شهر واحد فقط كان كفيلاً بإسقاط الهالة التي تحيط بأهم وأكبر محاميين مصر على الأطلاق، بحكم موقعه السياسي، فهو رئيس لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، ورئيس أعرق حزب سياسي على قيد الحياة وهو حزب الوفد.
المستشار بهاء أبو شقة، صاحب الـ81 عاماً، صاحب أكبر مكاتب المحاماة في مصر، فشل في إدارة أزمة قانون المحاماة الجديد، أثناء رئاسته للجنة التشريعية عند مناقشة مشروع القانون، واضطر للتنحي عن إدارة جلسات اللجنة، ولم يبدي رأيه في القانون باعتباره من المخاطبين بالقانون، أو باعتباره رجل قانون بارز، فترك مقعده لوكيل اللجنة لإدارة حوار حول التعديلات المطروحة.
لكن “أبو شقة” وقع في شرك استخدام سلطته كرئيس للجنة القيم بالبرلمان، لصالح عمله كمحامي لأحد موكليه، وهو ما كشفت عنه قضية رفع الحصانة عن النائب محمد هاني الحناوي، عن جانب من كواليس استغلال المحامي الشهير، بهاء أبو شقة رئيس لموقعه البرلماني لخدمة موكليه، أن أصدر قرارا ً في 22 مايو الماضي من لجنة القيم بالموافقة علي رفع الحصانة عن النائب “الحناوي” بشأن بلاغ من محمد صابر ( أحد موكلي أبو شقة) في قضية شيكات بدون رصيد بقيمة مليون و750 ألف جنيه، لكن النائب “الحناوي” كشف استغلال “أبو شقة” لمنصبه، أمام الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، وقدم له مذكرة مرفق بها صورة من توكيل محمد صابر، لأبو شقة، إلا أن “عبد العال” أنقذ رئيس اللجنة التشريعية واستطاع بعد طلب من المستشار عمر مروان وزير شؤون مجلس النواب، الاتصال بالنائب العام في حل الأزمة ودياً.
ولم يكن استخدام السلطة هو الخطأ الأخير للمحامي الكبير، لكنه بعد أيام من الواقعة تهور وطلب من رئيس تحرير جريدة الوفد، شن حملة بالهجوم على النائب كريم سالم، بسبب وصف الأخير له بإنه فشل في إدارة حزب الوفد، وعندما اتصل به النائب كريم سلم اعترف “أبو شقة” على نفسه بإنه من طلب من جريدة الوفد ذلك، ويستغل “سالم” هذا الاعتراف ويتقدم بطلب لرئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، إحالة “أبو شقة” للجنة القيم، فما كان من رئيس المجلس إلا أن طلب من متحدثه الرسمي التدخل للتهدئة بين النائبين، ووقف حملات الهجوم المتبادل، في محاولة لإنقاذ رئيس اللجنة التشريعية.
واختتم “أبو شقة” خطاياه بأن ارتكب خطأ سياسياً فادحاً بأن بفصل الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد السابق، من الحزب دون تحقيق أو إخطار مسبق، في خطأ لائحي وقانوني فادح، جعله في مرمى هجوم عنيف عليه، وتسبب في انقسام حاد في حزب الوفد بين أنصاره وأنصار “البدوي” جعلت الحزب على شفى التفتت.
إلى ذلك يتبقى التساؤل الأهم.. هل سيتدارك بهاء أبو شقة خطاياه التي ارتكبها في حق نفسه وفي حق أحد أعرق الأحزاب المصرية على مدار الحياة الحزبية المصرية؟.