انتشر الجيش في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء اليوم الأربعاء، بينما جابت عصابات مسلحة الأحياء في يوم ثان من اضطرابات حصدت أرواح أكثر من 80 شخصا وعمقت الانقسامات السياسية المحيطة برئيس الوزراء آبي أحمد.
واندلعت الاحتجاجات بعد اغتيال الموسيقي المشهور، هاشالو هونديسا، مساء الاثنين، وانتشرت من أديس أبابا إلى منطقة أوروميا المحيطة.
وتردد دوي إطلاق النار عبر مناطق سكنية عديدة وجابت الشوارع عصابات مسلحة بالمناجل والعصي.
ووقعت مواجهات بين شبان من أصل الأورومو وبعض من الجماعات العرقية الأخرى في المدينة وشملت مناوشات بين كلا الجانبين والشرطة.
ويخشى سكان كثيرون أن تتسبب جنازة هاشالو المقرر تشييعها، غدا الخميس، في مسقط رأسه ببلدة أمبو في إشعال العنف.
وقال مفوض الشرطة بالإقليم، بيداسا مرداسا، لهيئة الإذاعة الإثيوبية، التي تديرها الدولة، مساء اليوم الأربعاء، إن أكثر من 81 شخصا قتلوا في الاشتباكات في أوروميا، الثلاثاء، بينهم محتجون وعناصر من قوات الأمن، مضيفا أن القتلى بينهم 78 مدنيا و3 من عناصر الأمن.
وكان شرطي قتل في أديس أبابا ووقعت 3 انفجارات هناك أسفرت عن عدد غير محدد من القتلى والجرحى.
ومما ينذر بمزيد من التوتر القبض على بيكيلي جيربا زعيم المعارضة في إقليم أوروميا وجوهر محمد قطب الإعلام، الثلاثاء.
وينتمي آبي أحمد وهاشالو وجوهر جميعا إلى الأورومو، وأصبح المغني وقطب الإعلام أكثر انتقادا لرئيس الوزراء في الشهور القليلة الماضية.
وفي كلمة نقلها التليفزيون، مساء الثلاثاء، وصف أبي أحمد قتل المغني هاشالو هونديسا بأنه “عمل شرير”.
وقال: “إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا، ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها”.
وذكرت الشرطة أن هاشالو هونديسا قُتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين، وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا جيتو أرغاو لوسائل الإعلام الرسمية إن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم، وأضافت الشرطة إنه جرى التخطيط للقتل جيدا على ما يبدو.
ووفقا لمفوض الشرطة الاتحادية، فقد اُعتقل جوهر، وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي لقومية الأورومو، و33 شخصا آخرين، وأضاف أن الشرطة صادرت أسلحة وأجهزة لاسلكي من حرس جوهر، وأصبح جوهر منتقدا قويا لأبي بعد أن كان من أقوى أنصاره.
وقالت المحطة التليفزيونية المملوكة لجوهر إنها أرغمت على البث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأمريكية، بعدما داهمت الشرطة الإثيوبية مكاتبها، واحتجزت موظفين.
وعلق جوهر على مقتل المغني عبر صفحته على فيسبوك صباح الثلاثاء، وقال: “إنهم لم يقتلوا هاشالو فحسب. لكنهم أطلقوا الرصاص على قلب أمة الأورومو مرة أخرى. يمكنكم قتلنا، جميعا.. لكنكم لن توقفونا، أبدا”.
وكان المغني الراحل، البالغ من العمر 34 عاما، انتقد القيادة الإثيوبية في مقابلة مع الشبكة الإعلامية المملوكة لجوهر، الأسبوع الماضي.
وكانت أغاني هاشالو تركز على حقوق عرقية الأورومو، وتحولت إلى هتافات في موجة الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018، وأشعل قتل المغني الاحتجاجات في عدة مدن للأورومو.
وقال مسؤول طبي، يُدعى ميكونين فيسا، لرويترز إن المستشفى الرئيس في بلدة أداما استقبل نحو 80 مصابا، معظمهم أصيبوا بطلقات نارية، لكن بعضهم تعرض للضرب أو الطعن.
وأضاف أن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في الطريق إلى المستشفى أو بعد الوصول إليه.
وعملت خدمات الهاتف بشكل متقطع، وتعطلت خدمة الإنترنت، وهي خطوة اتخذتها السلطات من قبل أثناء الاضطرابات السياسية.
وقالت منظمة نت بلوكس، التي ترصد انقطاع الإنترنت في العالم، إن الإنترنت توقف في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، وأن ذلك الانقطاع هو الأشد خلال العام المنصرم.