مع استمرار عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الصين بالارتفاع، حذر أحد أبرز العلماء في مجال الأمراض المعدية في العالم، من أن الفيروس قد يصيب ثلث سكان الأرض.
ونقلت وكالة “بلومبرج” عن عالم الأمراض المعدية ومستشار منظمة الصحة العالمية إيرا لونجيني، الذي تابع دراسات عن انتقال العدوى في الصين، تحذيره من أن العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس قد يصل إلى مليارات الأشخاص، أي أكثر من العدد الرسمي الحالي البالغ حوالي 60 ألف.
وفي حالة انتشار المرض عالمياً، فإن ذلك سيكشف محدودية إجراءات الصين في احتواء المرض، ولا سيما في مناطق يقطنها عشرات الملايين.
وقد عزا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، تلك الخطوات إلى منح بقية الصين والعالم نافذة للاستعداد.
وقال لونجيني، إن إجراءات الحجر قد تبطئ تفشي الفيروس، لكنها لن توقفه، لأنه تمكن من التسلل إلى خارج الصين قبل اتخاذ أي إجراءات.
وتستند فرضية لونجيني، على أن كل مريض يمكنه أن ينقل العدوى إلى شخصين أو 3 آخرين، وقال إن عدم توفر إجراءات الفحص السريعة، إضافة إلى العدوى الخفيفة نسبياً لدى بعض البشر، تجعل تتبع انتشار المرض أمراً في غاية الصعوبة.
وأضاف لونجيني أن العثور على طريقة تحد من انتشار المرض بمقدار النصف يعني إصابة ثلث سكان الأرض، وأوضح لونجيني، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس المشارك في مركز إحصائيات الأمراض المعدية بجامعة فلوريدا، أن المراقبة والاحتواء لن يعملا جيداً إلا إذا تغيرت قابلية المرض للانتقال.
والتحذير من انتشار الفيروس على نطاق واسع لم يقتصر على لونجيني، إذ قدَّر الباحث في كلية لندن الإمبراطورية نيل فيرجوسون، إصابة نحو 50 ألف شخص بالفيروس يومياً داخل الصين.
وهذه التقديرات ليست إلا واحدة من طيف واسع من الاحتمالات، وفق ما يقول أليساندرو فيسبيناني عالم الطبيعيات والمتخصص في مجال انتشار الأمراض المعدية في جامعة بوسطن الشمالية.
ويضيف فيسبيناني أن الأسابيع القادمة ستكشف المزيد من المعلومات حول قدرة الفيروس على الانتشار خارج الصين، ويختم بالقول إن هذا هو أحد أسوأ الاحتمالات، لكنه احتمال قائم.
وقال خبير الأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي الذي أشرف على استجابة منظمة الصحة العالمية للسارس في 2003، ديفيد هيمان: إن تقديرات العالمان لونجيني وليونج ليست خاطئة ولكننا بحاجة إلى جمع المزيد من البيانات لمعرفة المرض بشكل أفضل، وأضاف الخبير: لقد رأينا بلدانا خارج الصين استطاعت احتواء المرض بشكل جيد.