اسمه صلاح الدين أحمد توفيق دياب، رجل أعمال مصري مثير للجدل. يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة لمجموعة شركات پيكو المملوكة له ولعائلته، عمل في مجالات عديدة في مصر أهمها البترول والزراعة، ومن البترول والزراعة تضخمت ثروته بشكل عنيف، أسس وامتلك أول صحيفة مصرية مستقلة في البلاد أسماها “المصري اليوم”. كانت وما تزال أحد أهم أذرعه النافذة والقويّة داخل دواليب القرار في مصر.. أيضًا هو واحد من أكبر الشركاء التجاريين لإسرائيل في مجالات متعددة.
فوق ما سبق دائمًا ما يكون رجل الأعمال المصري صلاح دياب المالك لواحدة من أهم شركات البحث والتنقيب وانتاج البترول والغاز في مصر، هو نقطة اتفاق أو اختلاف السلطات المصرية مع دوائر النفوذ والحكم الغربية،
حينما قبضت السلطات المصرية على “دياب” في الأول من سبتمبر 2020 وأعلنت النيابة العامة المصرية وقتها، حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق في قضايا استيلاء على أراض تابعة للدولة وبناء مصانع عليها بدون ترخيص. اعربت دوائر النفوذ في الغرب عن انزعاجها الشديد من قيام السلطات المصرية بالقبض عليه، وراحت أصوات مصرية محسوبة على الغرب تفسر عملية القبض علي صلاح دياب بأنّها تصفية حسابات، على إنه وبعد صدور قرار بحبسه ١٥ يوم على ذمة التحقيقات، خرج قبل أن تنتهي تلك المدّة.
وكانت هذه العملية هي الثانية بعد عملية قبض سابقة حدثت في 2015 خرجت عنها صورًا له وهو مقيد بالكلابشات.. منها الصورة المرفقة هنا، وهي العملية التي ارتبطت بانحرافات و مخالفات حول أراضي مشروع “نيوجيزة” الزراعي السكني، القضية التي انتهت إلى الحفظ بعد ما تم التصالح بسداده مع شركائه-محمود الجمّال صهر جمال مبارك- مبلغ 238 مليون جنيه، إضافة إلى قضية أخرى تتعلق بوجود سلاح من دون ترخيص حصل فيها على البراءة.
صلاح دياب.. رجل الأعمال المصري شديد الإثارة للجدل في الشارع المصري، تمتع بنفوذ شديد بين دوائر الحكم المختلفة في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، ، وبنى ثروته تقريبًا من العلاقات المهمة له في وزارتي البترول التي حصل منها على عدة حقول لانتاج النفط والغاز، بعضها محاط بالريبة، والزراعة التي حصل منها على آلالف الأفدنة الزراعية التي التي حصل عليها بتسهيلات غير مسبوقة وتشاركت في إدارتها معه شركات إسرائيلية، صلاح دياب لا يجد حرجًا في إعلان علاقته الوثيقة مع إسرائيل، كمدعاة للحماية، أو كنوع من إبداء الشفافية، وعلى ذلك بدت علاقته بالدولة العبرية نقطة ضعف أو قوّة بحسب التفسيرات المختلفة من المراقبين.
أكثر المحطات إثارة للجدل كانت في المقالات التي يكتبها تحت اسم مستعار ( نيوتن ) في جريدته “المصري اليوم”، و تناول فيها ملفات حساسة، مثل اقتصاد القوات المسلحة ومنافسته للقطاع الخاص، قبل أن يدخل إلى المنطقة الأكثر حساسية في مصر عندماكتب عن “سيناء” وطالب بنظام خاص لإدارتها يمنحها شيئ من الاستقلالية، وهو المقال الذي أزعج دوائر شعبية واسعة أكثر من إزعاجة الدوائر الرسمية، وفسّر البعض مقال صلاح دياب بأنه خطوة متقدّمة وعنيفة من شريك إسرائيل الاقتصادي على طريق فصل سيناء عن مصر وبسببه صدرت عقوبة على الجريدة في شكل غرامة قدّرها ربع مليون جنيه-لم يدفعها- وتم الزامه بنشر اعتذار.
صلاح دياب تحديدا، هو اسم معروف اقليميًا وعالميًا، وله أعمال وعلاقات في الخليج، وهو و أسرته يملكون العديد من التوكيلات الأمريكية في مصر، وتسيطر عائلة دياب على 70% من توكيلات الشركات الأمريكية في مصر (حسب دليل الأنشطة التجارية الأمريكية في مصر الصادر عن السفارة الأمريكية بالقاهرة)، حيث تستحوذ عائلة دياب على 43 توكيلًا لشركة أمريكية أهمها توكيلات “هاليبرتون” للبترول المملوكة لنائب الرئيس الأمريكي “ديك تشيني”، وصاحبة الفضائح والعمولات المالية في توريد البترول للجيش الأمريكي.
