تمردت عناصر من جهاز المخابرات السوداني، بالعاصمة الخرطوم، وتدخلت قوات الجيش للسيطرة على الأوضاع، وسط صدور بيانات مقتضبة للتوضيح تعكس مدى تعتيم السلطات على مجريات الأحداث.
وأطلقت قوة من هيئة العمليات- الذراع المسلحة لجهاز الأمن والمخابرات في السودان- اليوم الثلاثاء، أعيرة نارية احتجاجا على ضعف مستحقات إنهاء الخدمة للمنتسبين إليها، فيما أغلق آخرون الطرق الرئيسية في الجانب الشرقي لمطار الخرطوم الدولي، وقال أحد عناصر هيئة العمليات إن هدفهم هو إسماع صوتهم للحكومة بغرض تسوية مستحقاتهم المالية.
وأفادت مصادر أن هيئة العمليات التي تتألف من 12 ألف فرد رفضت تسوية مستحقات أفرادها لإنهاء خدماتهم واصفة إياها بالضعيفة.
وسمعت أصوات إطلاق الرصاص في مبان الجهاز كافوري بضاحية الخرطوم بحري والرياض بالخرطوم، فيما قال شهود عيان إن بعض شوارع الخرطوم تم إغلاقها بالكامل، ما أربك حركة السير والمرور فيها.
وأصدر تجمع المهنيين السودانيين بيانا جاء فيه: هُلع سكان أحياء كافوري، الرياض، حي المطار وعدد من الأحياء بالخرطوم بأصوات ذخيرة حية من مباني جهاز الأمن والمخابرات العامة وما زالت أصوات الرصاص متواصلة مع قفل للشوارع المؤدية إلى تلك المناطق.
من جهتها وصفت القوات المسلحة السودانية تمرد مجموعة من عناصر جهاز المخابرات في البلاد احتجاجا على ضعف استحقاقاتهم المالية بالفوضى التي تتطلب تحركا حاسما فوريا.
وشدد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد الركن عامر محمد الحسن، في تصريح أدلى به الثلاثاء، على رفض السلوك المشين الذي قامت به قوى تابعة لجهاز المخابرات العامة اليوم، بعد احتجاجها على ضعف استحقاقاتها المالية، ووصف عامر ما تم بالفوضى التي تتطلب الحسم الفوري، وكشف عن تحرك اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم لحسم الفوضى، مشيرا إلى أن كل الخيارات مفتوحة للسيطرة على تلك التفلتات.
وأصدر جهاز المخابرات بيانا للتعليق على الأمر قال فيه: جاري تقييم الوضع بعد اعتراض عدد من منسوبي هيئة العمليات على إجراءات الهيكلة وفقا لمتطلبات الأمن القومي للبلاد، وأن مجموعة من منسوبي هيئة العمليات اعترضت على إجراءات هيكلة الجهاز وقيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة.