رئيس الحزب يحمّل مقام الرئيس بما لا يليق.. والمزاعم بعلاقة أيمن محسب مع عنصر أمني في الجيزة بأنها هي من فرضته على “يمامة” و “الصحفيين”؛ تزيد من الغليان في جنبات الحزب العريق
اتهامات بأخوّنة ياسر الهضيبي للحزب يقف ورائها مناصرون لـ”يمامة” و “محسب”؛ ومقربون من الهضيبي يكشفون دوره في تصفية “أبو شقّة” لصالح “يمامة”.. فلماذا انقلب الكلُ على الجميع؟!
طارق تهامي يُطالب أيمن محسب بسداد 12 مليونًا مستحقّة عليه؛ و فيصل الجمّال يمتلك ورقّة تكشف حصول “يمامة” على شيكات لصالح الوفد بـ29 مليونًا لم يحصّلها رئيس الحزب
حزب الوفد، هذا الصرح السياسي الذي عُرف بتاريخه الطويل ودوره البارز في الحياة السياسية المصرية، يعيش اليوم فترة من الضعف والهوان والانقسامات الداخلية التي تهدد بأن تطيح بما تبقى من هيبة وتاريخ هذ الحزب العريق. ففي وقت تبحث فيه الأحزاب عن برامج ورؤى تلبي طموحات وتطلعات الشعب، بما يساعدها على التواجد بشكل أوسع في المشهد السياسي، يجد أعضاء حزب الوفد أنفسهم مشغولين بمحاولة إنقاذ حزبهم من رئيسه الحالي الدكتور عبدالسند يمامة، بعدما صار الحزب يهروّل بشدّة في اتجاه المجهول.
القضية لم تعد مجرد خلافات سياسية تعود إلى توجهات وآراء مختلفة، بل أصبحت مسألة بقاء الحزب نفسه على قيد الحياة. فقد اعتمد يمامة، بحسب الاتهامات الموجهة إليه، على سياسة الاستيلاء والسيطرة على هياكل الحزب، وتفريغه من الوفديين بما يتناسب مع مصالح غامضة بدت تتكشف بعض فصولها للكثيرين، من خلال ما يبدو أنها خطّة ممنهجة تستهدف تقويض أسس ومبادئ الحزب وتشتيت قوته وتفكيكه.
وما يثير الدهشة أكثر هو الصمت المطبق الذي يكتنف موقف زعامات و قيادات الوفد، الذين بدوا يشاهدون ما يحدث دون أن يتدخلوا أو يعبروا عن رأيهم بوضوح. الأمر الذي يمكن أن يخرجهم من طور الزعامة والقيادة، لفرط هذا الصمت المطبق من جانبهم تجاه ما يحدث للحزب، فالتساهل والتغاضي عن انحرافات رئيس الحزب يعتبره بعض الوفديين مساهمة غير مباشرة منهم في تشويه سمعة الحزب وتقويض مكانته التاريخية والسياسية.
وفي الواقع المُلّحْ، يظهر أن حزب الوفد في حاجة ماسة، وعاجلة إلى إعادة هيكلة وتجديد، ولا بد من توحيد الصفوف والابتعاد عن القيادات المتخاذلة والمتقاعسة عن القيام بواجبها، ولن يكون ذلك إلا بثقة القيادات الوسيطة في نفسها، أنها تستطيع، وتقدر، و إن لم يتم ذلك، فقد يكون الطريق إلى الضياع أقرب مما نتوقع، وسيبقى حزب الوفد ذكرى في تاريخ السياسة المصرية بدلاً من قوة فاعلة يُحقق طموحات الدولة والشعب ويسهم في بناء مستقبل أفضل للبلاد.
خطورة ما جرى للوفد خلال الأعوام القليلة الماضية على يد عبدالسند يمامة،ومندوب إعلانات اسمه أيمن محسب، أن الحزب صار يهروّل بقوّة إلى نهايته بأسرع مما يتخيل الجميع، ولا تبدو في الاُفق أي علامات تُشير إلى أن الحزب يمكن أن يتعافى من أزمته المالية والسياسية، فاُنبوبة الأكسجين الموصلة بجهاز التنفس الصناعي، توشك أن تُفْرِغ آخر مما فيها من مخزون، ولا بوادر على قدرة الحزب مع يمامة أن يستبدلها باُخرى في الأمد القريب، الحزب أقرب ما يكون إلى حتفه داخل غرفة العناية الخالية تمامًا من العناية.
