بينما يحبس العالم أنفاسه، وسط أجواء ترقب دولي، وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، مساء اليوم الثلاثاء إلى تايوان، على الرغم من تصاعد تحذيرات الصين السياسية والعسكرية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بلاده “سترد بحزم وأن أمريكا ستدفع الثمن”، بينما هدد مسؤول حزبي بأن القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي ستجعل زيارة بيلوسي “عارا على نفسها وعلى الولايات المتحدة”.
وذكرت تقارير إعلامية تايوانية أنه تم رصد مدمرة صاروخية صينية وفرقاطة صاروخية على بعد 45 ميلا بحريا جنوب شرق جزيرة الأوركيد “السحلبية” التابعة لتايوان، صباح اليوم الثلاثاء.
ويجري الجيش الصيني تدريبات عسكرية في خليج بوهاي بالبحر الأصفر في الفترة من 1 إلى 4 أغسطس، ومناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي في الفترة من 2 إلى 6 أغسطس.
وقالت إيرينا تسوكرمان الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الصين مستمرة في إصدار تهديدات بالتصعيد العسكري، ونظرًا لأن بكين أصبحت أكثر تدخلًا في الرد على الزيارة حتى بدون خطة واضحة من قبل بيلوسي، فهناك أيضًا ضغط متزايد محليًا لعدم الاستسلام للتهديدات وألا يُنظر إليها على أنها تعرضت لضغوط لإلغاء الزيارة من قبل قوة أجنبية معادية. بعد الإشارة إلى إمكانية الزيارة إلى تايوان، فإن الإلغاء المفاجئ للزيارة سيُنظر إليه على أنه تراجع عن الدعم لحليف في خضم الأزمة”.
وأوضحت أنه “قد تؤدي الاشتباكات مع الصين، حتى على المستوى الدبلوماسي، إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية وزيادة الركود في الأسواق، وهو ما رفضت إدارة بايدن الاعتراف به. قلة في البنتاجون يعتقدون حقًا أن الصين تتطلع إلى مواجهة عسكرية مفتوحة مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي، أولاً بسبب عدم استعدادها لأزمة عسكرية كبيرة في هذا الوقت، وثانيًا بسبب التأثير الاقتصادي السلبي المحتمل محليًا، بينما الصين تتعامل مع أزمة هائلة”.
وأضافت أنه “من المستبعد للغاية أن تتابع الصين التهديدات العسكرية بسبب علاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع الولايات المتحدة، والكارثة الاقتصادية الحالية التي تواجهها من بين تحديات أخرى مثل عدم الرضا المحلي عن استجابتها لفيروس كورونا، ومخاوفها بشأن بدء صراع عسكري من قبل. إنها مستعدة للقيام بذلك وليس بشروطها الخاصة. في الواقع، يتم إصدار هذه التهديدات لاختبار إدارة بايدن التي يُنظر إليها على أنها ضعيفة، واستجابة للاستقطاب المتصور داخل الولايات المتحدة، والذي يرغب الحزب الشيوعي الصيني في استغلاله دون تكاليف كبيرة لهيبته”.