لا تزال تركيا تقوم بدورها الخبيث على الأراضي الليبية، وكل يوم في معركة تحرير العاصمة طرابلس من ميليشيات فايز السراج الإرهابية نرى أن دور تركيا ورئيسها أردوغان في دعم هذه الميليشيات أكبر مما توقعناه. وحسب ما ذكرته “بوابة إفريقيا الإخبارية” الليبية، فقد قامت القوات المسلحة الليبية بالقبض على مقاتلين تركيين في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق، وضُبط معهم جوازات سفرهم التركية؛ إذ تقوم تركيا بجميع الأدوار غير الشرعية في ليبيا.
هكذا نجد تطورًا بعد الدعم بالمال والسلاح وإرسال مقاتلي “داعش” إلى ليبيا؛ حيث يُرسل أردوغان مقاتلين أتراك لمساعدة ميليشيات السراج في تنفيذ خطتها غير القانونية للسيطرة على العاصمة طرابلس والقتال ضد القوات المسلحة الليبية.
ولم تسلم ليبيا من تركيا وقطر فقط، لكن اكتمل الحصار بدخول الحليفة الثالثة إيران؛ حيث تم الكشف عن سفينة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني محملة بالأسلحة بعد أيام من مغادرتها سواحل شرق أوروبا، واستقرارها في ميناء مصراتة، وتحاول الدول الثلاث بكل الطرق غير القانونية وغير الشرعية السيطرة على ليبيا؛ لنهب ثروات الشعب الليبي، بجانب نشر الفوضى والتوتر بدعم حكومة السراج، التي لا تأخذ أوامرها إلا من قادة تركيا وقطر.
ووفق وكالة سبوتنك فإن قوات الجيش الليبي تمكنت، في يناير الماضي، من ضبط شحنة كبيرة من المسدسات تركية الصنع في ميناء مصراتة بعد أن حاول مهربون أتراك وضعها في صناديق خاصة بالمواد المنزلية ولعب الأطفال، محاولين التمويه لتهريب المسدسات، وتكونت الشحنة من 556 صندوقًا، بواقع 36 مسدسًا في كل صندوق، في حدود عشرين ألف مسدس.
وقام بعد تقدُّم القوات المسلحة الليبية نحو طرابلس بإرسال جميع طائرات شركته إلى تونس. وقد أكد الجيش الليبي أنه يملك أدلة تثبت سرقة بلحاج كميات كبيرة من الذهب والاستيلاء على أموال طائلة من المصارف الليبية وإيداعها بالبنوك التركية. بخلاف إبراهيم الجضران الذي ساعدته تركيا وقطر أيضًا في الاستيلاء على جميع المنشآت النفطية الليبية منذ 2011، وقد كوَّن ميليشيات مسلحة من المقاتلين التشاديين الذين يتزعمهم الإرهابي تيمان إرديمي، المقيم في قطر، وهناك دور للإخوان ممثلين في علي الصلابي، الذي يقيم في تركيا، ويسعى بمشروعه للسلام والمصالحة إلى التمهيد لسيطرة تركيا على الاقتصاد الليبي؛ لتسهيل الأعمال غير الشرعية لتركيا.
و قد كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، الخميس 25 أبريل الجاري، عن أن هناك دولًا تساعد الجماعات الإرهابية في طرابلس ضد الجيش، قائلًا: “إن هناك مقاتلين مرتزقة نُقلوا من جنوب ليبيا، وتم الزج بهم في معركة تحرير طرابلس، وبعض المقاتلين تم استقدامهم من سوريا عن طريق تركيا وشاركوا مع حكومة السراج”.
وقال الكاتب الصحفي الليبي عبد الحكيم معتوق، في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “لابد من التأكيد في أول الأمر أن ليبيا ساحة مفتوحة منذ 2011، ويوجد بها كثير من الأجهزة الاستخباراتية، بخلاف مقاتلين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية، بخلاف
أيضًا أن تركيا وقطر تدعمان حكومة فايز السراج بخزائن مال مفتوحة، حتى إن هذه الحكومة تجنِّد الصم والبكم في حربها، وقامت بوضع عقوبات على مدن تناصر الجيش الوطني الليبي، وهذه كلها جرائم ضد الإنسانية والأخلاق؛ لهذا نرى أن المعلومات التي تم إعلانها عن وجود مقاتلين أتراك لمناصرة حكومة السراج ما هي إلا نقطة من بحر الأفعال غير الإنسانية والإجرامية التي تشترك بها حكومة الوفاق مع تركيا”. وتابع معتوق بأن طرابلس مليئة بجنسيات مختلفة، وقد أوضح نائب وزير الدفاع الروسي، قبل ذلك، أن هناك مقاتلين من “داعش” تركوا سوريا والعراق وذهبوا إلى ليبيا، وتحديدًا طرابلس، وما يتردد حول أن هناك تفاهمات بين الجيش الوطني الليبي والقوات المسلحة للدول الإقليمية المجاورة طبيعي؛ لكن الجيش الليبي يحارب به جنود ليبيون ضد قوات مرتزقة تحارب مع “الوفاق”.