من الطبيعي أن تمتلك دولة قناة فضائية وتعمل على نجاحها ونشرها على مستوى عالمى بعدة لغات وصرف المليارات لضمان الإنتشار الدولى.
لكن ليس من الطبيعي أن تمتلك قناة فضائية كالجزيرة دويلة حتى لو كانت صغيرة كإمارة قطر، حيث طالع المهتمون آراء عدة كون هذه القناة الفضائية تدار بمعرفة رجال مخابرات ليسوا بقطريين ولكن لدولة شديدة الإرتباط بالإمارة، هم من يختارون البرامج ومقدميها ونوعيتها وضيوفها والمحتوى والتوقيت.
ونجحت القناة بامتياز فى إشعال النيران وتأجيج الثورات فى العديد من البلدان العربية تحت غطاء الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التى تفتقدها أصلا قطر على أراضيها وصديقاتها كتركيا وإيران، حيث يقتل المئات من العمال القائمين على بناء ملاعب كرة القدم ونزع الجنسية قسرا من مواطنين قطريين، وقائمة طويلة من الإنتهاكات التى لسنا بصددها الآن.
وفى حقيقة الأمر يمكن تفهم أن تتدخل دولة فى شئون دول أخرى للحصول على مكاسب إما سياسية أو إقتصادية أو حتى أطماع إستعمارية، ولكن التدمير لمجرد التدمير هو أمر غير مفهوم، ويضع علامة إستفهام كبيرة.
وكى ندلل على ماسبق دعونا نستعرض النجاح الساحق الذى حققه مسلسل الإختيار، والذى أبرز رجولة وبطولة وتضحيات رجال القوات المسلحة المصرية، وعلى رأسهم البطل أحمد المنسى، وأشار المسلسل إلى الخونة أمثال هشام العشماوى، فما كان من قناة الجزيرة إلا أن تطوعت فجأة عقب المسلسل وأشارت إلى عشماوي على أنه مناضل ثوري قام بأعمال جليلة من أجل قضية جهادية عادلة، وهذا رد فعل طبيعى لا يتولد إلا لدى أشخاص يؤلمهم منظر المقاتل المصري الذى يضحى بحياته فداء لتراب بلده وأشخاص حاقدون على الجندى المصرى الذى طالما ضرب المثل فى البسالة والشجاعة والبأس، ولقن من يطأ أرض مصر معاديا درسا قاسيا لا يمكن أن ينسى، ويظل راسخا فى الأذهان جيلا بعد جيل يحلم بهذا الجيش من المقاتلين الذى تهتز الأرض تحت أقدامه، ويلقى الخوف والفزع فى قلوب كل الأعداء.
هل علمنا من يدير الجزيرة ؟ إنهم حفنة من الحاقدين تلقوا يوما ما درسا قاسيا على يد هذا الجيش المصرى العظيم.
وبعيدا عن التمويل القسرى وبسخاء، لا تملك قطر ولا أميرها حرفا فى هذه الجزيرة، بل الجزيرة هى المالك الفعلى للدويلة القطرية.