قبل 4 أيام بالتمام والكمال من الآن وبعد 13 يومًا من الإفراج عنه ضمن عفو رئاسي شمل 3157 سجينًا، أعاد القضاء محسن السكري قاتل الفنانة سوزان تميم من جديد إلى السجن في القضية المتهم فيها بغسل أموال قيمتها مليون و990 ألف دولار، وهو اتهام كان موازيًا لقضية القتل التي نفذها في العام 2008 لصالح رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى في مدينة دبي بدولة الإمارات.
كانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت يوم الخميس الماضي، إحالة قضية إعادة محاكمة محسن السكري في اتهامه بغسل أموال إلى المحكمة الاقتصادية “بحالتها” بعد القبض مجددًا على السكري واحالته محبوسًا إلى محكمة التجمع الخامس.
إلى ما سبق يحاول هشام طلعت مصطفى غسل صورته بحجب أي كلام عن هذه القضية سواء بدفنه في غياهب محرك البحث جوجل عبر نشر أخبار جديدة إيجابية عنه بشكل ضخم ومتكرر كل صباح، أو برفع هذه الروابط الإليكترونية التي تناولت تلك القضية بقدر الإمكان من المواقع التي نشرتها.
جاءت عملية إعادة القبض على محسن السكري من جديد في قضية غسيل الأموال التي جناها جراء ارتكابه هذه الجريمة الشنعاء لتعيد توهج اسم هشام طلعت مصطفي من جديد في الأخبار، ليس بسبب هجومه الشديد على من انتقدوا طريقته في الترويج لمشروعاته السكنية، ولكن لأن قضية غسيل الأموال هذه ستعيد من جديد الحديث عن دوره الأسود في عملية القتل بدم بارد لامرأة كانت في يوم من الأيام رفيقته.
المثير في هذه القضية ليس ما سبق ذكره، بل ما هو آت، إذ أن الزميل هاني يونس المستشار الإعلامي لوزير الإسكان والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، والذي يُعد من صميم عمله حماية رئيس الوزراء كما حماية وزير الإسكان من الانزلاق في نشاطات تؤثر على صورة الحكومة لدى الرأي العام، لم يشر على وزير الإسكان في اليوم التالي لعملية اعادة القبض على محسن السكري، بتأجيل أو إلغاء زيارته يوم الجمعة الماضية إلى هشام طلعت مصطفى شريك السكري في الجريمة الشهيرة، خاصة وأن إعادة حبس محسن السكري في قضية غسيل الأموال ستعيد الحديث مجددًا عن هشام طلعت مصطفي ودوره في عملية قتل سوزان تميم بدم بارد في دبي.
لم يشر هاني يونس على الوزير إلى أن ظهوره مع هشام في هذا التوقيت سيؤثر على الصورة الذهنية له لدى الرأي العام وبالتبعية على الصورة الذهنية للحكومة التي يعمل هاني يونس أيضَا مستشارًا إعلاميًا لرئيسها..!
ليبقى السؤال.. ما الذي دفع هاني يونس إلى عدم القيام بدوره الذي تفرضه عليه مهامه الوظيفية بصفته مستشارًا إعلاميًا للوزير؟!
إلى ما سبق وفي إطاره يدفع هشام طلعت مصطفى ملايين الجنيهات كل شهر فقط لتحسين صورته في الأخبار، وقد جاءت زيارة وزير الإسكان ومرافقته لهشام طلعت في جولة ميدانية بمشروع مدينتي لتغطي بشكل شبه كامل على أي حديث عن إعادة القبض على شريكة محسن السكري في قضية القتل الشهيرة، إذ أفردت الفضائيات والمواقع الإخبارية والصحف في مصر فقرات مطولة عن زيارة وزير الإسكان إلى مشروع مدينتي وهي الزيارة التي سيطرت على أكثر من 9 صفحات متوالية في محرك البحث جوجل فغابت بالتبعية أخبار إعادة القبض على شريكه محسن السكري في قتل سوزان تميم من صدارة صفحات محرك البحث وبالتالي تحقق لهشام ما أراد.
يرجع الفضل في ذلك كله لزيارة وزير الإسكان، وعدم قيام هاني يونس بواجبات وظيفته التي كان يجب عليه فيها توجيه الوزير بإلغاء أو تأجيل الزيارة لحين يقول القضاء كلمته في القضية الجديدة.. فلماذا لم يفعل المستشار الاعلامي للوزير..؟!!