لماذا يتم بهدلتهم عيني عينك في أواخر أيامهم ولا مجير لهم؟، لقد قضينا أكثر من 35 عام تعمل ونكد وندفع اشتراكات تأمينية من قوتنا وخرجنا معاش ففوجئنا بالدولة الحامية لفلوسنا هي من تقوم بسرقتها عيانا جهارا دون حياء وتقوم الدولة بعدم تنفيذ الأحكام القضائية لمن لهم حق أجابهم لهم القضاء العادل فبدل أن تنفذ الدولة الأحكام تستشكل؟؟ وتسن قوانين تنسف حقهم نسفا!!.
وآخر اللطمات على وجوه أصحاب المعاشات عدم صرف المعاش لمن يمارس عمل آخر يرتزق منه، لعدم كفاية المعاش في دولة كل يوم ترتفع بها الأسعار بصورة جنونية أنها الحقيقة!
ماهذا الظلم البين؟، رجل المعاش الذي يعمل ليحيا حياة “شبة كريمة”، هل استكثرتم عليه أن يبيع ما تبقى من عمره مرة أخرى، ليفي متطلبات الحياة التي لا يستطيع المعاش وإن ضُرب في أربعة أن يوفيها؟.
عجبا وأى عجب!! والمعاش التي تسارع الحكومة بإيقافه (لو عمل صاحب المعاش مرة أخرى) أليس مدفوعا مسبقا منه؟ وليس منه منها أو تكرما؟ وقامت الحكومة (المفروض) باستثماره ليتم دفعه له عند بلوغ السن القانوني، شاكره له كل ما قدمه من جهد في خدمة وطنه.
ولكن حدث أن سرقته الدولة القيمة عليه ويريدون (طرمخته الآن) ودفع ما يريدوا أن يدفعوه هم من أصل المبلغ والذي يقارب التريليون جنيه على خمسين سنة بواقع 160 مليار جنيه كل عام؟ أي شيطان فكر في ذلك الأمر ولم يراعى حقوق أناس أضعفهم المرض وأقعدتهم الأيام.
دائما يستشهدون بالدول الأخرى عندما تكون الشهادة لصالحهم وينسون أن هذه الدول تبجل وتكرم من أفنوا أعمارهم في خدمة أوطانهم إلا نحن نتفنن في زيادة قسوة الأيام ويكونوا نصراء للمرض والحاجة علينا في حين المفترض أن تكون هذة المرحلة من العمر بالنسبة لنا استشفاء وراحة بعد عناء طويل منعنا من اللجوء للراحة كالآخرين مِن مَن يصيفون خارج مصر أو حتى داخلها منعنا من تلك الرفاهية أثناء كدنا حينما كنا نوفر ذلك لتعليم الأبناء أو زواجهم أو علاج من يمرض منهم ….الخ.
أعطونا ما يكفينا مثل هذه الدول وبعد ذلك فكروا في من يعمل يخصم من ما يتقاضاه من معاشه الذي يكفيه أن يعيش عيشة كريمة بدون أن يضطر للعمل مرة أخرى ويهنئ ببقية حياته في رغد ورفاهية مثله مثل أقرانه من الدول الأخرى الذين يجوبون العالم في الوفود السياحية بعد أن أدوا ما عليهم من عمل في عمر قد مضى منهم ويريدون أن يشعروا بنتيجة ما بذلوه من جهد سابق.
أما أصحاب المعاشات، فلا يجدوا إلا نكرانا من أبنائهم وأحفادهم الذين تسلموا الراية عالية خفاقة منا نحن الذين بنينا مصر في جميع المجالات ولولى سياسات خاطئة من رجال مبتدئين لكانت مصر من الدول العظمى فلا نسأل عما فعل السفهاء منا طوال مدد سابقة أخرها سرقة ثلاثين عاما من عمر مصر مازلنا نعانى من أثار فسادها حتى الآن وكان أصحاب المعاشات هم أول المتضررين منها.
فلا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
حمدي الغزالي
وكيل وزارة سابق في وزاوة الشباب والرياضة