بعد قدومه للقاهرة من ابو حمص في البحيرة قام كامل دياب وهو متخصص في الاقتصاد الزراعي، بتأسيس شركة بيكو – بالإنجليزية pico- وتمثل اختصارًا لاسم “شركة المشاريع واستشارات الاستثمارات”.
ويدير الشركة الآن صلاح وعلاء دياب، وأهم أنشطة الشركة هو النشاط الزراعي مع إسرائيل حيث تستورد من هناك أدوات الري الإسرائيلية وبذور تقاوي الموز والتفاح والبطيخ وأشهر ما استوردته من إسرائيل التفاح الويليامز.
ويتولى علاء دياب إدارة النشاط الزراعي ضمن منظومة للتطبيع الزراعي مع إسرائيل بدأها بوضوح علاوة على ذلك يتولى علاء دياب نشاطًا آخر لنفس المجموعة وهو استيراد الذهب.
الشركة الاستثمارية للمشروعات والاستثمار “بيكو” تقع في حي الزمالك بالقاهرة لصاحبها صلاح دياب تعمل في مجال استيراد التقاوي والمخصبات الزراعية ومعدات الري الاسرائيلية منذ عام 1990 وتضم الشركة مجموعة من الخبراء الإسرائيليين في مجال الزراعة، كما تقوم بزراعة شتلات الفاكهة والخضر (الموز والفراولة) .
وزير البترول الأسبق سامح فهمي، كان مصباح علي بابا الذي حقق لصلاح دياب الطفرات غير المسبوقة في مجالات البترول والغاز في مصر، وفي ذلك صدرت أحكام أولية بحبس سامح فهمي في موضوع واحد من إجمالي 17 بلاغاً ضده منها 11 أمام رئيس نيابات الأموال العامة، وكان من أبرزها بيعه حقل جيسوم إلي شركة بيكو بسعر يقل عشر مرات عن السعر العادل بحسب ما تداولته المحاكمة، مؤخرًا أعلنت شركة شيرون-بيكو سابقًا- عن واحد من أهم اكشافاتها البترولية في مناطق البحر الأحمر.
وفي نطاق التطبيع استطاعت الشركة الاستثمارية للمشروعات والاستثمار «بيكو» الاستيلاء علي أراضي أملاك الدولة في برقاش بمساحات ضخمة تم تحويل مساحات منها إلى مناطق سكنية، منها بالطبع وعلى رأسها مدينة وجامعة “نيوجيزة”، وكانت هذه الأرض هي إحدى المحاور التي دارت حولها عمليات القبض على صلاح دياب، والتي انتهت إلى الحفظ بعد تسوية بعض المستحقات إلى خزينة الدولة المصرية.
ويعتبر كامل دياب هو عميد العائلة وهو متخصص أساساً في الاقتصاد الزراعي مما دعاه لتأسيس شركة Pico، وتعود جذور عائلة دياب إلي مركز أبو حمص بمحافظة البحيرة ولذلك –بحسب بوابة المعرفة- كان النشاط الأساسي والجوهري للشركة هو النشاط الزراعي، ولكن امتد ذلك فيما بعد إلي التوكيلات الأمريكية حتي أصبحت هي اللاعب الرئيسي في هذا المجال، ويدير احتكارات بيكو؛ صلاح وعلاء دياب. صلاح هو شقيق كامل دياب، وعلاء هو نجل كامل دياب، ويشارك معهما في الإدارة، كامل الحفيد نجل علاء دياب، وكامل آخر هو نجل صلاح دياب.
وفي ساعات الصباح الأولى من 23 ديسمبر 2013، نشب حريق كبير في بالدور العاشر من عمارة في حي الزمالك، وقد هرعت تسع عربات مطافئ للعمل على اطفاءه، إلا أن الحريق أتي كل جميع محتويات المكتب، تبين أن المكتب هو مقر شركة بيكو.
قصة نيو جيزة والبيزنس الزراعي لعائلة صلاح دياب
في 7 نوفمبر 2015 ألقت قوات الأمن القبض على رجل الأعمال صلاح دياب، وزوجته عنايات الطويل وآخرين لاتهامهم بالتربح غير المشروع والإخلال بعقود أرض مدينة “نيو جيزة” فى مدينة 6 أكتوبر، وذلك لشرائهم الأرض بأقل من السعر المقرر لهما واستغلالها فى بناء مشروع سكني مخالف للعقود، وقررت نيابة الأموال العامة العليا باستعجال تقارير لجنة الفحص المشكلة بقرار من النيابة، والتي تم تشكيلها من خبراء وأساتذة الجامعات لفحص أوراق مخالفات تخصيص أراضي في عام 2007، ضمن قرار أصدره النائب العام بالتحفظ على أموال 18 رجل أعمال في تلك القضية من بينهم “صلاح دياب وزوجته، وهي القضية التي تمت بها تسوية مالية في النيابة، لكن لم يُعرف بعد إلى أين وصلت درجات التقاضي فيها.
