ليس من غريب أن يكون محرك البحث جوجل بالنسبة إلى نرمين شهاب الدين رئيس قطاع التسويق والتنمية المستدامة بالبنك الأهلي، أهم عندها من أجهزة الدولة الرسمية الرقابية وغير الرقابية التي يُفترض لها أنها تعلم بتفاصيل واقعة التزوير العنيفة التي شهدها البنك، واستولت بموجبها “نرمين” على أموال أحد العملاء ونقلتها إلى حسابها، ذلك ربّما أنها تطمئن إلى نافذين أخبروها بأن ما حدث لا يجب أن يقلقها طالما أن القضية بقيت قيد الأدراج ولم تخرج إلى وسائل الإعلام.
نرمين شهاب الدين.. قيادية في البنك الأهلي تستولي على أموال طليقها بتوكيل مزوّر
لذلك فلمّا خرجت جريدة البلاغ عن السيطرة كما هو شعارنا ونشرت تفاصيل القضية وظهرت على محرك البحث جوجل، سعت دوائرإعلامية وتقنية إلى تجميل صورتها بأنه لا يمكن إخفاء ما نشرته “البلاغ” إلا من خلال حزمة أخبار وأعلانات مدفوعة لتجميل صوة “نرمين” في الصحف والمواقع الإخبارية، بحيث تدفع روابط نشر القضية في جريدة البلاغ إلى صفحات متأخرة من محرك البحث، فلا تصل إليها أعين دوائر القرار العليا في البلاد، وعليه فقد انتشرت خلال اليومين الماضيين مجموعة أخبار عن “فلْتَة زمانها” نرمين شهاب الدين التي غيّرت وجه الحياة في مصر باسهاماتها الجبّارة في العمل الخيري بالبلاد، حتى لكأنها ما من غيرها من سيدات مصر البارزات وصلت إلى ما وصلت إليه من عطاء مثل ذلك الذي تقوم به “نرمين”.
نرمين شهاب الدين.. سكرتيرة طارق عامر السابقة تتسبب في ورطة كبيرة للبنك الأهلي
في الاسبوع الماضي وبعد افتضاح قصتها عن قيامها بالإستيلاء على أموال البنك الأهلي في واقعة تزوير توكيل لطليقها قامت من خلاله باستخراج دفتر شيكات على حسابه، ثم ونقلت من ذلك الحساب مبلغًا كبيرًا إلى حسابها، وهي القصة التي شرحت تفاصيلها المحكمة الإقتصادية في حكم نهائي وبات، أدانها وأدان معها رئيس مجلس إدارة البنك، بأن قضى الحكم إلى ثبوت جريمة التزوير، واستخراج دفتر شيكات عن حساب أحد العملاء من غيرعلمه ثم والاستيلاء من ذلك الحساب على مئات الألاف من الجنيهات.
ولمّا لم تقم المواقع الإخبارية كبيرها وصغيرها في مصر بنشر تلك القصة الخبرية الهامّة التي تتعلق بأكبر بنك في البلاد خوفًا على عقودها الإعلانية مع البنك التي تشغل فيه المذنبة منصب رئيس قطاع التسويق والتنمية المستدامة، وهو القطاع الذي يحرر تلك العقود للصحف، كانت أن نشرت جريدتنا -“البلاغ”- تفاصيل القضية، ما جعل محرك البحث جوجل يصعد بقصتها على موقعنا هذا إلى مقدمة سجل البحث عند ذكر اسم نرمين شهاب الدين، لشدّة ما تفاعل موظفو البنك الأهلى في مختلف فروع الجمهورية مع تفاصيل اتهام المرأة الأشهر بينهم باستغلال توكيل مزور في الاستيلاء على أموال طليقها.
نرمين شهاب الدين .. محامي المُدعي يكذّب “البنك الأهلي” والنيابة تحقق في اتهامها بالتزوير
على الفور تفتقت أذهان المنتفعين من البنك الأهلي، ومن بينها للأسف مؤسسات خيرية كبرى مثل مستشفى 57357 التي استخدمت أطفال مرضى في تصوير فيلم دعائي عن “ماما نرمين” باعتبارها راعية العمل الخيري بمناسبة ما قيل أنه عيد ميلادها، في واحدة من أبشع صور الاستغلال للأطفال المرضى، الذين تشغلهم آلامهم فلا يعرفون ولا تشغلهم عنها نرمين أو غيرها.
