شريف الوكيل يدخل لكم من بوابة فيلم “حبيب الروح” ليحكي لكم قصة نضال أنور وجدي لإعتلاء عرش النجومية
فى حالة حب جميلة مليئة بنغمات موسيقية حالمة تفيض بكلمات العشق والهيام ومن خلال مباراة فنية بين إثنين من عمالقة السينما المصرية في ذلك الزمن الجميل، الزمن الذى مازلنا نتغنى بجماله الذى غادرنا وهو يشعرنا بتبدل ملامح الحياة وتغير الأوضاع وطغيان المادة على تعاملات الناس وحياتهم، رحل عنا ذلك الزمن تاركا خلفه شذى الذكريات الجميلة المحببة إلى قلوبنا ،وكانت السينما بصفة عامة علامة من علامات هذا الجمال ،فى زمن ظهرت فيه نجوم لم تغب عنا حتى يومنا هذا رغم رحيلها، فقدم لنا ثنائيا جميلا متوافقا هما {أنوروجدى وليلى مراد} وقد قدما لنا العديد من الأفلام الغنائية والإستعراضية التى لاتنسي، من ببن هذه الأفلام فيلمنا اليوم (حبيب الروح) .
قدم لنا الفتى الشقى الواعد {انور وجدى}فيلما من تأليفه وإنتاجه وإخراجه وكانت هذه طريقته فيما قدم للسينما المصرية من أفلام بإستثناء الأفلام التى لعب بطولتها على أيدى مخرجين كبار مثل صلاح ابوسيف واحمد بدرخان وكمال سليم .
يحكى الفيلم قصة زوج وزوجة يعيشان في سعادة حتي يظهر في حياتهما أحد الموسيقيين الذي شجع بدوره الزوجة علي الغناء بعد أن اكتشف حلاوة ورقة صوتها، وبسبب سوء الفهم ورفض الزوج للفكرة فيقوم بتطليق زوجته، لكن الزوجة المحبة لزوجها تقرر في النهاية التضحية بكل شيء فى سبيل العودة للحياة الزوجية .
بدأت هواية التمثيل عند الفنان (أنور وجدى) مبكرا ، خاصة فى فترة الصبا وهو الغير محب للدراسة بقدر ماأحب السينما، التى سيطرت على فكره وسحرته وجعلته يفضلها عن فصول الدراسة والمدرسة، مما جعله هذا الشغف دائم الهروب منها إلى دور العرض السينمائية القريبةمن منزله بحى الظاهر أو حتى البعيدة عنه .
وخلال هذه الفترة تعلم كيف يكون مراوغا ليقدم الأعذار عن سبب غيابه وإنقطاعه عن المدرسة، كانت كل ماتعرضه السينما من أفلام تستهويه خاصة أفلام {شارلى شابلن} وكان لديه القدرة على تقليدها أمام زملائه .
تمكن حب التمثيل من أنور وجدى فقرر أن يكون ممثلا، وأصبح متابعا لأخبار نجوم هوليوود فى المجلات، التى ملأت نفسه ثقة فزادت عنده أحلام اليقظة والشباب بقدراته وصلاحياته، فلماذا لايكون منافسا شريفا لهؤلاء النجوم، بدأ يهتم بنفسه وصورته معطيالمظهره العناية والإهتمام، كما كانت السينما عنده تعنى المجد والشهرة والمغامرات النسائية ومشاعر الحب والعشق، وهوماأثر عليه فبدا ظاهرا فى تصرفاته خاصة وأنه كان يملك موهبة الإقناع والتأثير فى الآخرين، فإستطاع أن يؤثر على إثنين من زملاء المدرسة لديهم نفس هوايته وأحلامه بالسفر إلى هوليوود حيث ينتظرهما المجد والشهرة .
ويستطيع الثلاثة تدبير أمرهم فى سرية تامة ويهربون من أسرهم فى هدوء، متجهين إلى الإسكندرية ويستقلوا خلسة إحدى السفن لتنقلهم إلى هناك، ينجح المغامرون الثلاثة فى الصعود والإقتراب من الحلم، ولكن الرياح لاتسير على هواهم بل تخذلهم وينكشف أمرهم فى أخر لحظة ويقبض عليهم ويتم تسليمهم إلى المسؤلين بالميناء ، لكنهم أفرجوا عنهم لصغر سنهم وإستخفافا بالأمر الذى دفعهم للتفكير بهذه الطريقة.
