شهدي نجيب سرور، الذي رحل صباح أمس الجمعة عن عمر يناهز 57 عاما، بعد صراع مع سرطان الرئة، هو بن الشاعر نجيب سرور، وفي طقوس مُتبعة في بعض الدول الغربية وبعض دول آسيا كالصين واليابان والهند وغيرها لحرق جثث الموتى حتى تصبح رمادًا نشر فريد، الابن الأصغر للشاعر نجيب سرور، فيديو مدته 17 دقيقة على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، خلال إقامة الطقوس الخاصة بحرق جثمان شقيقه، على غير المعروف أن الدفن أو اللحد هو الطريقة الشائعة للتصرف في جثث الموتى عند المسلمين خاصة، ومعظم بلدان العالم.

لكن أسلوب إحراق جثث الموتى في بلدان كثيرة منتشر خصوصًا عند الهندوس والبوذيين وعامة الوثنيين من الهنود وغيرهم.يراه الذين يدفنون الموتى في مقابر أسلوب غير كريم.
ويقوم المتخصصون في إعداد مراسم الجنازات ـ لدى هؤلاء ـ بوضع الترتيبات اللازمة لإحراق جثة الميت. وقد تتم مراسم الجنازة قبل أو بعد إجراء الإحراق. وتتم عملية الإحراق هذه في مبنى يطلق عليه المحرقة ، حيث توضع الجثة في نعش أو أي حاوية أخرى، ويتم إحراقها في فرن خاص، وتستمر هذه العملية فترة تتراوح بين ساعة وأربع ساعات. وبعد ذلك، يتم سحق ما بقي من العظام حتى يصبح رمادًا، ويوضع الرماد في جرة (إناء لحفظ رماد الموتى) ويسلم لأقارب المتوفى، وقد يحتفظ الأقرباء بالرماد، ويدفنونه في مقبرة أو يضعونه في مدفن. ويطلب بعض الأشخاص أن يذر رماد الجثث في مكان محدد، مثل إحدى البحيرات التي يحبونها.

وقد أثارفيديو إحراق جثة بن الشاعر المصري نجيب سرور استياء بعض المتابعين، الذين أكدوا أن شهدى نجيب سرور مسلم الديانة، وما كان على شقيقه التعامل مع الجثمان بطريقة الحرق، لكن كثيرُا منهم لم يعرف ان شهدي اعتنق مؤخرأ ديانة هندية بحسب وصف صديقه الإعلامي أشرف الصباغ الذي كشف على صفحته في فيسبوك التحولات العقائدية لصديقه فقال: ” مرة شهدي سرور اتصل بىَّ وقال لي: “إنت فين؟”. قلت له، إني في الشغل. سألني تاني: “وبتعمل إيه؟”. قلت له: كان عندي تقرير ولايف، وعملتهم، وقاعد اشوف الدنيا فيها إيه. قال لي: “يعني فاضي”. فضحكت، وهو كمان ضحك. وبعد دقيقتين أو تلاتة لقيته بيتصل تاني، وبيقول لي إنه واقف بره مستنيني.
طبعا الدنيا كانت شتا، ودرجة الحرارة حوالي 17 تحت الصفر. شهدي كان عايش مع جدته اللي بيتها كان جنب الشغل بتاعي في وسط موسكو. وطبعا هو اتصل بىَّ وهو في الطريق. والطريق كله بياخد دقيقين بالمترو أو عشر دقايق على الرجلين. المهم يعني، طلعت مالقيتوش. فبدأت انزعج، وخلاص هاشتم بقى، وإلا بشهدي جاي راكب عجلة ولابس شورت وتي شيرت خفيف بكم، وكل ده في درجة 17 تحت الصفر.
كان جنبنا مطعم بيرة محترم. خدنا بعضنا وروحنا هناك. طلبنا اتنين بيرة وقعدنا نتكلم عن الدنيا والحياة ومصر وروسيا واللي بيحصل في العالم، ودخلنا على الصين والهند وجبال التيبت وسيدنا بوذا. وإذا بالساعة ٧ بالليل، وتليفوني بيرن عشان ارجع الشغل.
شهدي سلِّم علىَّ وركب العجلة. وقبل ما ينطلق قال لي: أنا مسافر أنا وأولجا الهند ومش عارفين هانرجع موسكو تاني ولا لأ. في الحقيقة، أنا شخرت، وقلت له: يعني إحنا قاعدين بقى لنا 4 ساعات بنشرب بيرة، وماتقوليش إلا دلوقت؟! وبعدين هاتروح تعمل إيه، يا جدع، تفتكر يعني اللي في الهند دول هايختلفوا عن اللي في مصر أو اللي في روسيا؟! كلهم شبه بعض. ضحك زي الطفل، وسابني وخلع.
قعدنا نتواصل على الفيسبووك، وبالتليفون. وبعدين انقطعت أخباره.
بعد حوالي 3 سنين، لقيه بيتصل من رقم موسكو، وبيقول لي وهو مسخسخ من الضحك: أنا واقف مستنيك بره. ففطست على نفسي من الضحك، وطلعت له.
المرة دي بقى، الدنيا كانت صيف ومطر والجو بديع. نزل من على العجلة. ولما وصلنا لمطعم البيرة اللي جنبنا، ربطها في حتة حديدة على الباب ودخلنا. قال لي: أنا بطَّلت شرب، يا أشرف. قلت له: أحا، يا شهدي، يعني هي جات على واحدة بيرة يعني. فضحك، وطلبنا بيرة.
وبدأ شهدي وصلة تبشير امتدت لحوالي 7 بيرة لكل واحد مننا. وبعدين لقاني طِرِيت في إيده، فقال لي: “الحياة جميلة، يا أشرف. والحياة مع الوعي البكر والمبادئ الإنسانية العامة شيء جميل. أنا لقيت نفسي، وروحي بقت طاهرة، وباحب كل البشر. أنا ممكن اساعدك وتطلع مرتين تلاتة كده وتشوف الدنيا عاملة إزاي، وبعدين تقرر إنت بنفسك”.
طلبت كمان اتنين بيرة. فقال لي: “إحنا كنا متفقين على واحدة بيرة بس، فشربت تسعة. بس الأخيرة دي مش هاقدر اشربها، عشان أولجا والبنت مستنييني في البيت”. طبعا أنا أربعت الاتنين البيرة زي الأسد وأكلت المازة، وقمنا. وقبل ما ينطلق بالعجلة، قال لي: “فكَّر، وشوف. وأنا واثق إنك هاتلاقي نفسك، والدنيا هاتبقى حلوة. وآدينا على اتصال”. وفعلا، فضلنا على اتصال لغاية برضه ما انقطعت أخباره. وكنت على أمل إني هلاقيه بيتصل فجأة، وبيقول لي وهو بيكركر من الضحك: “أنا واقف بره مستنيك”!!! بس شكله كده، مش هايتصل، لأنه مات انهارده”.
يذكر أن الراحل هو نجل الشاعر الكبير نجيب سرور، وقد شارك بالتمثيل في فيلم “سرقات صيفية” للمخرج يسري نصرالله عام 1998، واتجه للعمل كمصمم مواقع، وتميز في عمله بالتكنولوجيا والتصميم، كما عمل على تطوير المواقع في روسيا، وانتقل للعيش في الهند، لكنه أصيب بمرض سرطان الرئة في مراحل صعبة ظل يعاني منها حتى واقته المنية بأحد مستشفيات الهند.
https://www.facebook.com/100000022171892/videos/2632201310123916/?id=100000022171892