قراءة تاريخية حول الفيلم الذي أنعش البكاء في دور العرض.. يكتبها شريف الوكيل
فى فيلم {سجى الليل} الذى أخرجه (بركات) سنة ١٩٤٨
تحددت أبعاد الفنان (عماد حمدى) والتى سيظهر بها علينا فى معظم أفلامه القادمة، ففى فيلم اليوم {سجى الليل} يعمل طبيبا فى إحدى المستشفيات، “ويعد الطب من أكثر المهن أنتشارا فى السينما المصرية”، نجده يحب فتاةرقيقة (ليلى فوزى) وتبادله نفس المشاعر، ويبدأن فى بناء عش الزوجية معا ولكن الطبيب المحب لعمله بإخلاص شديد يصاب بمرض السل، الذى ينتقل له من احد مرضاه، ولأن الطبيب (عماد حمدى) يشفق على حبيبته من الآلام النفسية التى ستعانيها اذا ماعرفت بمرضه، فإنه بدافع الرحمة والتضحية يعلمها بأنه يحب فتاة أخرى، ثم يدفع بصديقه (كمال الشناوي)أن يتزوج من حبيبته، فمنتهى أمله أن يرى من أحبها وخفق لها قلبه سعيدة، وبالفعل يقوم صديقه بتنفيذ ماطلب منه، ولكن يوم زفافهما تعرف الحبيبة القصة كاملة، فتسرع إلى المستشفى حيث حبيبها المريض يعانى سكرات الموت، وسرعان مايفارق الحياة بين يديها .
الفيلم يفيض بالدراما والحزن تنسال لها دموع المتفرجين فكان ذلك النجاح الكبير له، ويبدو فى هذا الزمن كان النجاح يرتبط طرديا بالدموع، مما يذكرنا على الفور بالدموع المسفوحة لفيلم {غادة الكاميليا} فقد كان له نصيب الأسد من دموع المتفرجين .
لقد استطاع المخرج {بركات} والفنان{عماد حمدى} فى “سجى الليل” أن يجعل قطاع ضخم من الجمهور يتذوق الكلاسيكيات الأدبية العظيمة من خلال كتابات (المنفلوطى) ومسرحيات{ يوسف وهبى} ، ويبدو أن صناع السينما فهموا ماتحبه الجماهير ومايساعد على إستمرار نجاح بطلهم بأن يجعلوه يدور فى متاهة الحب والقدر المصاحب للتضحية والألم، ففى أعوام قليلة كان عماد حمدى فتى الشاشة الأول ومعشوق الجمهور الذى وجد فيه إنسان يتحلى بصفات متميزة، فقد إستطاع أن يعبر بشكل ما عن المثل العليا السائدة خلال الخمسينات والستينات .
ويبدو أن عماد حمدى قد أحب هذا الخط فسار على نهجه فى معظم أفلامه فأصبح ملازما لها وإلتصقت هى به، فنجده يعيش مثل معظم الرومانسيين معزولا عن الحياة، صاحب نفس عزيزة تتسم بسمو الروح وطهارة القلب لايعرف الكره، مما جعل صناع السينما المصرية دائما ما ينهون معظم أفلام عماد حمدى بنهاية مفجعة فنجحت أفلامه.
ليلى فوزي بنت تاجر القماش التي تصدرت غلاف أشهر المجلات الأمريكية كأجمل حسناوات عصرها