حادث تلو الآخر لا يفصل بينهم إلا ساعات قليلة، دماء ودموع لا تنتهي في أرجاء المنصور، بين انتحار وقتل وطعن وسقوط من أعلى الكباري، وكأن المحافظة لم ترى النور منذ بداية الأسبوع.
وأنهى شاب حياته في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، إثر قيامه بإلقاء نفسه في مياه النيل بالمنصورة، ويجري حاليا تكثيف الجهود للوقوف على أسباب وملابسات الواقعة.
يبلغ من العمر 20 عامًا
وتكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لكشف ملابسات وظروف الواقعة، والوقوف على أسباب الحادث، فيما يعمل رجال الإنقاذ النهري على انتشال الضحية من المياه.

وقال عدد من الأهالي، إن الشاب يبلغ من العمر 20 عامًا، وألقى نفسه من أعلى كوبري القطار بالمنصورة.
وتعتبر الواقعة هي الثانية في المنصورة خلال الـ 48 ساعة الماضية.
واقعة انتحار شاب في المنصورة
والثلاثاء الماضي، باشرت النيابة العامة، التحقيقات في واقعة وفاة شخص سقط من أعلى كوبري جامعة المنصورة.
وذكرت النيابة العامة في بيان الثلاثاء، أنها تلقت إخطارًا من الشرطة في الساعات الأولى من الصباح بوفاة شابٍّ على إثر سقوطه حال قيادته سيارة من أعلى كوبري الجامعة بمركز طلخا.

وتزامن ذلك مع ما رصدته وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام من أخبار متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي حول الواقعة، منها عبارات منسوبة للمتوفى تضمنت رغبته في التخلص من حياته، فتولت النيابة العامة التحقيقات.
واستهلتها بالانتقال لمحل الواقعة لمعاينته ومعاينة السيارة ومناظرة جثمان المتوفى، كما استمعت لأقوال أربعة من ذويه وأحد معارفه.
مرور المنتحر بضائقة نفسية
وخلصت النيابة العامة من مجمل الإجراءات التي اتخذتها إلى مرور المتوفى بضائقة نفسية على إثرِ خلافات عائلية هي سبب انتحاره.
وانتدبت أحدَ الأطباء الشرعيين لإجراء الصفة التشريحية على جثمانه لبيان ما به من إصابات وتحديد سبب الوفاة، وكلفت ذوي المتوفى بتقديم هاتفه لفحص محتواه، وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات.
نيرة طعنت أمام جامعة المنصورة
ونعى طلاب جامعة المنصورة زميلتهم نيرة، وسط أجواء من الحزن الشديد على وفاتها، وذلك بعد أن بكى الشعب المصري على فيديوهات وصور الحادث الأليم الذي وقع على أسوار الجامعة.
وكان اللواء مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ من امن إدارة جامعة المنصورة بقيام طالب بطعن زميلته بسكين بالرقبة.
وعلى الفور، انتقل ضباط مباحث قسم أول المنصورة، إلى مكان البلاغ وبالفحص وسؤال شهود العيان أكدوا أنه أثناء وصول اتوبيس قادم من مدينة المحلة وعقب نزول الطلاب للدخول وأداء امتحانات نهاية العام، قام أحد الطلاب بإشهار سلاح أبيض سكين، وقام بتوجيه طعنات نافذة لزميلته بالرقبة، وسقطت على الأرض مغشيا عليه، غارقة فى دمائها، وقام عدد من المتواجدين أمام بوابة الجامعة بالإمساك بالطلاب وضبط السلاح المستخدم بالحادث.
وكشفت التحريات الأولية أن الطالب يدعى م ع م بالفرقة الثالثة بكلية الآداب بجامعة المنصورة، والمجنى عليها تدعى ن أ أ ، بكلية الآداب ، وتم نقل الطالبة إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة ، كما تم نقل الطالب إلى مستشفى الطوارئ لوجود إصابات نتيجة تعدى عدد من الأهالى عليه أثناء ضبطه.
دعم الدولة للمرضى النفسيين
وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.
كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
الأزهر يحذر من الانتحار
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، نشر منشورا خاصًا عن الانتحار ومن يقدمون على إنهاء حياتهم ظنًا منهم بأنه الراحة الأبدية من مشاكلهم.
وقال الأزهر، إن طلب الراحة في الانتحار وهم، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج.
كما أشار إلى أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أَولى وأعلى مقاصده حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك.
وقد جاء الإسلام بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها، لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته، ولكن الحق على خلاف ذلك، لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر.
وأنهى بأن المؤمن يعلم أن الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار الخلود والمستقر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية، لا نهايته.