في تطور لافت، نجحت المعارضة السورية المسلحة بدعم تركي في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة السورية. وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تمكنت المعارضة من السيطرة على دمشق، بينما أكدت روسيا استقبال الأسد وعائلته كلاجئين إنسانيين. هذا الحدث أطلق موجة من التهديدات من مليشيات مدعومة من إيران، التي توعدت تركيا بردود قد تشمل تسليح حزب العمال الكردستاني (PKK) بطائرات مسيرة.
التوترات بين أنقرة والمليشيات العراقية
صرح حيدر الموسوي، رئيس مركز “القرار” العراقي للدراسات، بأن مليشيات عراقية هددت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتسليح حزب العمال الكردستاني بطائرات مسيرة ردًا على دعم تركيا للمعارضة السورية. وأضاف أن أردوغان أعرب لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن رفضه لأي تحركات قد تتيح للـPKK تعزيز قوته العسكرية، مؤكداً على أهمية حماية أمن تركيا القومي.
وفي السياق ذاته، أطلق قادة بارزون في المليشيات الشيعية مثل أبو آلاء الولائي وشبل الزيدي تصريحات عدائية ضد تركيا. كتب الولائي على منصة “إكس” أن تركيا ما زالت تمارس ما وصفه بـ”التطرف السياسي”، بينما دعا الزيدي إلى تدخل رسمي عراقي في الشأن السوري.
الدور الإيراني والتداعيات المحتملة
وفق الباحث العراقي علي المساري، فإن إيران قد تلجأ إلى تسهيل نقل الطائرات المسيرة إلى حزب العمال الكردستاني من خلال “الاتحاد الوطني الكردستاني” الذي يدير الحكم في محافظة السليمانية. وأشار إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد خطير، حيث من المحتمل أن ترد تركيا عبر سلاحها الجوي أو عمليات عسكرية تستهدف المليشيات في شمال العراق.
وأضاف المساري أن المليشيات قد تتوجه لاستهداف القوات التركية الموجودة في العراق، مثل معسكر زليكان في الموصل، الذي تعرض لهجمات صاروخية عديدة في السابق.
الهلال الشيعي في خطر
يعتبر إسقاط نظام الأسد ضربة موجعة لإيران وحلفائها، إذ يشكل النظام السوري أحد أعمدة مشروع “الهلال الشيعي”. ووفق المساري، فإن هذه التطورات تمثل خسارة كبيرة لإيران، التي لطالما استخدمت سوريا كقاعدة لتمرير نفوذها في المنطقة.
وأشار إلى أن إيران ستسعى للانتقام من تركيا التي دعمت المعارضة السورية، لكن الخيارات محدودة بسبب التفوق العسكري التركي والظروف الإقليمية المتغيرة.
حزب العمال الكردستاني كأداة للتصعيد
تتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني بتنفيذ عمليات إرهابية انطلاقًا من مناطق شمال العراق وسوريا. ووفق محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، فإن إيران قد تستخدم الـPKK كورقة ضغط، خاصة مع الدعم المالي واللوجستي الذي يحصل عليه الحزب من جهات داخل العراق، ما يعمق التعقيدات في المشهد الإقليمي. مع سقوط نظام الأسد، تتجه المنطقة إلى مرحلة جديدة من الصراعات الجيوسياسية. وبينما تحاول إيران والمليشيات التابعة لها مواجهة النفوذ التركي المتزايد، يبدو أن الساحة مرشحة لتصعيدات عسكرية قد تمتد إلى العراق وسوريا.