يمر حزب “مستقبل وطن”، منذ إعادة تشكيله في منتصف 2018 ، بصراع من نواع خاص ، بين المهندس أشرف رشاد رئيس الحزب، والدكتور محمد منظور نائب رئيس الحزب، وصل إلي ذروته، بعد استبعاد “رشاد”، لنائب رئيس الحزب من حضور أغلبية المؤتمرات على مستوي الجمهورية، ومعاملته بـ”جفاء”، اضطر معها “منظور” للشكوى لكثير من قيادات الحزب دون جدوى.
ووصلت الخلاف ذروته، في استبعاده من حضور افتتاحات المقرات الجديدة للحزب بالمحافظات، وفي حضور فاعليات الانتخابات الرئاسية الماضية بالمحافظات، والاكتفاء بحضوره مؤتمرات القاهرة والجيزة فقط، مما جعل “منظور” يحاول الاستقلال بمواقفه وكافة الآراء بعيدا عن توجهات “رشاد”، خاصة وإصراره على إصدار بيانات خارج الأمانة المركزية للإعلام بالحزب، ويعلن لكافة المقربين منه عدم الرضا عن وجود”رشاد”، رئيساً للحزب.
ويستمد “منظور”، قوته في مواجهة “رشاد”، بحجم انفاقه على نشاط الحزب وفاعلياته خاصة في محافظة القاهرة، فضلا عن رئاسته جمعية “من أجل مصر”، وذلك نتيجة أرباحه الطائلة من شركة الخدمات البترولية التي يمتلكها، والتي بسببها استطاع استقطاب سياسين وإعلاميين في كافة أنشطته، وجعلت بعض مقدمي البرامج يجاملونه في الظهور.
يأتي ذلك في وقت يتوقف نفوذ “رشاد”، عند توليه رئاسة الحزب، خلفا لمحمد بدران الرئيس الأول للحزب، ورئاسته للجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب.
وفيما يواجه أشرف رشاد، نفوذ “منظور”، بالحديث عن انعدام خبرته السياسية، وظهوره من خلفية رجال الأعمال، وهو ما يرد عليه منظور في جلساته مع المقربين، بوصف رئيس الحزب بإنه فاقد للكاريزما والحنكة السياسية، وظهوره الإعلامي غير لائق بموقع رئيس حزب الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب.
وفشلت محاولات عديدة لقيادات الحزب على مدار عام ونصف في تقريب وجهات النظر، ومن أبرز هذه المحاولات محاولة عصام هلال أمين تنظيم الحزب، التدخل لفك هذا الإشتباك النفسي بين القياديين ولكن دون جدوي، فيما انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب والمجالس المحلية على الأبواب 2020 ، والتي تفرض تكاتف قيادات الحزب إلا أنه مازال الصراع بينهما مستمرا.
مراقبون قالوا أن المرحلة القادمة ربما تشهد تقليل نفوذ واستبعاد عدد من القيادات وإحلالها بشخصيات أكثر حضورا وتأثيرًا في المشهد السياسي.