دارفور، السودان – البلاغ
في ظل الاشتباكات المتواصلة وانقطاع خدمات الاتصال في إقليم دارفور الواقع في غرب السودان، أصبحت الرسائل المكتوبة باليد وسيلة التواصل الوحيدة للسكان المحاصرين هناك. حيث تعيش هذه المنطقة، التي يبلغ إجمالي سكانها 48 مليون نسمة، تحت وطأة القصف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
سائقو حافلات النقل المشترك أصبحوا بمثابة سُفراء الأمل، حيث يقومون بنقل هذه الرسائل الثمينة من شخص لآخر. ويصبح تبادل المعلومات عن أحوال الأهل والأصدقاء أمرًا أكثر صعوبة في هذا الإقليم الذي شهد حربًا أهلية دامية قبل عقدين من الزمن.
وشهدت مدينة نيالا، ثاني أكبر مدن السودان من حيث عدد السكان بعد الخرطوم، هجرة جماعية خلال الشهر الماضي حيث فر أكثر من 50 ألف شخص من المدينة وفقًا للأمم المتحدة. هذا النزوح المكثف أدى أيضًا إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وتعطل شبكات الكهرباء والمياه، ما أسهم في تفاقم الأزمة في مدينة كان يعتمد ربع سكانها بشكل كبير على المساعدات الإنسانية.
على صعيد آخر، يشهد مكتب السفر الذي يمتلكه سليمان مفضل في الضعين، توافد عدد كبير من الأسر التي تتطلع إلى الحصول على أي أخبار عن أحبائهم الذين لم يتمكنوا من الخروج من نيالا. هذا التواصل المحدود يظل مصدرًا للأمل والانسجام في وسط الصراع الحالي.