أو لكأنها”ماما نرمين” تلك.. تصرف من جيبها على المستشفى الكبير وليس البنك الذي يقدّم مثل ذلك الدعم ، إذ لو كان من شكر في ذلك.. لكان للبنك الأهلى نفسه كمؤسسة.. لا لموظفة فيه ادينت قبل ساعات من الفيديو في استغلال توكيل مزور والاستيلاء بموجبه على أموال طليقها.
وهي القضية التي يجب على الدكتورة نيفين رياض القباج وزيرة التضامن أن تفتح تحقيقًا عاجلًا فيها أن يتم استخدام الأطفال المرضى في مستشفى 57357 في تصوير فيديو عن عيد ميلاد إمرأة مذنبة الهدف منه تجميل صورتها بعدما أدانها حكم قضائي ونهائي بات في استيلائها على أموال الغير بأوراق مزورة.
فإن قيل أن تلك التهنئة أو ذلك الفيديو لا علاقة له بتجميل المرأة المذنبة بعد ساعات من صدورالحكم عليها، فلماذ لم نر فيما سبق فيديو مماثل لتهنئة رئيس البنك نفسه بعيد ميلاده، إذا كان ذلك عرفًا في المستشفى..؟!
نرمين شهاب الدين.. ننفردب بنشر تقرير إدانة “الطب الشرعي” لموظفة البنك الأهلي
إلى ذلك نشرت عدة صحف ومواقع إخبارية في البلاد حوارات مطولة مع نرمين شهاب الدين بطلب من المذنبة نفسها الله أعلم، أو تبرعّا من تلك المواقع والصحف ضمن مهمتها في الدعاية، التي تحولت من الدعاية للبنك إلى الدعاية للمرأة الحديدية فيه بحسب وصف موظفين كبار في البنك ضاقوا ذرعًا وضجرا من تصرّفاتها ومما وصلت إليه تلك الموظفة التي ما من إنجاز كبير في سيرتها المهنية إلا أنها كانت لفترة طويلة في السابق مديرة لمكتب طارق عامر محافظ البنك المركزي الآن، وقت رئاسته البنك الأهلى.
قيادات كبرى في البنك الأهلي تربط بين نفوذها في اعتلائها هذا المنصب القيادي الكبير وبين علاقتها التاريخية مع رئيس البنك المركزي وقت أن كانت سكرتيرته لفترة طويلة من الأعوام، الأمر المردود عليه بأن طارق عامر لو كان يدعمها بالفعل إلى الحد الذي ادينت فيه بحكم قضائي ونهائي وبات وما تزال على قوتها وسطوتها ونفوذها في ذلك البنك، لكان قد انتدبها للعمل معه في البنك المركزي منذ اعتلائه ذلك المنصب الكبير قبل سنوات، وهو ما لم يحدث.
وإن كان طارق عامرنفسه مطالبًا الآن باتخاذ إجراء معها ومع البنك الأهلي ورئيسه في تلك القضية التي ضربت سمعة البنك الأكبر في البلاد، لكنّه لم يفعل، أو ربّما في طريقه إلى اتخاذ ذلك الأجراء.
على أن لغزّا كبيرًا تحتاج طلاسمه إلى الفك، منها أنه كيف لرئيس البنك الأهلي وقد تسببت تلك الموظفة في إدانته هو بصفته رئيسًا للبنك في ذلك الحكم من دون أن يحرّك ساكنًا معها؟!
ثم وكيف استمرت في موقعها الذي راحت فيه عدّة صحف ومؤسسات كبرى في البلاد تشدو بحنكتها وحكمتها حتى وصلوا بها عنان السماء، والحقيقة أنها عرّضت بسمعة البنك في تلك الواقعة الشنيعة؟!
وإن كان وصفها بالمرأة الحديدية في البنك يشكل قمة الاستخفاف بقيمة بنك عريق أن تتحول مجرّد خريجة سياحة وفنادق إلى إمرأة حديدية فيه، كل مؤهلاتها أنها كانت مجرّد سكرتيرة لطارق عامر عدة سنوات، والذي انتقلت إلى العمل معه بعدما كانت مجرد موظفة صغيرة في سلسلة فنادق..!
ثم وكيف لبنك يعج بالكفاءات أن يتم هدرها فتعتلي فيه خريجة سياحة وفنادق مسئولية ذلك القطاع الخطير..؟!