جريمة عبد السند يمامة، وجريمة من فرض مندوب الإعلانات أيمن محسب على الحزب والجريدة، أنه يعلم جيدًا أن لا يمامة ولا محسب لديهما القدرة أو الرغبة على إنقاذ الحزب والجريدة من عثرتهما، لكأنه يتعمّد تصفية الحزب والإجهاز عليه، وهو ما لا تقبله الدولة أو النظام السياسي في الحكم الآن، أن تخسر مصر حزبًا عريقًا مثل حزب الوفد، أو أن يتم العبث به لأن يصبح عنوانًا لأخبار مزعجة تتناولها شبكات الإعلام المعادي في إطار سعيّها لهدم الدولة، الوفد جزء من النظام السياسي، واستهدافه استهداف للنظام.
ما بين هاني سري الدين وياسر الهضيبي.. يا وفدي لابد أن تحزن
كلُّنا يعلم أن الأزمة المالية البارزة التي يعانيها حزب حزب الوفد هي في تدبير الفجوة أو العجز الخاص بمرتبات الصحفيين والعاملين بالحريدة، بالإضافة إلى أزمات مالية اُخرى تضاف إلى الأزمة الكبرى في طريقة إدارة وتشغيل الحزب، وكلُّنا يعلم.. أن الوفد وصل إل حالة ممن الغليان، توشك ان تنفجر في أي لحظة، تعالوا بنا نُقلّب في مفرادت وجوانب هذه الأزمة داخل الجريدة والحزب.
وقتما تصدّى الدكتور هاني سري الدين، لسداد تلك الفجوة من جيبه الخاص كانت الفجوة المالية بين إيرادات الجريدة ومصروفاتها في حدود 300 ألف جنيه، بعدّها أخذت تتزايد تلك الفجوة في الفترة من منتصف العام 2019 حتى وصلت إلى 600 ألف جنيه شهريًا بمنتصف العام 2021، وقتها طلب “سري الدين” رفع اسمه من ترويسة الجريدة بوصفه رئيسًا لمجلس إدارتها، وتوقف عن تغطيّة ذلك العجز، بما تم تفسيره وقتها بأن “سري الدين” يريد تصعيد الأزمة المالية حتى تعصف برئيس الحزب بهاء أبو شقّة، فيحل محلّه، لكنّ بهاء استمر في نغطية العجز بتدابير معقدة، من خلال الضغط على رجال الأعمال في الحزب أن يدفع كل واحد منهم 50 ألف جنيه.
في تلك الأثناء.. بدأ نجم ياسر الهضيبي، يلمع، المزاعم بأنه إخواني أو من عائلة إخوانية، لم تكن بدأت تنتشر في الحزب، في انتخابات الهيئة العليا 2020، بدأت تظهر أصوات خافتة بأن الوفد يتم تفريغه من الوفديين لصالح كوادر إخوانية وبقايا من الحزب الوطني المنحل، لكن هذه الأصوات لم تجد لها صدىً في أسماع الوفديين، الوفد الذي انطلقت منه جبهة الإنقاذ التي كان لها دور ملحوظ في تنوير الشارع بمخاطر حكم جماعة الإخوان، يمكن أن تنطلق منه نفس الشرارة لإستهداف استقرار البلاد، لذلك فإن محاولات إستغلال قياداته بدفعهم إلى إطلاق تصريحات تخرج منهم بما يسيئ إلى النظام، لا يمكن تجاوزها بحسن النيّة، لا بد ان يُحاسب عبدالسند يمامة أشدّ الحساب على إقحامه مقام الرئيس في تصريحات لا تليق بهذا المقام: أن الرئيس أمره بالاستمرار في رئاسة الوفد، فلا شخص الرئيس ولا مقامه يليق بهكذا تصريح.
ياسر الهضيبي، خاض معركة دقيقة في الإجهاز على بهاء أبو شقة، وقد نجح، عملية تصفية أبو شقة تمت في دواليب مهمة، وقد موّلها ياسر الهضيبي بالكامل من جيبه الخاص، للحق فقد ساعد بهاء أبو شقة الجميع أن ينجحوا في تصفيته، بل وقد كانت تلك التصفية مطلوبة، تصرفات “أبو شقّة” لم تكن تليق برئيس لحزب عريق مثل حزب الوفد، وكانت المفاجأة التي تكن مفاجئة للهضيبي أو للدواليب التي أنجزت المهمة، نجاح عبد السند يمامة برئاسة الحزب.
