أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، أمام اجتماع طارئ للجامعة العربية في القاهرة أنه أبلغ إسرائيل والولايات المتحدة رسميا بقطع أية علاقة معهما بما فيها العلاقات الأمنية، رافضا خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشار محمود عباس في اجتماع وزاري عربي طارئ في القاهرة بشأن خطة السلام التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أنه طلب عقد الاجتماع لإطلاع الوزراء العرب على موقفنا من الخطة الأمريكية، لمنع ترسيمها كمرجعية جديدة، وأضاف أن الصفقة مرفوضة جملة وتفصيلا.
وقال عباس إنه تم تسليم رسالتين إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإلى الإدارة الأمريكية موضحاً أنهما شبه متطابقتين.
وتلا نص الرسالة التي أرسلها الى إسرائيل: نبلغكم هنا أنه لن تكون هناك أية علاقة معكم ومع الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك العلاقات الأمنية في ضوء تنكركم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية، وعليكم أيها الإسرائيليون أن تتحملوا هذه المسؤولية كقوة احتلال.
وقال عباس إنه أبلغ نتنياهو أن الخطة الأمريكية للسلام تمثل نقضا لاتفاقات أوسلو الموقعة بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 1993.
وأضاف ساخراً أنه بناء على ذلك قرر أن يعيد إلى إسرائيل الهدية التي سلمتنا إياها في أوسلو .. مسؤولية الأكل والشرب … والأمن … أنا ما عندي علاقة من الآن فصاعدا بذلك.
وأوضح عباس أنه كان قد قطع الاتصالات مع إدارة دونالد ترامب بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل أواخر عام 2017 الا أنه أبقى في ذلك الوقت على العلاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كونها تتعلق بالتعاون في مكافحة الارهاب.
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن ترامب قدم وعودا خلال لقاءات سابقة بحل القضية الفلسطينية، بشكل يتناسب مع الموقف الفلسطيني، لكنه تراجع عنها.
واستطرد في حديثه قائلا: رفضنا استلام الصفقة منذ اللحظة الأولى من إعلانها.. ورفضت اتصالات من ترامب لأننا نعلم أنه يريد أن يبني على ذلك.
وتابع: عندما أعلن ترامب عن (صفقة القرن) اتصلوا بنا وقالوا إنه يريد أن يرسل الصفقة لتقرأها، وأنا لم استلمها، وعادوا بعد أسبوع يقولون إنه يريد أن يتكلم معك ورفضت، وبعد ذلك رفضت أيضا استلام رسالة منه.
وأشار عباس إلى موقف سابق له مع ترامب، قائلا: تفاجأنا بعد شهرين من لقاء إيجابي مع ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وإيقافه ما يقدمه لنا من مساعدات تبلغ نحو 840 مليون دولار، ولوكالة الغوث الدولية.
وقال الرئيس الفلسطيني إن الولايات المتحدة وإسرائيل اشترطا أن تكون فلسطين دولة بلا سيادة، مضيفا: طلبوا الاعتراف بيهودية الدولة وبالقدس عاصمة لإسرائيل، ونزع سلاح غزة وإلغاء حق العودة.
وتابع: كل يوم يهدمون بيوتا فلسطينية بحجة البناء دون ترخيص، ويبنون مستوطنات، إنهم يخططون لإنهائنا خلال الـ4 سنوات المقترحة في (صفقة القرن).
وشدد عباس على أنه لن يقبل بذلك أبدا، قائلا: القدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا.
وتابع: 11 في المئة فقط من مساحة فلسطين التاريخية للفلسطينيين في خطة ترامب، إضافة للسيطرة الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن.
واستطرد بالقول: ما بقي لنا بالضفة الغربية وقطاع غزة هو 22 بالمئة من فلسطين التاريخية ورضينا بذلك لأننا نريد حلا، والآن يريد أن يأخذ 30 بالمئة من الضفة ليتبقى لنا 11 بالمئة.
ونوه الرئيس الفلسطيني إلى أنه عندما يقول الأمريكيون إن عاصمتنا في القدس، فإنهم يقصدون قرية أبو ديس، وليس كل القدس التي احتلت عام 1967.
كما شدد على أن هذه الأحداث وقعت بالرغم من أنه أبلغ ترامب بأنه يسعى لأن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح، مضيفا: جربنا الطريق المسلح ولم يثمر، ونريد أن نبني دولة. وشعبنا يريد أن يعيش بأمن وأمان واستقرار.. أؤمن بعدم جدوى السلاح في عصرنا الحالي، ولا نريده.
وفيما يتعلق بالاستيطان، قال عباس إن الرئيس الأمريكي تجاهل القرار الأممي (2334) بشأن الاستيطان، مؤكدا أنه منذ أن استولت أمريكا على ورقة المفاوضات لم يحصل أي تقدم في القضية الفلسطينية، لافتا أيضا إلى أنه لم يحدث تقدم بعملية السلام في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأكد عباس على أن الولايات المتحدة لم تعد دولة صديقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاتصالات ما زالت قائمة مع الكونجرس.
من جانبه، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم السبت، إن إسرائيل تفهم خطة السلام الأمريكية بمعنى الهبة، وإن اليمين الإسرائيلي يعتبرها فرصة لتنفيذ أهدافه، معتبرا أن الوضع الحالي يمهد لمائة عام أخرى من الصراع في المنطقة.
وأضاف أن توقيت وملابسات طرح المبادرة الأمريكية تثير الكثير من التساؤلات.
وتابع: الطرح الأمريكي الأخير كشف عن تحول حاد في سياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية… يجب أن يبدأ التفاوض على أساس متكافئ يأخذ في الاعتبار تطلعات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
واستطرد في حديثه قائلا: ما يجري هو كوضع الفلسطينيين تحت نظام أشبه بالفصل العنصري.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن العرب لا يتاجرون بقضاياهم، بل يدرسون بعمق وتأن ما يطرح عليهم، ومن حقهم أن يقبلوا أو يرفضوا ذلك.
واعتبر أن اجتماع اليوم هو رسالة بأن الفلسطينيين ليسوا لوحدهم، وأضاف: قضية فلسطين هي قضية العرب جميعا، واجتماع اليوم وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني، مشددا على أهمية رأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي.