رغم مرور نحو أسبوع على مقتله، ونشر قوات الحرس الوطني في العديد من المدن والمناطق الأمريكية، فإن الاحتجاجات الغاضبة على مقتل جورج فلويد ما زالت متواصلة في ولايات أمريكية عدة.
ووسط العديد من الاحتجاجات والمظاهرات ذات الطابع السلمي، تنتشر حوادث مسيئة لهذه الاحتجاجات من عناصر من طرفي المواجهة، أي المحتجين ورجال الشرطة.
وعلى الرغم من نشر قوات الحرس الوطني والزج بمزيد من رجال الشرطة وفرض حظر التجول، إلا إن هذه الأمور لم توقف أبدا الاحتجاجات التي يتخللها حالات من العنف والمواجهات بين المحتجين والشرطة.
ويبدو أن هناك فئات مندسة في العديد من المظاهرات التي تستغل الاحتجاجات ذات الطابع السلمي لإشعال الأوضاع على الأرض، فتقوم بعمليات حرق وتحطيم للسيارات وواجهات المحال التجارية، وبأعمال نهب وسرقة، خصوصا في مدينة نيويورك.
ويبدو أن فرض حظر التجول في المدينة، وبطلب من حاكمها أندرو كومو، لم يأت بنتيجة ولم ينجح في وقف العناصر المخلة من بين المتظاهرين الذين اتجهوا إلى النهب، حيث شقوا طريقهم إلى متجر “ماسي” الرئيسي الشهير في هيرالد سكوير بمانهاتن.
ووفقا لتقارير إعلامية وأمنية في نيويورك، فقد تعرضت بعض متاجر التجزئة الفاخرة والأكثر شهرة على طول الجادة الخامسة في مانهاتن إلى النهب.
وبحسب تقارير أمنية فقد تم نهب متجر نايكي ونيويورك يانكيز ومتجر ساعات رولكس، من بين العديد من المتاجر الأخرى في جميع أنحاء مانهاتن السفلى ووسط المدينة.
ولم تقتصر عمليات السلب والنهب على مدينة نيويورك وحدها، بل شملت العديد من المدن الأمريكية الأخرى، حيث يستغل اللصوص وحتى بعض الناس تحطيم واجهات المحال التجارية في السرقة، كما حدث في مدينة مينيابوليس عندما أظهرت تغطية تليفزيونية من طائرة مروحية عشرات الأشخاص وهم ينهبون متجرا من متاجر “تارجت”، ويخرجون منه محملين بملابس وعربات تسوق مليئة بالسلع.
كما أظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عمليات نهب لمحلات تجارية مرموقة مثل متاجر تبيع منتجات شانيل.
كذلك شهدت منطقة بلفيو في سياتل عمليات سلب ونهب، وتمكن الحرس الوطني من وقف العمليات بعد وصوله إليها.
وفي أوماها تعرضت العديد من الشركات والمحال التجارية إلى التخريب والنهب، ووقعت حادثة قتل لشاب أسود حاول اقتحام حانة، حيث أطلق صاحب الحانة النار على الشاب جيمس سكورلوك (22 سنة) وقتله، واعتبرت الحادثة “دفاعا عن النفس”.
وفي أوكلاند بكاليفورنيا، أظهرت لقطات فيديو تناقلتها وسائل إعلام أميركية عمليات تخريب وتدمير وكالة بيع سيارات مرسيدس، حيث تم إحراق بعض السيارات داخل الوكالة.
في المقابل، وعلى الرغم من أن حادثة مقتل جورج فلويد نجمت عن عنف الشرطة، وانتشرت الاحتجاجات بداية مطالبة بمحاكمة المسؤولين عنها، فإن هذه الحادثة على ما يبدو لم توقف عنف بعض عناصر الشرطة، حيث أشارت تقارير إلى أن بعض رجال الشرطة لم يتعلموا الدرس ويخففوا من العنف، رغم أن إدارات الشرطة في عدد من المدن أعربت أيضا عن تضامنها مع الاحتجاجات وشاركوا بالجثو على ركبهم.
ففي مدينة لويزفيل، بولاية كنتاكي، قام عمدة المدينة بطرد قائد شرطة المدينة بعد مقتل صاحب مطعم شواء محلي عندما أطلق ضباط الشرطة وقوات الحرس الوطني النار على المتظاهرين.
أما في أوستن، تكساس، فقد قال قائد الشرطة إن متظاهرا أسود أصيب برصاصة في رأسه أطلقها ضباط شرطة، وهو يرقد في مستشفى في حالة حرجة.
وفي فورت لودرديل بولاية فلوريدا، تم إيقاف ضابط بسبب دفعه امرأة جاثية على الأرض أثناء مظاهرة.
أما في أتلانتا، فتم فصل ضابطين بسبب استخدامهما للقوة المفرطة، بعدما كسرا زجاج نافذة سيارة واستخدموا مسدسا صاعقا على ركابها، وتم تسجيل الحادثة بواسطة كاميرات الهواتف الذكية.
وظهر في مقطع الفيديو مجموعة من عناصر الشرطة في مدينة أتلانتا الأمريكية، وهم يركضون نحو سيارة فيها شاب وصديقته، وكلاهما يدرسان في جامعة قريبة من الموقع.
وما إن وصل رجال الشرطة إلى السيارة حتى أخرجوا الفتاة من المقعد بجوار السائق وهي تصرخ بذعر، دون أن تدرك سبب ما يحدث، قبل أن يقوم أحد رجال الشرطة بتكبيل يديها، بينما حاول رجل شرطة سحب الشاب من الجهة المقابلة وصعقه بالكهرباء.
وفي نيويورك، قال مفوض الشرطة إن مكتب الشؤون الداخلية بالإدارة يحقق في 6 حوادث، بما في ذلك مواجهة في عطلة نهاية الأسبوع في بروكلين ظهرت فيها مركبتان للشرطة على ما يبدو تصدمان مجموعة من المتظاهرين.
وفي مينيابوليس، حيث انطلقت شرارة الاحتجاجات، حاول 3 من أفراد الشرطة القبض على رجل أسود أثناء فض الاحتجاجات في المدينة.
وطلب رجال الشرطة من الرجل النهوض والذهاب معهم لكنه امتنع، ما دفع العناصر لتقيده بالقوة، وعندما أخذوا بطاقة هويته اكتشفوا أنه يعمل في مكتب التحقيقات الفيدرالية، فقاموا بفك قيوده.
وأصيب اليوم الثلاثاء، 4 من عناصر شرطة مدينة سان لويس بولاية ميسوري بعيارات نارية خلال تبادل إطلاق نار وقع وسط الاحتجاجات.
وفي وقت لاحق أعلنت الشرطة أن حالتهم الصحية مستقرة وأن الإصابات لم تعرض حياتهم للخطر.
وفي لاس فيجاس، قالت السلطات إن رجل شرطة أصيب بالرصاص في لاس فيجاس ستريب في المدينة، مشيرة إلى أنها تتعامل مع حادث إطلاق نار آخر في لاس فيجاس بوليفارد.