الخضرة والماء والهواء النقي هذا هو الوصف الدقيق لمدينة الهدوء والجمال “دهب” ، وأنت مسافر للمدينة الذهبية كما يقول عنها الزائرون، تسير بين الجبال والوديان، تصحبك النسمات الرقيقة، يلفح نسيم الجنان وجهك فتغدو أسيرًا للمدينة الخلابة، أماكن كثيرة يرتادها الزائرون في دهب، لمحبي تسلق الجبال والمغامرات تجد محمية رأس محمد ومن بعدها محمية أبو جالوم ثم تبدأ مشارف المدينة بالفنادق والمنتجعات والقرى السياحية، فالدراجات هى الوسيلة الأكثر استخداما في الانتقالات داخل المدينة، والجمال والخيول في المناطق الجبلية.
أما أبرز المناطق التي يجب زيارتها والاستمتاع بها خاصة في فترة الليل هى الممشى السياحي والمسبط، أما نهارًا فيجب زيارة “البلو هول” وهي أعمق حفرة ممتلئة بالماء لهواة الغطس وأيضا “الثري بولز” وهي محمية طبيعية تحتوي على المياه الكبريتية لمن يعانوا من الأمراض الجلدية.
“البلاغ” زارت دهب وتحدثت مع أهلها وعدد من العاملين بها، لتكشف عن قرب أوضاع السياحة في مصر من أقرب منطقة سياحية لشمال سيناء، موقع الأحداث الإرهابية المتكررة الفترة الأخيرة..
محمد حمدان من بدو سيناء وبالأخص مدينة الطور، قال للبلاغ: “أنا صاحب كافتيريا مطلة على البحر مباشرة وخصوصا منطقة ” الثري بولز” وهي أشهر المحميات الطبيعية المائية في جنوب سيناء، وفي فصل الصيف تزدهر السياحة هنا لأنها منطقة ساحلية وفي تقييمي أن السياحة تتعافى بشكل كبير”.
الطليان والمصريون يجتاحون دهب
وعن الجنسيات الموجودة ذكر حمدان أن الجنسية الإيطالية والمصرية هما الأكثر انتشارا في الوقت الحالي، أما عن الأسعار فهي مرتفعة في كل مكان وبالطبع أثرت على أسعار السياحة، مؤكدًا أنهم يلجئون إلى رفع أسعار المشروبات لتغطية إيجار الكافتريا ورواتب العمال، أما عن الأحداث في شمال سيناء والعمليات الإرهابية فهي لم تؤثر على الوضع في هذه المنطقة كثيرًا، وحسب قوله فإن السياح الأجانب والمحليين يترددون على “دهب” دون خوف.
أرخص الأماكن السياحية في مصر
أما عمر بسيوني –مرشد سياحي، فأكد أن السياحة تعافت بشكل كبير بوجود الجنسيات الألمانية والأسبانية والأوكرانية، كما أن السياح الروس بدؤوا في التوافد تباعًا مرة أخرى، وعن الأسعار قال إن أسعار المدن السياحية غالبا ما تكون مرتفعة لأن الإيجار كبير ورغم ذلك فإن دهب من أرخص الأماكن السياحية في مصر فسعر “اللايف جاكيت” 30 جنيه إيجار اليوم كامل، ونظارة الغطس 30 جنيه لليوم كامل، مكملا: “دهب من أفضل 10 أماكن في العالم لرياضة الغوص ولدينا مدربين يتقاضوا 50 جنيه فقط في الساعة أما عن أدوات الغوص من أنبوبة أكسجين وبدلة ونظارة لا تتكلف أكثر من 400 جنيه.
صلاح السيد ،رجل أربعيني من الشرقية، ترك بلدته ليعمل في دهب بحثا عن الرزق منذ 15 عاما، شرح لنا: “أعمل صاحب مقهى مطل على “الثري بولز” وهى ثلاث حمامات سباحة ممتلئة بالمياه الكبريتية التي تشفى أي أمراض جلدية ويأتي إليها الناس من كل أنحاء العالم للاستشفاء ولرؤية الشعب المجانية الموجودة بغزارة في المياه والأسماك الملونة”.
أما عن الزوار فهم من أوكرانيا وأسبانيا وأكثر الجنسيات الموجودة حاليا هم المصريين والإيطاليين وأيضا يتواجد الإسرائيليين، نظرا لقربهم الشديد من دهب على بُعد بضعة كيلومترات، أما عن الأسعار فهي متناسبة ولا تزيد عن أسعار القاهرة والإسكندرية.
وعن الأماكن التي يجب أن تزورها حينما تذهب إلى دهب، فيجب أن تزور محمية لاجونا، والثري بولز، ووادي جني، والبلو هول وهو أجمل مكان في العالم في رياضة الغوص وأفضل الأماكن لاختبارات وتدريبات الغوص، بالإضافة إلى رأس أبو جالوم.
أرخص من القاهرة
أحمد محمد صاحب بازار ومتجر للملابس البدوية وأدوات الزينة الفرعونية بالممشى السياحي، أضاف: “نعمل هنا منذ 20 عاما وكل البضاعة صناعات يدوية مصرية أو تايلاندية فالأسعار هنا أرخص من القاهرة، ومن يروج لغلاء الأسعار هنا كاذب، فيمكن بألف جنيه فقط أن تعيش في دهب 4 أيام كاملة”.

وذكر محمد أنهم يعملون حاليا على الزبون المصري والعربي كما أن الإسرائيليين منتشرين بكثرة، نظرا لقرب تل أبيب من مدينة دهب.
سالمة أم محمد –ستينية من منطقة بئر العبد بشمال سيناء-، حدثتنا بالزى البدوي، بوجه بشوش مبتسم، وجدناها تجلس في بداية الكوبري الخشبي في الممشى السياحي بأهم شوارع المدينة، قالت: “أعمل في صناعة المشغولات اليدوية منذ 22 عاما وتعلمت هذه الصناعة من والدتي وأقوم ببيعها في شرم الشيخ منذ 22 عاما وهذه الصناعة قمت بتربية أولادي وأسست منزل وقمت برحلة حج منه وأعيش من خلال أرباحه منذ أعوام طويلة وبحمد الله لي زبائن مصريين وأجانب يداومون على الشراء مني، فزبائني معظمهم في الممشى السياحي ويعرفون مكان تواجدي ويتركون البازارات ليشتروا منى مباشرة”.

وشرحت “سالمة” أن زبائنها يطلبون خصيصًا مشغولاتها في مناسباتهم الخاصة، مضيفة: “أحيكها وأسافر إليهم لتوصيل المشغولات، كما أن لي شهرة في المعارض الخاصة بالمشغولات اليدوية وفي شرم ودهب ونويبع سواء مع الأفراد أو البازارات، والأسعار تبدأ من 50 وحتى 400 جنيه، فمعظم زبائني من الأجانب يحبون المشغولات البدوية خاصة التجار من الروس فيشترون مني بالجملة ليبيعوها في روسيا، أما المصريون فيشترون مني دون فصال أو تفاوض في السعر ومعاملتهم جيدة جدا”.