إذا كانت نانسي بيلوسي مهتمة حقا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فعليها زيارة أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا بدلا من تايوان…. تلك كانت كلمات متحدث الخارجية الصينية، وبالنسبة للدول العربية، هذا الخطاب الذي تتبناه الصين وروسيا من قبل يعبر عن فرصة حقيقية…تمثلها الأوضاع السياسية المعقدة وبروز قوى جديدة منافسة… فرصة لدول المنطقة للتعبير عن نفسها بحرية واختيار ما يمثل مصالحها من أي من الأطراف، أو حتى ولادة مشروع خاص بالمنطقة
الفرصة عبر عنها اجتماع الرياض بين دول عربية وبايدن… الوضع ليس كما كان، قالها وزير خارجية السعودية صراحة، المنطقة تغيرت “ونضجت” ونحن نفعل ما يتماشى مع مصالحنا
بشكل تدريجي غيرت روسيا معادلات كانت تبدو محسومة، في سوريا وليبيا، وغيرها وبشكل تدريجي تنمو قوة الصين على الساحة.
الصراعات امتدت بالطبع إلى إسرائيل، بقايا الاستعمار الغربي في المنطقة، وابن واشنطن المدلل، فإلى جانب بروز رواية مخالفة للرواية الغربية، بلغت حد رفع نجوم من هوليوود أصواتهم منددين بأفعال إسرائيل.. الوضع العسكري والحسابات الجيوسياسية تتغير في العالم وتنعكس على المنطقة
ورغم حرص تل أبيب على التزام حياد حذر، لم تسلم من مواجهات مباشرة مع روسيا، ليس آخرها أزمة مجمع كنائس ألكسندر نيفسكي في القدس، وأزمة الوكالة اليهودية في موسكو، انتهاء بتسريبات نقلها إعلام إسرائيلي بأن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج اتهم بوتين بمساعدة منظمات فلسطينية
ترامب فهم ذلك مبكرا، وحاول دمج الدولة العبرية في المنطقة، من خلال اتفاقات أبراهام، لكن تلك الاتفاقات لم تنال الدعم الشعبي المنشود، وقد تكون مهددة حال اضطرار كل من إسرائيل والعرب الوقوف في صف أحد الأقطاب المتصارعة، والفرق بين استقبال السعودية لبوتين وبايدن دليلا… ورغم ما يمثله حل الدولتين في إسرائيل من خطر على وجودها، خاصة مع النمو الديمغرافي لصالح الفلسطينيين، قد تتجه اليه قريبا، مضطرة.