للحق والحقيقة.. فإن عبد السند يمامة قد ورثَ الأزمة المالية الحالية في الحزب والجريدة من بهاء أبو شقة، لكن “أبو شقّة” لم تكن تعجزة الأزمة في تدابير علاجها، وكان يفترض ألا تُعجز يمامة أيضًا، فـ”يمامة” الذي تعهّد على نفسه وقتما كان عضوًا بالهيئة العليا للحزب، وفي إطار صراعه هو وياسر الهضيبي مع بهاء أبو شقة، ومحاولتهما إظهار “ابو شقّة” بأنه عاجز عن تحصيل شيكات الحزب التي تم أخذها على النواب الذين مرقوا إلى قبة البرلمان تحت راية الحزب، تعّهد يمامة بأنه سيقوم باسترداد هذه الأموال بتحصيله تلك الشيكات بالتراضي أو التقاضي من النواب.
وبناء على ذلك، صدر قرار الهيئة العليا لحزب الوفد برئاسة بهاء أبو شقّة أن يتم تسليم أصل هذه الشيكات إلى عضو الهيئة العليا –وقتها- عبدالسند يمامة، لتحصيلها من النواب، وقام أمين الصندوق-وقتها- فيصل الجمال بتسليم “يمامة” أصل الشيكات، على سند ممهور بتوقيع “يمامة”، وكانت الشيكات:( شيكات علي أيمن محسب بـ12 مليون- شيكات على سحر القاضي بـ 5 ملايين- شيكات على مي مازن بـ5 ملايين- شيكات على أحمد رائف شقيق نائبة الغش بـ7 ملايين) بإجمالي 29 مليون جنيه.
حصل عبد السند يمامة على أصل الشيكات، ثم حصل بعدها على رئاسة الحزب، في عملية محكمة، والذي حصل، أن هاني سري الدين، الذي كان يطمح إلى رئاسة الحزب، لم يعجبه أن يدفع من جيبه كل شهر 600 الف جنيه، لكي ينعم “أبو شقّة” بجلوس هادئ على مقعد رئيس الحزب، توقف عن الدفع، ورفع اسمه من رئاسة مجلس إدارة الجريدة، : “شيلته ويشيلها” بهاء أوب شقّة.
ياسر الهضيبي الذي أشرف على عملية فوز “يمامة” برئاسة الحزب، ودفع فيها أموالًا كثيرة من جيبه الخاص، بعدما جلس على مقعد السكرتير العام وراح يدفع ما عليه من مستحقًات عن الشيكات التي قدّمها نظير حصوله على عضوية البرلمان، توقف عن الدفع بمجرّد سداد ما عليه من مسنحقات، خاصّة بعدما وجد مندوب الإعلانات –أيمن محسب- يسيطر سيطرة كاملة على عقل وقلب عبدالسند يمامة، بل ووجد أن “يمامة” لم يهتم بتحصيل الشيكات من أصحابها، مثلما حصل معه، وقد سدد ما عليه بالكامل، فكان أن دخل “الهضيبي” في صراع مكتوم مع “يمامة”: “إزّاي ياراجل تخليني أدفع من جيبي واللي عليهم فلوس بالملايين مش بيدفعوها، لأ وكمان مخلّي أيمن محسب براحته في الحزب والجريدة، وأنا اللي جبتك رئيس حزب.. طب اولع بقى”: هذا ما يتناقله مراقبون في الحزب عن أسباب غضب “الهضيبي” من “يمامة”.
أيمن محسب.. القنبلة التي توشك أن تٌفجّر الحزب وتنفجر في وجه الجميع.. فمن يحميه؟
“الذي يعبث بحزب الوفد في 6 اكتوبر ويرسل التهديدات إلى عبده مغربي أن يتوقف عن الكتابة، لا يعلم أن دعمه لأيمن محسب على حساب استقرار الحزب، سيجعله يدفع ثمن أفعاله، فالدوائر الاُخرى في نفس الجهة لا تريد لحزب الوفد أن ينهار، وأيمن محسب بات القنبلة التي ستُفجّر الحزب وتنفجر في وجه الجميع، هي القنلبة التي يجب أن يعي خطورتها من يدعمه في “اكتوبر”، والرسائل التي يرسلها عبدالسند يمامة بأنّه مدعوم من مقام الرئيس وسيبقى رغم انف الوفديين رئيسًا عليهم لعامين اٌخريين، وصلت إلى الدوائر العليا للقرار، وعبد السند يمامة يبدو في حالة من العته السياسي لا تليق برئيس الوفد.. يا رجل جلسة خاصة مع مقام الرئيس وفي قدس أقداس الدولة المصرية، داخل رئاسة الجمهورية تخرج منها وتطلق تصريحات على فضائية سعودية تُحمّل فيها على مقام الرئاسة والرئيس بما يلا يليق ولا يُحْتَمَل؟ تأتي هذه الجريمة؛ فقط لمجرّد انك تريد إرهاب الوفديين أن يوافقوا على استمرارك رئيسًا للوفد رغم كل هذه الاخفاقات وتلك الأنحرافات والأزمات التي باتت تهدد الحزب في استمراره؟! “.