نتيجة لهذه المغامرة الجريئة من قبل أنور وجدى ونظرا لتغيبه الكثير والمتواصل من مدرسته، قررت المدرسة فصله فصلا نهائيا وهو فى سن السادسة عشر، وكانت الصدمة قوية على الأب فتهاوت كل الآمال المعقودة عليه فكان يعتبر ولده امتدادا له فى تجارة الأقمشة وغزل الحرير التى ورثها عن أجداده ووالده منذ صباه ، وهو المنحدر من أصول شامية “سوريا” ،ويعرف عنهم إشتغالهم بالتجارة والتنقل ، ولم تكن صدمة قرار فصل أنور من مدرسته بأقل تأثيرا مماحدث لأبيه، فقد وجد نفسه خارج الحياة فالمدرسة ترفض عودته لها بإصرار، وتبخر حلم السفر لهوليوود وبعدت المسافات بينه وبين تحقيق حلمه، وأصبح محاصرا بتأنيب الضمير وغضب الأسرة ولم يجد من يشكوا له أو يسديه النصيحة والتوجيه السليم، وتملك منه الشعور بالوحدة والفشل الذريع لأن يفكر فى الإنتحار وعندما أقدم عليه لم يتحقق له الموت كما أراد وفشلت محاولته، وعاد وهو اكثر يأسا لايعرف ماذا يفعل بعد الفشل فى كل شئ .
لكنه مازال يحلم بأن يكون ممثلا فالأمر يسرى فى عروقه ، فإتجه نحو قبلة الفن والفنانين شارع عماد الدين لعله يصادف من يكون سببا فى دخوله هذا المجال وهو عشقه، وكان ميلاد فرقة رمسيس سنة ١٩٢٣ قد إنتشر بشكل كبير وكانت حديث كل من يهتم بالفن من الممثلين وكتبة المسرحيات والنقاد، وكانت صور “يوسف وهبى” المؤسس لهذه الفرقة تزين معظم أرجاء شارع عماد الدين ، فقرر الفتى أن يتواجد بصفة دائمة بهذا الشارع وخاصة بفرقة رمسيس والتى ذاع صيتها وامتلأت بالنجوم .
وصادف مرور أنور وجدى أمام كواليس مسرح رمسيس ، أن شب حريق صغير بأحد جوانب المسرح فساعد انور العاملين فى إخماد الحريق بهمة وشجاعة لفتت الأنظار ومنهم مدير الفرقة وكان أسمه {قاسم وجدى} الذى أثنى على شجاعته وهمته ، ودار ببنهما حديث ودى عرف فيه مدير الفرقة أنه يحب التمثيل كما ألمح أنور إلى تشابه أسمه مع اسم مدير الفرقة، فلم يتردد الرجل فى ضمه لمجموعة الكومبارس الإحتياطى بالفرقة .
كان التمثيل فى ذلك الوقت ينظر إليه كأنه رجس من عمل الشيطان، وكانت نظرة المجتمع للفن ومن يعمل به قاسية متعالية، ساوت الفنان بالمجنون فاقد الأهلية ولا يستحق المصاهرة أو دخول بيوت الناس، فكان الصدام الكبير بين أنور وجدى ووالده بسبب تمسكه بالإشتغال بالفن، وكان الأب ايضا متمسكا بتقاليد عصره ومجتمعه وحاول مرارا أن يثنيه عن فكرته وأمام تمسك إبنه برغبته وتصميم وتشدد الأب الرافض لرغبة إبنه، لم يكن هناك مفرا إلا أن يتخذ الأب قرارا قاسيا ليخيف به الأبن ويجعله يتخلى عن رغبته فحرم عليه دخول بيت الأسرة وقام بطرده إلى الشارع .
لكن ظل الإبن متمسكا برغبته وتقبل قرار طرده دون أن يكون لديه أدنى فكرة عن الطريق الذى سيسلكه أو المأوى الذى سيلجأ إليه، وهكذا كان إصرار أنور وجدى بقراره فعاش عيشة المشردين بلا مأوى حقيقى فتارة يلجأ إلى بعض القهاوى التى تسهر حتى الصباح ليغفو على أحد كراسيها، وتارة إستضافة نفسه عند أحد أصدقائه بعد سهرة معه أو على دكة تحت خشبة المسرح الذى يعمل به ملتحفا بعض الستائر أو الملابس لزوم المسرح لتقيه برد الشتاء على حد وصف {يوسف وهبى } له فى مقالة بعنوان “انوروجدى كما عرفته” بمجلة الكواكب ، ورغم كل هذه الظروف القاسية التى كان يعيشها الفتى فإنه لم ينس العناية بشكله وبشعره على وجه الخصوص وأيضا أناقته التى دعمته فى شئون الحب التى مارسها كثيرا مع فتيات عصره .
