منصبه الوزاري الحالي، لإرتباطها بوقائع تدليس، كانت كافية لأن تمنعه من الوصول إلى كرسي الوزارة، وتمنع جبران من تولي رئاسة نقابة البترول.
لكن الجهات الرقابية التي فحصت ملف “سعفان” يبدو أنها لم تضع الواقعة في ملف ذلك “المرشح لوزارة القوى العاملة” وقتها، أو وضعتها ولم تهتم دوائر القرار التي أتت بـ”سعفان” وزيرًا للقوى العاملة رغم فداحة الواقعة.
وجه الغرابة هنا أن نقابة البترول وقت أن كان “سعفان” رئيسًا للنقابة، و صديقه محمد جبران أمينها العام، قد خصصت سيارة تيوتا كورولا “ص و ص- 983” حديثة الموديل لنجل رئيس النقابة محمد سعفان، على حساب شركة “إنبي”، وذلك من بين السيارات التي تحصل عليها النقابة من شركات البترول ويستخدمها قيادات النقابة في تنقلاتهم المعيشية..!
لكنه على غرابة القصة فإنها لا تخلو من مأساة، لحقت بالوزير –قبل أن يصبح وزيرًا- وأصابته في نجله، بعد أن وقعت له حادثة مؤلمة على طريق العين السخنة، يوم 27 سبتمبر 2015، بالسيارة ملك شركة انبي.. نُقل على إثرها نجل الوزير إلى مستشفى البترول بالقاهرة وفيها اُجرىتْ له عدة جراحات لمعالجة آثارالحادث.
هذا الحادث المأساوي كان يجب أن يكون عظة لمحمد سعفان في أن يتبرأ إلى الله من إثم ارتكبه وارتكبته معه قيادات نقابة البترول في عهده وعهد أمينها العام محمد جبران الرئيس الحالي لنقابة البترول، أن يتطهر هو وقيادات النقابة وفي القلب منهم محمد جبران رئيس النقابة الحالي من سوء استغلال النقابة لسيارات شركات البترول.
كان يجب على جبران وقتها وقد كان أمين عام النقابة، أن يفتح تحقيقًا في الكيفية التي خصصت بها شركة “إنبي” سيارة لنجل محمد سعفان رئيس النقابة العامة للبترول وقتها قبل أن يترقى “سعفان” ويُصبح وزيرًا للقوى العاملة في مصر.. لكن جبران لم يفعل، وكيف يفعل “جبران” و “سعفان” هو ولي نعمته الذي أتى به أمينًا عامًا للنقابة بدون انتخابات، وتلك قصة تروى سيأتي ذكرها في وقت لاحق إن شاء الله.
القصة بحسب المستندات التي حصلت عليها “البلاغ” حدثت يوم 27 سبتمبر 3015 إذ كان نجل محمد سعفات بصبحة أصدقائه بالسيارة على طريق السخنة، وفي الوقت الذي فتحت فيه عيادة الطوارئ بمستشفى البترول أبوابها لإستقبال نجل محمد سعفان، كان شريف ابراهيم طاهر سائق محمد سعفان وزير القوى العاملة الحالي وقت أن كان رئيسًا لنقابة البترول يحرر محضرًا بقسم شرطة أول مدينة نصر، أفاد فيه أنه اثناء قيادته السيارة ملك شركة انبي قد انحرفت عليه سيارة أخرى مجهولة واعترضت طريقه، فكان في محاولته تفاديها أن اصطدم بالرصيف، فاختلت عجلة القيادة في يده، وانقلبت السيارة على جانبها الأيسر، ولم يحدث له إيه إصابات…!
“البلاغ” ترصد محاولات سيطرة التيار المتشدد على نقابة البترول
الغريب في الأوراق أن الحادث بحسب تقرير شركة التأمين قد تسبب في إهلاك كلي للسيارة، ومع ذلك لم يُصب السائق بأيه إصابات بحسب أقواله في المحضر، ذلك أن السائق الحقيقي لها لم يكن شريف ابراهيم بل كان نجل محمد سعفان الذي وصل للتو – وقتها- إلى قسم الطوارئ في مستشفى البترل وإجريت له فيها ثلاث جراحات.
أمّا السيارة فقد تم تحرير عقد بيع نهائي لشركة التأمين، التي أكدت بأن الحادث إنتهى إلى حدوث تلف كامل لها، وسلّمت شركة التأمين إلى شركة “إنبي” شيكًا بكامل قيمة السيارة، التي لم يقم فيها إمام السعيد رئيس شركة انبي السابق باتخاذ الإجراءات القانونية حيالها وحيال وقائع التدليس التي تمت فيها بشكل واضح للجميع.
إلى ذلك تبقى الواقعة بتفاصيلها الموثقة بكامل مستنداتها لدينا في جريدة البلاغ، شهادة واضحة على الكيفية التي تُدار بها نقابة البترول، حتى أن محمد جبران، الرجل ذو المظهر الإيماني الواضح على جبهته، لم يحرّك ساكنًا في تلك القضية التي تمت فيها أسوأ عملية تدليس وتستيف الأوراق، على خلاف الحقيقة، واقعة اشتركت فيها عدة أيادي لم تراع أي منها حرمة المال العام.