الفقرة أعلاه بدأت تتردد بين الوفديين في أروقة الحزب وخارجه، وعلى المقاهي، وفي قصور زعامات الوفد وفيلاتهم، وداخل الشقق الصغيرة، وهي للحقيقة ليست صحيحة في أغلب مضامينها، فكاتب هذه السطور لم تصله تهديدات من أحد؛ لا من “اكتوبر” ولا من غيرها، وأيمن محسب الذي يتردد بأنه مدعوم من شخصية أمنية في الجيزة، هي من فرضته على عبدالسند يمامه، وهي من أجبرت يمامه ان يُسلّمه شيكاته كاملة من دون تحصيل، هي مزاعم لا يبدو في الواقع ما يؤكدها، وإن بدت المشاهد تُبدي ما يُدّعّمها .
لكنّ الحاصل في جريدة الحزب، أن أيمن محسب منذ تولى رئاسة مجلس إدارتها، وهي في انهيار مطرد وسريع، كان لأيمن محسب جريدة خاصة يملكها اسمها الشارع، يصرف عليها في الشهر 600 ألف جنيه، توقف عن إصدارها منذ اعتلى رئاسة مجلس إدارة جريدة الوفد، لقد وفر على نفسه مبلغ الـ600 ألف، فالوفد الجريدة العريقة التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها -مؤكد أنها- ىأكثر قيمة وأهمية له من رئاسته مجلس إدارة جريدة الشارع، فالشارع لا يعرف عن جريدة الشارع شيئْ، لكنّ الشاع كل الشارع في مصر يعرف جريدة الوفد.
مؤكد أن القيمة الاجتماعية والسياسية لأيمن محسب في دواليب الدولة، بوصفه رئيسًا لمجلس إدارة جريدة الوفد، لا يمكن مقارننتها ولا تضاهيها البتّة رئاسته مجلس إدارة جريدة مغمورة اسمها الشارع.
كان يجب على أيمن محسب أن يسدد الـ 12 مليونًا التي عليه لحزب الوفد، كان يجب على عبدالسند يمامة أن يقوم بتحصيلها من أيمن محسب، لا أن يترك الحزب يغلي، حتى بات قريبًا جدًا من الانفجار، كان يجب على عبد السند يمامة ألّا يترك مزاعم تسري في الحزب –وهي غير دقيقة في الغالب- من أن عنصرًا في اكنوبر، قد أمره بأن يعطي أيمن محسب شيكاته، كان يجب على عبد السند يمامة أن يستمع إلى النائب والزميل الكاتب الصحفي طارق تهامي، بضرورة تحصيل شيكات الحزب من أصحابها، الوفديون تناقلون كيف موقف”تهامي” مع “محسب” في اجتماع الهيئة العليا للحزب عندما قال له “محسب”: “ياطارق انت عارف قصة الشيكات دي من البداية للنهاية”؛فكان ردّ طارق : ” أنا معرفش حاجة، اللي اعرفه إن عليك شيكات مستحقّة للحزب ولازم تدفعها”.
الأزمة المالية في حزب الوفد، ومن بعدها أزمة العقود المزوّرة، التي تم توقيعها بدون علم عبدالسند يمامة، وقال موقّعها نيابة عن يمامة، أنه ما وقعها إلا بتوجيه من يمامة والذي قال بأن توجيهًا صدر بشأنها اكتوبر، مع الأزمات الكثيرة المتلاحقة في حزب الوفد، هناك من يحب أن يُورّط اكتوبر فيها جميعا، اكتوبر –بحسب ما يُفترضْ- بريئة من المزاعم التي تتردد بأنها هي من أجبرت يمامة على تسليم شيكات النواب لأصحابها، ومنها بالطبع شيكات أيمن محسب، واكتوبر –يُفترضْ- بريئة من المزاعم التي تتردد بأنها هي من فرضت “محسب ” على الصحفيين أن يكون رئيسًا لمجلس إدارة جريدتهم، واكتوبر –يُفترضْ- بريئة من المزاعم التي تتردد عن أحد أهم عناصرها بأنه شريك لأيمن محسب في بعض مكاسبه، الذي يُردد مثل هذه المزاعم ويستفيد منها بوصفها مصدر حماية له، ومصدر إرهاب لخصومه، هو من يسعى إلى تفجير الحزب.
