إلى رئيس الجمهورية…
إلى رئيس الوزراء….
(أولا: أقر أننى لا أنتمى لأى حزب من الأحزاب، ويعلم الجميع كم عرض على من مراكز فى كثير من الأحزاب، لأننى زاهد فى أى منصب سياسي، ولقد آليت على نفسي أن أكون مدافعا على الحق ما حييت، وأعلن رأيي ولا أوارب فيه، لأن عمرى لا يسمح بالمواربة.
ثانيا : لا عداوة شخصية بينى وبين أى أحد من قيادات أو أعضاء هذه الأحزاب بقنا، لأننا عائلات وقبائل نحترم كل واحد الآخر، ولكل مشاربه الشخصية دون أن يطفو على العلاقات الإنسانية فيما بيننا، لأن كفات الميزان بين تلك القبائل والعائلات بقنا تكاد تكون متساوية).
عفوا أيها السادة، مهزلة تصيب قنا بمباركة من نائب المحافظ ووكيل وزارة الصحة بالموافقة على طلب أحد الأحزاب بعمل فاعلية دعائية فى قلب محافظة قنا (ميدان الساعة) والذى يعد من أهم الميادين بمدينة قنا، فهو ملتقى تجمع عدة شوارع كبرى وبه وحوله عدد كبير من المصالح الطبية والمدارس والمحلات والمصالح الحكومية والبنوك والذى يرتادها الناس بأرقام كبيرة فى الأيام العادية، وخاصة فى ساعات الذروة من الصباح وحتى الواحدة ظهرا من مختلف قرى ومراكز المحافظة لشراء وقضاء حاجاتهم ثم ينقلبوا عائدين لقراهم وأماكنهم.
تفتق ذهن أحد منظمى الأحزاب لعمل فاعلية لتطهير المدينة من الفيروس، فدعوا حوالى 200 شاب من أعضاءه، ووافقت المحافظة على هذه الفاعلية، وقامت من ليلة أمس بوضع السدادات المرورية وتحويل اتجاه السير لعزل الميدان وتجهيزه لصباح غدا (اليوم 2أبريل)، وبصباح اليوم حضر كبار القوم على رأسهم نائب المحافظ ووكيل وزارة الصحة وجمع من المسئولين ووضعت السونات الصوتية فتجمع جمهور غفير يعد بألف أو أكثر، ليستمعوا إلى خطاب لوكيل الوزارة ويطلق نائب المحافظ طلقة البداية وسط زحام وهذا الكم المهول من البشر. بالله عليكم يا سادة أيعقل ذلك وسط مباركة مسئولين عن أرواح بشر؟؟
أليس فيهم رجل رشيد يقول لهم أنتم تدمرون ما يتم بناؤه من سد ضد هذا الوباء ويقاتله أبناؤنا الأطباء والجيش والشرطة فيقعون شهداء حماية لنا ولأطفالنا؟؟
هل المجاملة والاستهتار تصل إلى هذا الحد من مسئولين لا صلة لهم بالمسئولية، بل فى سبيل المجاملة واللقطة الدعائية مهما كلفت من أرواح، كما تكلف الدولة مليارات الجنيهات ليس مهما بالنسبة لهم؟؟
ماذا يحدث (لا قدر الله) لو كان يوجد واحد أو أكثر يحملون الفيروس وسط هؤلاء الآلاف الذين سوف يرجعون إلى أماكنهم وقراهم وأسرهم؟؟ إلى كم من البشر سينقلون الفيروس؟…اللهم سلم من عمل الجهلاء.
لو كان بينهم رجل رشيد أو مسئول يعي مسئوليته حقا لقال يتم بدء الفاعلية بعد الحظر أي فى السابعة أو الخامسة، لأن اليوم الخميس ومعهم حتى السابعة صباحا، ولكن لا وكيف ستكون اللقطة بدون جمهور، فلتكن فى الصباح ويحشد لها الناس صبحا والأعذار موجودة ومقبولة مقدما، وليظهر القوة الفعلية للحزب المنفذ الذى تتكسر له جميع القوانين حتى ولو كانت تعليمات الرئيس ورئيس الوزراء الذى يترجى ويدعو متوسلا الجميع البقاء فى بيوتهم لتوقع الانفجار الفيروسى فى تلك الأيام.
فمن يحاسب المهملين والمستهترين من كبار المسئولين على ما بدر منهم من خطأ يرتقى إلى حد الجريمة، فلا بد من العزل والمحاكمة لأننا بشر، وكما تروا فى الصور هم خائفون على أنفسهم من هذا الزحام، فارتدوا الكمامات، والأعداد الباقية عرايا الأنوف والأفواه، يستنشقون ما يريدون.
فمن يحاسب أى حزب لو طلب أن يفعل ما فعله هذا الحزب؟ هل يجرؤ المحافظ أو نائبه أو وكيل وزارة الصحة أن يقول لا، واللى سبق أكل النبق، يبقى لا احترام لأى قوانين طالما يكال بمكيالين، وهذا ما نرفضه، لأن الثمن أرواح الأبرياء، فإننا نخاطبك أمام الله وأمام أغلب الشعب أن تحمى أرواح المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا الدعاء واللجوء لله، ثم لك، وأن تحاسب من يرى أرواحهم هينة ويسهل المجاملة بها.
أثناء الكتابة (بعد المغرب) أخبرت أن هناك حالتين اشتباه ذهبتا لمستشفى الصدر بقنا، ولا أعرف مصداقية هذا الأمر من عدمه، وقانا الله شر هذا الفيروس، والسلام عليكم ورحمة الله.
محمد محمد الغزالي أحمد
الشهير حمدي الغزالي
01009944196
قنا