تخيل أنك تسير في صحراء قاحلة، لا حياة ولا زرع ولا ماء، بين جبال وتلال الرمال، وإذا بك تجد واحة وسط الصحراء فيها ما يبهر من الأشجار والبحيرات والينابيع.
تلك هي سيوة والتي تبدو كجزيرة في صحراء مصر الغربية، وتضم ما لا يصدق من بساتين وأشجار الزيتون والآلاف من أشجار النخيل وأشجار الفاكهة، بالإضافة إلى البحيرات الواسعة وينابيع المياه الحارة والعديد من الآثار والأطلال المبهرة.
تضم سيوة العديد من الفنادق المتدرجة المستوى، فإذا أردت الفنادق الفخمة فلديك فندق “أدرار أملال” وهو منتجع رائع وراقي، أما إذا أردت مكان جيد ومتوسط فعليك بفندق “كيلاني” والذي يقع في منطقة ميدان السوق.
في سيوة ولكي تستمتع بجو المكان عليك بإحدى الوسيلتين: الدراجات الهوائية، وهي أفضل طريقة تجوب بها جميع مناطق سيوة وتستمتع بالهواء الطلق، وبإمكانك استئجار الدراجات طول اليوم بأسعار زهيدة، أو الكرتة، وهي عربة بسيطة تجر بواسطة الحمار، وسيلة مواصلات تقليدية قديمة والكرتة تحمل حتى ٤ أشخاص.
وجودك في سيوة سيعطيك شعور رائع وكأنك في فيلم من أفلام المغامرات، فالواحة مليئة بالآثار العجيبة والأماكن غير المألوفة ولديك العديد من النشاطات.
جبل الموتى
التسمية قد تكون مخيفة، لكن المكان جميل، وهو عبارة عن تل صخري مرتفع وقد نحتت فيه مقابر أثرية تعود إلى زمن الرومان، مبنية بطريقة عجيبة كأنها خلية نحل وسط الصخور.
كما ستجد العديد من الرسومات والنحوتات على جدران المقابر والتي لا تزال واضحة برغم وجودها منذ آلاف السنين.
حمام كليوباترا
هل تحب أن تسبح في نفس المكان الذي سبحت فيه الملكة كليوباترا الجميلة؟ في سيوة ستجد بحيرة جوانبها من الحجر ومياهها تمتلئ من الينابيع الحارة، ليس هناك أفضل من أن تنتعش بالسباحة في هذه البحيرة الصافية.
ستجد حول البحيرة أماكن مخصصة لتغيير الملابس وبعض المقاهي التي تقدم المشروبات والمأكولات الخفيفة.
معبد آمون والإسكندر الأكبر
معبد عجيب يقع على بعد 4 كيلومترات من منتصف المدينة في منطقة تسمى أغورمي، وتم بناؤه على صخرة كبيرة مستوية.
يذكر أنه تم إنشاؤه للكاهن آمون منذ أيام الأسرة الفرعونية رقم 26، ويسمى أيضا بمعبد الوحي، حيث يقال إن الإسكندر الأكبر قد زار المعبد عام ٣٣٢ قبل الميلاد وسأل فيه أحد العرافين عن مستقبله وتنبأ له بحكم العالم لكن لفترة قصيرة.
خلال وجودك في المعبد ستتمكن من مشاهدة سيوة من الأعلى نظرا لارتفاع المكان.
قلعة شالي
مساكن وبيوت سيوة القديمة، وهي الآن عبارة عن أطلال مصنوعة من مادة تسمى الكرشف وهي خليط من الأحجار الملحية والطين والطمي، تجول في الممرات والدهاليز بين البيوت العتيقة التي تآكلت على مدار الزمان، ويوما ستختفي هذه الأطلال حيث أنها تذوب قليلا مع كل هطول للأمطار.
السفاري والمبيت في الصحراء
من أهم المغامرات التي ننصحك بتجربتها في سيوة، بعد أن تتفق مع أحد المرشدين من خلال فندقك تنطلق أنت ورفاقك في إحدى سيارات الدفع الرباعي إلى وسط الصحراء، وتسير السيارة وكأنها تسبح وسط الكثبان الرملية العالية، وبإمكانك التوقف فوق أحد تلك المرتفعات الرملية لتجرب رياضة التزحلق على الرمال المذهلة، لكن عليك باستئجار معدات التزحلق مسبقا.
تصل بك السيارة بعد ذلك إلى خيمة بجوار أحد العيون الكبريتية الساخنة، وهناك تجرب الحياة البدوية البسيطة، حيث لا كهرباء ولا اتصالات.
الأكل هناك مذهل، حيث يقوم أهل سيوة بطبخ خروف عن طريق وضعه في وعاء كبير مع البهارات ودفنه في الرمال الساخنة طول النهار، والنتيجة طعم مذهل لن تنساه، بإمكانك السباحة ليلا في العين الساخنة لاسترخاء جميل قبل النوم.
قبل أن تغادر سيوة لا تنسى أن تشتري أجود أنواع التمر الشهير بسيوة وزيت الزيتون الذي ينتج محليا، وتشتهر سيوة أيضا بالمصوغات الفضية الجميلة.
إذا كنت جريئا، جرب العلاج بالدفن في الرمال الساخنة بكامل جسمك وحتى رقبتك، ويقال إنه علاج رائع لأمراض الروماتيزم وارتفاع الكوليسترول.
السماء في سيوة صافية بعيدا عن صخب وتلوث المدينة، ولا تنسى أن تشاهد النجوم بعد غروب الشمس وتستمتع بمنظر جميل بالقرب من أحد البحيرات.