على أن المزاعم الكبرى التي استشاطت غضبًا منها زعامات الوفد وقياداته من الصفين الثاني والثالث، بل وقواعده في المحافظات؛ هي تلك المزاعم التي أطلقها رئيس الحزب نفسه على شاشة “إم بي سي” السعودية، عندّما حمّل على مقام الرئاسة، ما لا يليق بمقام الرئيس؛ “أن الرئيس طلب منه –من يمامة- أن يستمر في رئاسة الحزب”، فمقام الرئيس وشخصه –يرى الوفدوين- أقدس من أن يتطرق إلى شئون الوفد الداخلية، ومثل هكذا تصريح، يُحاسب من وافق لعبد السند يمامه أن يخرج به على شاشات الفضائيات ليقوله، وهو ما لا يليق بالمقام الرئاسي، ولا بالأعراف التي تقوم عليها الدولة المصرية، ولا بالجهة التي يقولون أنها وافقت لعبدالسند يمامه على قوله، هناك من يريدون تحميل الجهات كل ما يصدر عنهم من قرارات أو تصريحات لإجبار الوفديين على قبولها.
إلى ذلك فإن حالة الغليان التي تسببت فيها هذه التصريحات، وتلك الأوضاع المالية المتفاقمة، وما صاحبها من شللية انتشرت في الحزب والجريدة، مع التلميحات والتصريحات المستمرة من مقربين لعبد السند يمامة ولأيمن محسب بأنهما يتحركان في كل يفعلانه بتوجيهات أمنية، لإرهاب الوفديين، مع ما حدث من ضياع أمول الحزب، وتسليم الشيكات المستحقة للحزب للنواب من دون تحصيلها منهم، مع عجز “يمامة” و “محسب” عن دفع مستحقات أصحاب المعاشات، ثم واستقواء – البعض-بعلاقات مزعومة لهم مع شخيات ودوائر لها وزنها في البلاد، وتحميل مقام الرئيس بما لا يليق، كلها اُمور جعلت الحزب يوشك أن ينفجر من شدّة ما بقيّ يتقلب على صفيح ساخن، شديد الحراراة.
إلى ما سبق وعليه فإن الدوائر –كل الدوائر- مطالبة على نحو عاجل، بالعمل سريعًا على إخماد مصادر الغضب، فمعظم الحريق من مستصغر الشرر، ومشهد إخراج نعمان جمعة من الحزب على خلفية حالة من الغليان وقتها، تعيش مكونات مختلفة في الحزب الآن حالة أشد منها في الغليان وأصعب منها في الغضب.
اللهم قد بلّغتْ اللهم فاشهد.
في الحلقة القادمة:
السيارة الحديثة التي اشتراها رئيس الحزب بالملايين ما علاقتها بالملايين التي دفعها أبو العينين وحلاوة وأبوهشيمة؟ وكيف جرت عملية تمويل الحملة الانتخابية لعبدالسند يمامة؟
هل هناك خطّة بالفعل لدى يمامة لتفريغ الحزب من الوفديين لصالح الإخوان وبقايا الحزب الوطني؟ وإن كانت فمن الذي يُشرف عليها: العتصر الأمني بالجيزة؟ أم عناصر إخوانية في الظل؟ أمّ دوائر تستهدف استقرار البلاد؟ الإجابة تفصيلًا في الحلقة القادمة.
هل ستتصدّر أخبار حزب الوفد قريبًا عنواين الأخبار في المواقع المعادية؟ ولماذا يكرر “يمامة” تصريحاته دومًا بدعم مزعوم له من الرئاسة داخل الدوائر الهامة؟ هل لذلك علاقة بالرغبة منه في إجبارهم على دعمه؟ ولماذا يكرر هذه التصريحات في الحزب؟ هل هناك رغبة في إشعال الحزب بمزيد من الغضب؟ وإن كان؟ فما المقابل؟ ومن المستفيد؟
ما سر العلاقة الخاصة بين أيمن محسب وياسر الهضيبي مع وزير الأوقاف؟ وهل الخلاف بينهما على قلب الوزير أم على قلب الوفد؟ ولماذا وعد مختار جمعة أيمن محسب برئاسة هيئة الأوقاف ثم غدر به؟ وكيف انتقلت حملة تلميع مختار جمعة من جريدة الشارع بعد إغلاقها إلى جريدة الوفد؟ وما هو ثمن هذا التلميع؟ وما هي أسرار العلاقة بين محسب و الهضيبي و وزير الأوقاف مع وزير الزراعة؟ وهل للبيزنس دور في هذه العلاقة؟ وإن كان فما حجمه؟
انتظرونا