أفاد تحقيق أجرته القوات الجوية الإسرائيلية بأن الطائرة المسيّرة التي أطلقها الحوثيون من اليمن نحو تل أبيب قطعت مسافة تزيد عن 2600 كيلومتر قبل أن تضرب المدينة فجر الجمعة، وفقًا لما أوردته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وذكر التحقيق أن الطائرة المسيّرة المستخدمة في الهجوم هي من طراز “صمد-3” الإيراني الصنع. وأوضح التحقيق أن الطائرة اتبعت مسارًا غير مباشر، مما ربما تسبب في عدم تصنيفها كتهديد، وبالتالي عدم اعتراضها.
وفي الهجوم، أصابت الطائرة المسيّرة مبنى في تل أبيب، مما أدى إلى مقتل شخص إسرائيلي. في أعقاب الهجوم، ردّت إسرائيل بشن ضربات على ميناء الحديدة في اليمن يوم السبت، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقل.
وأشار التحقيق إلى أن الطائرة المسيّرة المحملة بالمتفجرات “سارت غربًا من اليمن عبر البحر الأحمر، وعبرت سماء إريتريا، ثم شمالًا فوق السودان ومصر، حتى دخلت البحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى تل أبيب من غرب المدينة”.
وتوضح نتائج التحقيق أن الطائرة الحوثية ظهرت على الرادار الإسرائيلي كـ”هدف مجهول” فقط عندما كانت على وشك دخول تل أبيب. وقد تمت متابعتها لمدة 6 دقائق متتالية أثناء اقترابها من المدينة من اتجاه البحر، قبل أن تسقط داخل المدينة.
خطأ بشري في التصنيف
وبحسب التحقيق، “ظلت الطائرة المسيّرة في الجو لمدة تقارب 16 ساعة، وسارت بسرعة تتراوح بين 80 و100 عقدة (148-185 كيلومترًا في الساعة)”. وعلى الرغم من علم القوات الجوية الإسرائيلية بامتلاك الحوثيين لهذه القدرات، لم تتوفر لديها معلومات مسبقة عن هذا الهجوم.
ووفقًا للتحقيق، “لو تم تصنيف الطائرة المسيّرة كخطر مشتبه به عند تحديدها للمرة الأولى، لكان لدى سلاح الجو الوقت الكافي للاشتباك معها عبر طائرات مقاتلة أو أنظمة دفاع جوي، من الأرض أو البحر”. وأكد التحقيق أن “الهدف لم يتم تصنيفه كتهديد بسبب خطأ بشري من قبل مشغلي المراقبة الجوية”.
كما ذكر التحقيق أن “المشغلين كانوا في وقت واحد يتعقبون طائرة مسيرة أخرى تم إطلاقها من العراق من قبل مجموعة مدعومة من إيران”، والتي تم إسقاطها. وأضاف التحقيق أن “مراقبي الحركة الجوية يواجهون في كثير من الأحيان أهدافاً تتداخل مع محيط الرادار، والتي قد تكون في بعض الحالات طيورًا أو بسبب تحركات السحب”.
وأفاد التقرير بأن “التركيز في تلك الفترة كان منصبًا على الأجسام التي تقترب من شمال وشرق وجنوب إسرائيل، بينما كان هناك اهتمام أقل بالجهات الغربية”.
وفي ختام التحقيق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه في أعقاب هذا الهجوم، “ضاعف سلاح الجو عدد المشغلين الذين يحللون أنظمة الرادار لتفادي أي هجمات مستقبلية وتأكيد تصنيفها بشكل صحيح”. كما أشار إلى زيادة الطلعات الجوية، خصوصًا في البحر الأبيض المتوسط، لتحسين اكتشاف التهديدات القادمة.