
في 15 يناير الماضي أصدرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، قرارًا بإعفاء الدكتور رمضان الخطيب وكيل وزارة الصحة في محافظة دمياط من منصبه على خلفية الاستياء العام بسبب عدد من المخالفات وحالات الإهمال والتقصير التي سادت قطاعات مختلفة في مديرية الشئون الصحية بمحافظة دمياط شمال البلاد في الوقت الذي رصدت فيه جهات رقابية وجود مخالفات بالمديرية تمثلت في انحرافات شابت صرف مستحقات بدل الانتقال الخاص بمرضى الفشل الكلوي، إلى جانب صرف مبالغ مالية في غير محلها، وعدم إحكام الرقابة المالية على أوامر دفع صدرت بأسماء وهمية أو غير مستحقة، إضافة إلى ما لمسته أيضًا الدكتورة منال عوض محافظ دمياط من تَرَدّي حالة بعض المستشفيات في الزيارات المفاجئة التي أجرتها فور تكليفها بالمنصب.
شهدت مديرية الصحة في دمياط أثناء رئاسة “الخطيب” لها نقص الأجهزة الطبية والعجز في الكوادر الطبية إضافة إلى عدم إتمام بعض الأعمال الإنشائية والهندسية لعدد من المستشفيات ونقص في بعض المعدات الطبية داخل غرف عمليات الطوارئ بمستشفيات عديدة على رأسها مستشفى الطوارئ بكفر سعد.
ورصدت جهات رقابية هناك في المحافظة الكائنة شمال البلاد، عدم تسجيل بيانات المرضى وحالتهم الصحية بعد الكشف عليهم فى الكشوف المخصصة بالمستشفىات، وعدم الاهتمام بتقديم بلاغات بشأن وجود نواقص طبية، إلى جانب الاحتفاظ بأدوية منتهية الصلاحية في المخازن وعدم التخلص منها.
إلى ما سبق وبعد خطابات مفصلة من الكاتب الصحفي عبده مغربي رئيس تحرير جريدة البلاغ إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة قبل جائحة كورونا عن تردي أوضاع الخدمة الصحية عمومًا بقنا، أرسل وكيل وزارة الصحة بقنا الدكتور رمضان الخطيب إلى وزيرة الصحة ردًا على اتهامات عبده مغربي بسوء الخدمة الطبية المقدمة بمستشفيات أبنود والكلاحين والسواحلية، وقدم فيه بيانات على خلاف الواقع ومكذوبة إلى الوزيرة، وهي البيانات التي أصبحت الآن محل تحقيق من الجهات المختصةكونها جاءت مخالفة تمامًا لما هو مثبت على أرض الواقع.

ويبدو أن سجل وكيل صحة قنا في إهمال دوره الرقابي في محافظة دمياط كان مليئًا بالانحرافات التي دفعت محافظ دمياط، إصدار قراراها بوقفه عن عمله إضافة إلى إعفاء مدير مستشفى الروضة المركزي من منصبه، لاتهامه هو أيضُا بالتخاذل فى أداء مهام عمله وعدم التزامه بتحقيق الانضباط الإداري داخل المستشفى.
ورصدت إدارة التفتيش المالي والإداري بديوان عام محافظة دمياط شكاوى عديدة من المواطنين بشأن عدم تواجد الأطباء داخل المستشفى، وتبين غياب مدير المستشفى وعدم تواجد ٨٠٪ من قوة الأطباء، فقامت السيدة محافظ دمياط بإحالة جميع الأطباء المتغيبين الى مديرية الصحة للتحقيق، والاتصال بالوزيرة لاصدار قراراها بإقالة “الخطيب” أو استبداله، وهو ما صدر على الفور أثناء المكالمة الهاتفية بين السيدة محافظة دمياط والسيدة وزيرة الصحة

واقعة الكذب التي تناولتها ردود مديرية الصحة بقنا إلى وزيرة الصحة ردًا على اتهامات عبده مغربي بسوء الخدمات الصحية بالمحافظة ليست جديدة على “الخطيب” الذي سبق وأن أعربت محافظ دمياط عن استيائها الشديد من تدنى مستوى النظافة وسوء الخدمات بمستشفى الروضة المركزي في دمياط وقررت تحويل المسئولين بالإدارة للتحقيق، وهي الانحرافات التي دفعت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان إلى إصدار قرارها في ذلك الوقت بإقالة الدكتور رمضان الخطيب وكيل وزارة الصحة بمحافظ دمياط، وإسناد المقعد الشاغر للدكتور خالد جمال عبدالغنى لمدة عام وفقًا لقانون الإدارة المحلية.
جاء قرار إقالة الخطيب على اثر تردى أوضاع المستشفيات والهيئات الصحية لمستوى غير مسبوق بمحافظة دمياط، وهي نفس الحالة التي أصبحت عليها أغلب مستشفيات قنا منذ قدومه إليها.
فى صدارة الأسباب التي عجلت برحيل الخطيب أيضٌا رصد وقائع إهدار مال عام من خلال صرف مكافآت وحوافز بالمخالفة للوائح وعدم التزام الفريق الذى شكله لحملة 100 مليون صحة لمكافحة فيروس «سى» بالإرشادات والتعليمات اللازمة وتعريض حياة مئات المرضى للخطر بسبب الإبقاء علي طبيب أسنان يشغل منصب مدير مستشفى طوارئ كفر سعد، رغم الشكاوى المتكررة ضده بعد إجرائه أكثر من 34 عملية فى مجال الوجه والفكين بمفرده ودون فريق عمل مؤهل لمثل هذه العمليات.
وامتد الأمر إلى اختيار أشخاص لتولى وظائف قيادية معروف عنهم عدم الالتزام والكفاءة المهنية، حيث انتداب مدير مديرية الصحة طبيبًا لتيسير أعمال مدير إدارة الأشعة بمديرية الصحة بدمياط، رغم أن هذا الطبيب تاريخه المهني لا يخلو من الجزاءات، حيث وقع عليه نحو 19 جزاء عام 2017، و8 جزاءات عام 2018 ومثلهما خلال 2016.
إلى ما سبق فإنه ما لا تزال مديرية الصحة بقنا تماطل في إرسال ردها على رئيس الوزراء في شأن بلاغ عبده مغربي ضد من تسببوا في تدمير وانهيار خدمة طب العيون ووقف العمل بمستشفى رمد قنا، وهو البلاغ الذي يحقق فيه مكتب رئيس الوزراء والمكتب الفني لوزيرة الصحة الآن.