وجاءت الفرصة سريعا لأنور وكان معه “عبد السلام النابلسى” ككومبارس أيضا عندما قدم دور جندى رومانى فى مسرحية شكسبير”يوليوس قيصر” لم يتحدث بكلمة واحدة ورغم ذلك كان سعيدا جدا لحصوله على هذا الدور الصغير فكان يدق بقدميه خشبة المسرح بقوة ليلفت إليه نظر يوسف وهبى وبدأ يصعد سلم تحقيق حلمه فتقدم من كومبارس صامت إلى متكلم حتى لفت إليه نظر عميد المسرح والذى رشحه لدور مهم فى مسرحية (الدفاع) لينجح نجاحا يترك أثره عند يوسف وهبى فيشجعه ويختاره ليؤدى نفس الدور فى الفيلم الذى يحمل نفس اسم المسرحية سنة ١٩٣٥ وكانت أول تجربة ليوسف وهبى فى الإخراج .
رغم ماحققه أنوروجدى من نجاح على مسرح رمسيس فإن الحياة لم تكن قد إستقرت له بالكامل فقد عاش حياة قاسية متجهمة ، وأيام صعبة بحثا عن المأوى والمأكل، لكنه كان يتعالى على الواقع القاسي الذى حرمه من أبسط الأشياء الضرورية للحياة بخياله المفعم بالأمل والوصول للنجومية .
بعد فترة طويلة من العمل والتنقل خارج البلاد مع يوسف وهبى جائته الفرصة ليصعد على خشبة المسرح لأول مرة كممثل، أثناء جولات الفرقة فى أمريكا اللاتينية ، وحقق أنور ذاته وأعجب أدائه الجميع وخاصة أستاذه ، وكانت السينما فى بدايتها الأولى واختار يوسف وهبى انور ليعمل معه فى فيلم أولاد الذوات فى أول يطولة ليوسف وهبى مع أمينة رزق وأخرجه محمد كربم .
وكان هذا بداية اتجاه أنور إلى السينما وقرر ترك المسرح نهائيا، مستندا على تجربته مع استاذه يوسف وهبى ،فرشحه المخرج احمد سالم للمشاركة فى فيلم”أجنحة الصحراء”سنة ١٩٣٨ أمام راقية ابراهيم وحسين صدقى،أثبت أنور أنه موهبة سينمائية حقيقية، وتوالت أفلامه الواحد تلو الآخر مع مخرجين كبار منهم حسين فوزى وفؤاد الجزايرلى وتوجومزراحى، ومن خلال كل ماقدمه أنوروجدى من أفلام أصبح نمطا سينمائيا مطلوب بشدة فى تلك الفترة وقدم أدوار أبن الباشوات الثرى المستهتر الذى يكون رمزا للشر، وكان مقنعا جدا أكثر مماتوقع الجميع، ويذكر لدنجوان عصره أنه تزوج من الفنانة إلهام حسين وهى الفتاة الجذابة التى تملك كل مقومات الشخصية المترفعة وكانت فتاة عصرية منطلقة فى تعاملاتها وعلاقتها مع الآخرين رجالا ونساء، وكان أنور الزوج الأول فى حياتها ، اختارها المخرج محمد كريم لبطولة فيلم يوم سعيد أمام محمد عبد الوهاب، وكان من المفترض أن أنور مرشحا بدوره للعمل بالفيلم، لكنها إستطاعت أن تستبعده من الفيلم ، واكتشف أنور بعد ذلك أنها ليست بالصورة التى تخيلها ،كما وجدت هى الأخرى قيودا قد فرضت عليها نتيجة زواجها منه كالغيرة والعصبية الحادة ماجعلها لاتطيق الحياة معه وهى سيدة مجتمعات رافضة لأى قيود تحد من حريتها ، ولم يقدر هو الآخر على مجاراتها فى هذه الحرية التى تمنحها لنفسها فتطلقا