الاستيلاء علي أرض مطار القاهرة
ومن بين التُهم التي وُجّهت إلى صلاح دياب تهمة استيلاءه على 24 ألف متر مربع من أرض مطار القهرة الجوي، استأجرها بهدف أعمال وأنشطة ترفيهية وخدمية، وبحسب وزارة الطيران فإنها في 11 مايو 2016 استردت سلطات مطار القاهرة تلك الأراضى من شركة «أواسيس» الترفيهية المملوكة لصلاح دياب، والتي كانت قد ضمتها إلى مقرها المجاور لمنطقة الشيراتون منذ عام 2011 دون سداد قيمتها للمطار، بعدما استغلت تدهور الأوضاع في البلاد عقب ثورة يناير 2011، إضافة إلى تهم اُخرى بتخزين 700 طن سكر، ذلك أن صلاح دياب يمتلك “لابوار” وهي واحدة من اهم العلامات التجارية المتخصصة في صناعة الشيكولاتة والحلويات بمصر.
طريق صلاح دياب إلى غاز فلسطين في المنطقة البحرية أمام غزّة
نجحت إسرائيل في جذب المزيد من الأسماء الكبرى إلى منابعها من النفط والغاز. وقد قدمت شركة بريتيش بتروليوم، التي هي بالفعل في طور الدخول بالشراكة مع أدنوك الإماراتية، عرضًا لـ “منطقتين” بحريتين في “إسرائيل” بالشراكة مع شركة سوكار الحكومية الأذربيجانية.
وأنهت إسرائيل جولات العروض المرتقبة للحصول على مساحة بحرية رئيسية في شرق البحر الأبيض المتوسط. فيما بدا أن إسرائيل مستعدة لرؤية لاعبين جدد رئيسيين ينضمون إلى المشغل الرئيسي الحالي.
وفي 23 يونيو 2023 سعت إسرائيل مع مصر والسلطة الفلسطينية لتطوير حقل غزة البحري الذي تبلغ طاقته تريليون قدم مكعب، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 18 يونيو 2023. وكان تطوير الحقل، الذي اكتشفته شركة بريطانية على بعد 30 كيلومتراً من قطاع غزة في عام 2000، موضوعاً لإعلانات السلطة الفلسطينية ومصر في السنوات الأخيرة ولكن دون اتخاذ أي إجراء ملموس، وفي حديث لوزير البترول المصري طارق الملا قال إن القاهرة والسلطة الفلسطينية ستعملان بشكل وثيق لتطوير الحقل المواجه لقطاع غزّة وذكر الوزير بالإسم شركة شيرون المصرية المستقلة-المملوكة لصلاح دياب-بإنها قد تم تكليفها من قبل الشركة المصرية العامة للغازات الطبيعية (إيجاس) لتتولى القيادة الفنية.
ومع سعي شركة شل لتفريغ حصتها التشغيلية في حقل غزة البحري، فإن التطوير البحري في غزة أمر غير مرجح في أي وقت قريب. المخاطر الأمنية هي حقيقة ثابتة، مما يترك الآمال في توفير الكهرباء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في البحر.
لم تعلن شركة شل مطلقًا عن خطط لتطوير اكتشافها البحري في غزة الذي تبلغ مساحته تريليون قدم مكعب، والذي ورثته بعد استحواذها على شركة BG Group البريطانية في عام 2016، وتريد الشركة الأنجلو هولندية الكبرى الآن الخروج من شاطئ غزة تمامًا.
وقال متحدث باسم شل لرويترز في وقت سابق إن الشركة أجرت “مناقشات مع أطراف مختلفة حول مستقبل مشروع غزة مارين”. لكنها انتهت إلى عدم التعاطي بجديّة إلى حد كبير بسبب التوترات الأمنية منذ ن سحبت إسرائيل مستوطناتها من قطاع غزة في عام 2005.
وكان من المقرر أن توقع مصر والسلطة الفلسطينية اتفاقًا قبل نهاية مارس من العام 2023 لتطوير حقل الغاز البحري في غزة الذي تبلغ طاقته 1 تريليون قدم مكعب، وفقًا لوزير البترول المصري طارق الملا. وفي حديثه على هامش منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF) في القاهرة يوم 25 أكتوبر2023، قال “المُلّا” إنه سيتم تشكيل “اتحاد من الشركات المتخصصة” تحت مظلة شركة الغاز الحكومية إيجاس لتطوير الحقل.
ووفقا لوزير البترول المصري، سيتم نقل الغاز من الحقل إلى أحد منشأتي تصدير الغاز الطبيعي المسال في مصر، حيث سيكون مصنع سيجاس الذي تديره شركة إيني والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 5 ملايين طن سنويا في دمياط هو الأقرب بين الاثنين، على بعد حوالي 200 كيلومتر. وسيتم بعد ذلك تحويل عائدات مبيعات الغاز الطبيعي المسال إلى السلطة الفلسطينية، وألمح إلى أن ذلك سيتطلب أيضًا موافقة إسرائيلية، لكن تقارير صحفية تحدثت بعدها عن موافقة تل أبيب على استخراج الغاز من أمام سواحل غزّة بضمانة مصرية.