ندد مراقبون للانتخابات العمالية التي تجري في مصر الآن بما حدث في انتخابات اللجنة النقابية للعاملين بشركة “ابسكو” للبترول، والانحرافات الكارثية التي شابت محاضر الفرز وعملية التصويت فيها، بهدف تصفية أسماء بعينها والحيلولة دون نجاحهم، ترتيبًا لما قالوا أنها جريمة محكمة الهدف منها العبث بالعملية الانتخابية النهائية في النقابة العامة للبترول، خاصة بعدما ترددت أنباء عن أسماء بارزة ستعلن عن نفسها في اللحظات الأخيرة لخوض غمار المنافسة مع محمد جبران على رئاسة النقابة العامة للبترول.
فعندما انتهت الانتخابات في جولتها الاولي باللجنة النقابية لـ”ابسكو” بشّرت النتائج بنجاح محمد سمير عن منطقة الصحراء الغربية، ومحمود ابراهيم.. أيضًا عن منطقة الصحراء الغربية، ويوسف عبدالمحسن عن منطقة البحر الأحمر، ومحمد قدري عثمان أيضًا عن منطقة البحر الأحمر، ومحمود أبو سريع كذلك عن منطقة البحر الأحمر، وفاطمة زهران وهي محل جدال عن تشابه اسمها مع اسم فاطمة زهراء نجحت في الإعادة بينما سقطت هي، وبالطبع محمد الهادي عن رئاسة لجنة “ابسكو”.. وهؤلاء لا يميلون إذا ما اعلن فوزهم إلى التصويت لمحمد جبران في الانتخابات النهائية على رئاسة اللجنة العامة للعاملين بقطاع البترول، الأمر الذي ترتب عليه حدوث هرج ومرج انتهى إلى تقطيع محاضر الفرز في بعض اللجان.
وبصيغة من يقتلون القتيل ويمشون في جنازته، كان أهم من اعترضوا على هذا الهرج والمرج هم من قاموا به فعلًا، فكان أن أصدر المستشار الجليل رئيس اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات النقابية العمالية بمحافظة القاهرة، قرارًا بإعادة الانتخاب في اللجنة النقابية بالشركة المصرية للخدمات البترولية (أبسكو)، والذي تحدد له يوم الأحد الماضي 29 مايو 2022، وبعد الترتيبات التي اُعد من أجلها هذا الهرج والمرج بتقطيع بعض محاضر الفرز، انتهت النتيجة في جولة الأعادة إلى فوز أنصار محمد جبران.
لغط شديد في القطاع عن دور ضياء مندور في انتخابات “ابسكو” مع ترشح زوجته في اللجنة النقابية لشركة بترول “بلاعيم”
إلى ما سبق من رؤية يروّج لها خصوم محمد جبران في الوسط النقابي للعاملين بقطاع البترول، تحدثت مصادر لجريدة البلاغ عن انحرافات عنيفة شهدتها اللجنة النقابية للعاملين بشركة “ابسكو” منها وجود تعارض مصالح لدور ضياء مندور مدير عام تكنولوجيا المعلومات بشركة “بتروبل” في كونه مشرفًا على انتخابات “ابسكو” بقرار من وزير القوى العاملة محمد سعفان، في الوقت الذي تخوض فيه زوجته – زوجة مندور- السيدة دعاء مصطفى المتولي الانتخابات للمنافسة على عضويّة اللجنة النقابية لشركة بترول بلاعيم، والتي فازت فيها بالفعل.
تقول المصادر، أنه ما كان يصح أن يشرف -مندور- على عملية انتخابية في “ابيسكو” وزوجته تخوض الانتخابات في “بلاعيم” إذ أنها بذلك تُصبح مؤهلة للمنافسة على عضوية المكتب التنفيذي في النقابة العامة، والتي تقول المصادر أنها راغبة فيها بالفعل، مع ما في ذلك من تربيطات محتملة لمبدأ “شيّلني واشيلك” الذي يمكن أن يشوب أو شاب العملية الانتخابية.. بما يضرب نزاهتها في مقتل.
بلاغ لرئيس الجمهورية.. غليان في قطاع البترول بسبب مذبحة الانتخابات العمالية
في الإطار أعلاه فإن وزير القوى العاملة محمد سعفان الصديق الصدوق لمحمد جبران والذي تقول المصادر أنه يقاتل لفوزه برئاسة نقابة البترول بحكم علاقة زمالة سابقة بينهما عندما كان "سعفان" رئيسًا لتلك النقابة، وجبران أمينها العام، في الفترة التي شهدت ادخال "سعفان" الغش والتدليس على أجهزة الدولة في واقعة سيارة الـ"تويوتا" التي خصصتها له شركة "انبي" ودمرها نجل سعفان في حادث على طريق العين السخنة.
بينما تقول مصادر أخرى أن مفاجأة "سعفان" ستكون في عايدة محيي الدين عضو اللجنة النقابية لشركة "جاسكو" التي يجهزها وزير القوى العاملة في اللحظات الأخيرة لتنافس محمد جبران على رئاسة النقابة العامة للبترول، في إطار الدور المتصاعد لرغبة الدولة في دعم تولي المرأة المناصب القيادية والنقابية.
خاصة وأن عايدة محيي الدين لم يُسمع منها أنها تحدثت ولو لمرة عن تعيين "سعفان" لنجله بشركة "جاسكو" الشركة التي تعمل فيها "عايدة" في الوقت الذي لم يكن فيه تعيينات بالقطاع، وهو التعيين الذي شمل أيضًا تعيين نجلة محمد جبران في نفس الشركة، الأمر الذي يفسر أسباب التكالب على انتخابات النقابة العامة للبترول، فمنها وبها استطاع وزير القوى العاملة الحالي محمد سعفان وقت أن كان رئيسًا لنقابة البترول هو و محمد جبران وقت أن كان أيضًا الأمين العام، الولوج بوظائف لنجليهما في شركة "جاسكو" للبترول.
البلاغ تنشر وقائع أبشع عملية تدليس وإهدار للمال العام في نقابة البترول
إلى ذلك يكتنف الغموض موقف هيثم الشحات في إعلان منافسته محمد جبران على رئاسة النقابة العامة، في وقت يتم الحديث فيه عن وعود بالجملة من حملة محمد جبران للعشرات بعضوية المكتب التنفيذي للنقابة العامة للبترول.