ولكن قلب أنور لايقدر على العيش بدون حب ونساء تقابل مع “ليلى فوزى” وكانا قد عملا معا فى فيلم مصنع الزوجات وفيلم تحيا الستات وكانت ليلى صاحبة الجمال الارستقراطى المبهر والعينين الساحرتين دائما مايرافقها والدها أثناء التصوير، فلم يستطع مصارحتها بمشاعره نحوها ، لكنه انتهز فرصة ذهاب والدها للرد على التليفون (وكان حيلة من انور بواسطة احد زملائه) وعلى الفور اندفع انور ناحية ليلى ليخبرها بمشاعره ، وذهب لمقابلة والدها ليخطبها، ولكن سيرة أنوروجدى ومسيرته العاطفية كانت تسبقه بكثرة مغامراته وعلاقاته النسائية فرفضه الوالد بشدة وكانت النهاية المؤقته لقصة حبه من ليلى فوزى، والتى تزوجت بعد هذا الرفض من جانب والدها من الفنان”عزيز عيد” …وبعدها بعام واحد تزوج أنور من الفنانة “ليلى مراد” وإستمر زواجهما لمدة ٦ سنوات لم تكن كلها سنوات مثالية لنجمين من نجوم السينما وقتها ودبت ببنهما الخلافات ووصلت إلى ذروتها فوقع الطلاق، ويلتقى أنور بليلى فوزى مجددا فى فيلم خطف مراتى وتتجدد مشاعر الحب نحوها ويعرض عليها الزواج للمرة الثانية بعد أكثر من ١٢ عاما لطلبه الأول، وكانت ليلى قد تطلقت لتوها ، وبعد أيام قليلة أعلنا زواجهما .
فى هذا الوقت بدأ أنور يشعر بآلام حادة فى بطنه وكان يحاول أن يتناساها لكنه لم يقدر على تحملها كثيرا…كان بعانى من مرضا وراثيا فى”الكلى”مات بسببه والده وشقيقاته الثلاثة، سافر أنور فى رحلة علاج لفرنسا بصحبة زوجته ليلى فوزى عام ١٩٥٤إستمرت لمدة ٦ شهو، وكان قد حقق فى مسيرته الفنية “ثروة صخمة” بعد المعاناة والمشقة من حياة الفقر والتقشف ، ولكن من سخرية القدر أنه كان ممنوعا بأوامر الأطباء عن تناول الكثير من الأطعمة مما أصابه هذا بالحزن ، فعندما كان فقيرا لايجد مايأكله كان يمكنه أن يأكل أى شئ وعندما أصبح يملك المال لم يعد فى إمكانه أن يأكل مايشتهيه، لم تمض فترة طويلة على عودته لمصر حتى عاودته آلام المرض وأصيب بأزمة حادة ورحل عن الدنياوهو فى متوسط عمره عام ١٩٥٥ .
قدم أنوروجدى فى فيلمه الفنانة الجميلة (ليلى مراد) تلك النجمة الساطعة التى إستطاعت تحقيق وجودها من خلال أول فيلم قدمته مع محمد عبد الوهاب وهو”يحيا الحب”عام١٩٣٨، وقد وجد فيها المخرج توجو مزراحى مايمكن أن يحقق أحلامه فى صناعة بطلة ونجمة غنائية ، فقدمها بذكاء للناس عن طريق تثبيت اسمها لمجموعة أفلام متميزة حتى أصبح لايخلو اسم فيلم من اسمها مثل فيلم ليلى بنت الريف وليلى بنت المدارس وليلى فى الظلام ، وهكذا عرفت جماهير السينما ليلى مراد وإستطاع مزراحى أن يرسم لها شخصيتها السينمائية ويضعها فى إطار عرفت وإشتهرت به وهى شخصية الفتاة البريئة الخجول والمغلوبة على أمرها، والتى تقع فى الحب بسهولة لشدة طيبتها ورومانسيتها، فأصبحت فتاة أحلام الجماهير.
