محمد سعد خطاب ينفرد بتفاصيل لم تنشر عن الإعلامي الذي هرب بأموال السعودية مصر إلى بيروت
كنا نظن أن بطونهم قد امتلأت مما جنوه من أموال في مصر، ثم اكتشفنا أنهم اكتنازهم المال أصبح شهوتهم الدائمة والمستمرة، شهوتهم التي لا تهدأ بفعل الزمن، بل على العكس.. وصلت عندهم حد الشبق، فلما اكتنزوا الملايين، أخذهم الشبق إلى عشرات الملايين، وهكذا من العشرات إلى المئات، حتى تخطى البعض منهم حاجز المليار، وأيضا لم يشبعوا.
هرب خارج مصر من أحكام نهائية بالسجن لكنه يكتب في صحف القاهرة مهددًا منها رجال الساسة الكبار في لبنان
لم تشبعهم الثروة التي جنوها من مصر، فراحوا يضاعفونها في بلاد أخرى ساعدهم على ذلك نجاحهم في الهرب من مصر بكل ما حصدوه من مئات الملايين عبر جرائمهم بحق المال العام والخاص، وتحت مظلة ورعاية وحماية من دوائر النفوذ.
هذه الثعالب اليقظة على الدوام للنهب المنظم لم تتراجع عن هوايتها، رغم الكثير مما امتصته من دماء مصر، فسارعت إلى اتخاذ دولة مجاورة قاعدة انطلاق جديدة للتربح وإدارة محافظ الأموال العابرة للقارات بلا حساب.
أديب يقبض في بيروت ويكتب في القاهرة
عماد الدين أديب شاحنة الأموال المتنقلة، تستعصي على التوقف، كما تستعصي على يد العدالة المرتعشة في مصر، فقد نجح في الهرب إلى لبنان، بعد إدانته في قضايا الاستيلاء على المال العام من مؤسسة الأهرام، وتوقيعه شيكات بدون رصيد وفاء لمديونياته للمؤسسة، بلغت 19 مليون جنيه.
لم تسمح ذمة الكاتب الصحفي “الوطني” المقرب من كل الدوائر في مصر وعلى رأسها رئاسة الجمهورية في عهد النظام السابق، أن يسدد منها جنيها واحدا إلى الأهرام.
ولأن الأموال والحسابات البنكية والأرصدة المتضخمة هى رأس أولويات أمثال أديب وشركاه في استنزاف الوطن، لم يعبأ كثيرا بصدور حكم ضده بالسجن لمدة عام في القضية التي رفعتها ضده الأهرام لاسترداد أموالها عن معاملات مالية سابقة خاصة بطباعة صحيفته “نهضة مصر” و”العالم اليوم” في السنوات العشر ما قبل سقوط مبارك، بينما تنبهت نقابة الصحفيين – بعد طول صمت- لجرائم أديب قبل أيام وقررت شطب عضويته، نظرا لما ارتكبه من مخالفات بحق الصحفيين العاملين في صحفه من فصل وتشريد وحرمان من حقوقهم رغم ما كان يجنيه من ورائهم.
أديب الهارب في لبنان نقل نشاطاته إلى رعاة آخرين، وهم آل رفيق الحريري، بعد تكوينه شبكة علاقات لحساب حزب المستقبل عبر صديقه عوني الكعكي نقيب الصحفيين اللبنانيين وصاحب صحيفة الشروق ومجلة نادين الفنية، والطريف أنه أخذ يغمس أصابعه في الفتنة المستعرة في لبنان حاليا بين فرق وأحزاب سياسية على خلفية الثورة الشعبية العارمة هناك بسبب سوء الأوضاع والفساد، لينال نصيبه – كما تعود- كواحد من أثرياء وتجار المواقف السياسية التي غالبًا ما تبدو متناقضة الأهداف إلا من هدف واحد يجمعها جميعها ألا وهو هدف الكسب والتربح.
الغريب أن عماد أديب لا يزال يستغل منبرا مصريا مملوكا للدولة المصرية وهو الهارب من تنفيذ حكم قضائي بها حيث يكتب بصفة يومية مقالات في صحيفة مصرية واسعة الانتشار، تحتشد بكثير من الرسائل المفخخة في معركته الجديدة على الصعيد اللبناني.. وآخرها مقالًا كتبه قبل يومين بعنوان “وعند سقوط الدولة يُفتقد رفيق الحريرى!” متغزلا في رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، فكتب يقول: ” اليوم عيد الحب، وبالنسبة لى هو ذكرى يوم صعب، لأنه ذكرى استشهاد دولة الرئيس رفيق الحريرى، أحد أهم الساسة الذين عرفتهم فى حياتى”.
ويذهب أديب إلى وضع آل الحريري فوق لبنان وأكبر أهمية من بلد الكرامة كما سبق وغنت فيروز، إذ يقول “كان من الممكن أن يعتمد على ملياراته ويستمتع بها، دون أن يشغل باله بأمرين؛ الأول: المشروعات الإنسانية، الثاني: إنقاذ لبنان من نفسه! ..كان أبو الفقراء والمساكين والأرامل والعجزة والأيتام”.. ثم يمضي ليلعب بورقة الفتنة بقوله: “قتلوا «الحريرى» لأنه كان غريباً عنهم، ليس مثلهم، فوق الطائفة، فوق السلطة، فوق المذهبية، ليس بحاجة إلى مال الدولة”.
واستطرد يقول: “قتلوا «الحريرى» بأكبر قدر من المتفجرات حتى ينسفوا مشروع الإنجاز والبناء والإصلاح والاعتدال العابر للطوائف والأحزاب والمناطق.. قتلوا الرجل لأنه كلاعب أصبح أكبر من اللعبة…قتلوا «الحريرى» لأن قوته تعدت حدود لبنان”.
وتظهر نوايا أديب الخفية وراء مقالته المدفوعة الأجر صراحة بإلقاء اتهام خطير إذ يقول: ” دفع «الحريرى» للجميع، وأكرر الجميع، إلى الحد أنه ذات يوم قام بضمان سداد مبلغ 500 مليون دولار كانت ديناً متأخراً على لبنان عبر ضمان شخصى مع صديقه مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا”.
هل نجح عبد الرحمن بن مساعد في منعه من دخول السعودية؟