طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء أمس الأحد، بفتح تحقيق في ما وصفته الحكومة بأعمال منظمة لهز استقرار البلاد بعد نقص السيولة في البنوك ونشوب حرائق ضخمة في الغابات وانقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه.
ويحاول تبون الذي انتخب في ديسمبر تحقيق الاستقرار بعد احتجاجات حاشدة العام الماضي أطاحت بسلفه عبد العزيز بوتفليقة ودفعت السلطات إلى سجن عدد من المسؤولين بتهم فساد.
وعانى السكان في العاصمة الجزائر ومدن أخرى من انقطاع الكهرباء ومياه الشرب خلال الأيام الماضية ولا سيما أثناء عطلة عيد الأضحى.
وشهدت بعض البنوك ومكاتب البريد طوابير طويلة من الناس الذين كانوا يسعون لسحب أموال لتغطية زيادة النفقات خلال العيد، ما تسبب في مشكلات صحية على الرغم من تعليمات بالالتزام بالتباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا.
وفي نفس الوقت دمرت حرائق غابات ضخمة آلاف الهكتارات عبر الجزائر مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وقال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد للصحفيين- بعد اجتماع لمناقشة استيراد لقاحات لفيروس كورونا- إن حدوث ثلاث عمليات في نفس الشهر وهي السيولة وانقطاع الكهرباء والماء أمر غريب.
وأضاف أن نقص المياه نجم عن تخريب في محطة تحلية تزود مدينة الجزائر وولايات مجاورة بالمياه.
وقال أيضاً إن الحرائق كانت متعمدة وتم ضبط عدة أشخاص يشعلونها، في حين تم تخريب بعض أعمدة الكهرباء، وأضاف أن هناك أعمالاً منظمة تهدف إلى إثارة الشقاق وعدم الاستقرار في البلاد.
وتم تسجيل 66 حريقاً متزامناً في 27 يوليو في 20 ولاية، ما تطلب تدخل مروحيات الحماية المدنية لإطفائها، وفق المديرية العامة للغابات.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، سجلت المديرية العامة للغابات 1216 بؤرة حريق بين الأول من يونيو والأول من أغسطس، التهمت أكثر من 8778 هكتاراً في 37 منطقة.
وتسعى السلطات الجزائرية إلى التهدئة بعد المسيرات الجماهيرية التي شهدتها البلاد العام الماضي وكانت تطالب بإصلاحات سياسية وتحسين مستويات المعيشة مع استعداد تبون لإجراء تعديلات في الدستور لتعزيز الحريات ومنح البرلمان دوراً أكبر.
وتم حظر الاحتجاجات في وقت سابق من العام الجاري للحد من انتشار كورونا.
وتعهد تبون أيضاً بتنويع مصادر الاقتصاد وعدم الاعتماد فقط على النفط والغاز وتوفير وظائف وتقديم مساعدات للفقراء.