واصل الجيش السوري تقدمه في ريف حلب الجنوبي الغربي، وأحكم قبضته على قرى جديدة باتجاه بلدة الأتارب الإستراتيجية في طريقه باتجاه معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.
وحررت وحدات الجيش العاملة ما بين الحدود الإدارية لمحافظتي حلب وإدلب، أمس قريتي عرادة والشيخ علي بين الطريق الدولية (دمشق – حلب) غربا وطريق (إدلب- حلب) القديم، من قبضة تنظيم “جبهة النصرة” وحلفائه، وذلك بعد اشتباكات ضارية بمؤازرة المدفعية والطيران.
وأوضح المصدر أنه بعد سيطرة الجيش السوري على طريق (دمشق- حلب) الدولية وبعد توسيع مسافة الأمان غرب الطريق، من المتوقع أن تتجه قوات الجيش للسيطرة على الطريق الثاني الموازي بالأهمية العسكرية وهو الطريق القديم (إدلب- حلب) أو ما يسمى “الطريق 60″، والممتد من مدينة حلب شمالا، نزولا إلى خان العسل إلى الشيخ علي ثم كفر حلب مزناز ثم معرة النعسان تفتناز طعوم بنش قلب مدينة إدلب.
وأوضح المصدر، أنه إضافة إلى ذلك، فإن الطريق الآخر المهم أيضا هو طريق (حلب- اللاذقية) والمعروف بـM4، والذي تتطلب مسافات الأمان على جوانبه السيطرة على أغلب قرى محافظة إدلب الجنوبية، لتصبح مدينة إدلب محاصرة تماما، وعند ذلك يتقرر وضعها بالكامل حسب المعطيات، سواء تتم استعادتها بعملية عسكرية أو باتفاق.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى وصول تعزيزات عسكرية لقوات الجيش في ريفي إدلب وحلب، حيث وصلت آليات عسكرية ودبابات إلى مشارف حي الراشدين وحلب الجديدة وشرق طريق “M5” الدولي، كما وصلت تعزيزات مماثلة إلى منطقة ريف إدلب الجنوبي.
وتحدث “المرصد” عن “هدوء حذر” يسود في الساعات الأخيرة منطقة “خفض التصعيد”، بعد فشل هجوم الجماعات المسلحة لاستعادة مناطق خسرتها في ريف حلب الغربي.
ودعا وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، كلا من الولايات المتحدة وحلف الناتو، إلى تعزيز دعمهما لتركيا في ظل تصعيد التوتر في منطقة إدلب شمال غرب سوريا.
وأفادت وزارة الدفاع التركية بأن أكار عقد، على هامش اجتماع الناتو في بروكسل، لقاءات مع عدد من نظرائه بينهم الأمريكي، مارك إسبر، وذلك قبل بدء المناقشات العامة التي من المتوقع أن تتطرق إلى موضوع إدلب.
وقالت الدفاع التركية، إن أكار أعرب لإسبر “عن ارتياحه لتصريحات المسؤولين الأمريكيين حول آخر التطورات في إدلب”، وشدد في هذا السياق على “أهمية تقديم الولايات المتحدة والناتو مساهمة ملموسة” في تسوية هذه القضية.
وتدخل معظم أراضي محافظة إدلب السورية إضافة إلى أجزاء من محافظات حمص واللاذقية وحلب، ضمن منطقة خفض التصعيد التي أقيمت في إطار عملية “أستانا” التفاوضية بين روسيا وتركيا وإيران.
وأدى تقدم الجيش السوري في إدلب، آخر معقل للمسلحين في البلاد بقيادة تنظيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، إلى تصاعد كبير للتوتر مع تركيا، التي تتهم السلطات السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، بشن هجمات مستمرة على المدنيين والعسكريين الأتراك في المنطقة، التي تحتضن قوات تركية واسعة تنتشر في 12 نقطة مراقبة ومواقع أخرى.