كانت ليلى مراد المولودة فى السابع عشر من فبراير ١٩١٨، والتى تتعلم فى مدرسة الراهبات ، ابنة الموسيقى والمغنى {زكى مراد} والذى ما أن لمح بوادر تفتحها الفنى وجمال صوتها، حتى قرر إخراج هذه الموهبة الوليدة ليستمتع بها الناس، وكانت وستظل قصة ارتباط أنوروجدى وليلى مراد من أشهر قصص الحب فى الوسط الفنى المصرى فقد كانت ليلى نجمة نجمات السينما والغناء عندما عرض عليها أنور أن تقف أمامه كممثلة فى فيلم للمخرج كمال سليم وتكون بطلة الفيلم، وبعد إقناعها بقبول فكرته وافقت ،وبهذه الموافقة من نجمةلها ثقل فنى وحضور قوى إستحوز على جمهور السينما، بدا أن الحياة بدأت تبتسم فى وجه أنور وتظهر له وجهها الجميل، خاصة بعد أن أصبح حديث الأوساط الفنية، وكان هذا اللقاء المنتظر هو الباب الملكى لعبور أنوروجدى إلى الحياة السعيدة التى طالما حلم بها وعمل لها .
إنتشرت الهمسات فى الوسط الفنى عن بداية العلاقة بين أنوروليلى، وأثناء حضور مندوبى الصحف والمجلات تصوير المشهد الأخير من فيلمه”ليلى بنت الفقراء” وفى هذا المشهد يتزوج أنور وليلى طبقا لأحداث الفيلم، وبعد إنتهاء التصوير يفاجئ أنور كل الحاضرين والمجتمعين ، بأن المشهد الذى رأوه هو مشهد حقيقى وليس تمثيلى،فقد تم بالفعل عقد قرانهما ، وكان خبرٱ صحفيٱ من الدرجة الأولى، أعد له المشهد بإقتدار وإسلوب فنى جميل لاينسى .
ولكن قصة الحب التى بدأت أمام كاميرات السينما وظلت حية أمام أعين الناس، لم تكن وردية حالمة كما ظنها الناس أنها أكثر قصص الحب سعادة ورومانسية، فسرعان مابدأت بينهما الخلافات لأسباب متعددة كعصبية أنوروجدى وتعصبه وأحيانا بسبب العمل أو الإختلاف على الماديات الخاصة بهما، وربما السبب الأهم وهو الغيرة وأن أنور كان لايأبه أو يقدر إحساس وعاطفة المرأة وغيرتها العمياء {على حد كلام ليلى مراد}. فى مجلة الصباح عام ١٩٥٣، وإنتهت قصة الحب التى ملأت الوسط الفنى وعاشت لفترة طويلة فى وجدان الجماهير ومحبى الفن، وكان حلم أنور وجدى الدائم والمشارك له فى حياته هو (المال)ربما نتيجة الظروف القاسية التى مربها ، المال وليس الصحة وليس البنين، فقد قال يوما فى لقاء له لمجلة الأستوديو عام ١٩٤٧ عن سؤاله أيهما أهم لك المال أم البنون، فكان رده السريع” آل بنون آل…بنون مين ياجدع أنت…شوف العبط” فالمال عنده كان أهم شئ يريده وبزيادة .
المأساة الحقيقية فى حياة أنور وليلى هى”الحب” فقد أحبا كل منهما الآخر، لكنهما رفضا أن يذوبا ويفنا كل منهما فى شخص الآخر، لتنتهى أجمل وأغرب قصة حب .
إشترك فى الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات وكان على رأسهم “يوسف وهبى” فى دور الموسيقار وأيضا صلاح منصور وميمى شكيب ووداد حمدى وفردوس محمد وسميرة أحمد(وسوف نعرض لهذه الأسماء بالتفصيل فى لقاءات لاحقة) .
قدم الموسيقى والألحان فى الفيلم كل من الموسيقار أحمد صدقى ورياض السنباطى ، وتغنت فيه ليلى مراد بكلمات حسين السيد أغنية ‘حببب الروح’ .
فكرة فيلم “حبيب الروح” من كتابات (توفيق الحكيم) دفع أنوروجدى مبلغ ٥٠٠جنيه مقابل شراؤها منه ساعد فى إخراج الفيلم ‘حسن الصيفى ومنير مراد’ كما قام بعمل المونتاج ‘كمال الشيخ’ وتصوير ‘وحيد فريد’ ووضع الحوار’ابو السعود الأبيارى’ كل هؤلاء يعدون من قامات السينما المصرية اللذين قدموا تحفة غنائية إستعراضية،عن قصة وسيناريو وإخراج”أنور وجدى” …عرض الفيلم بدار سينما الكورسال عام ١٩٥١ .