على بعد 70 كيلو مترًا شرق بني سويف، تقبع محمية كهف سنور، بألوانها وتفاصيلها البديعة، تصنف المحمية بأنها الأقدم في العالم، وتعتبر أحد الكهوف النادرة عالمياً والفريدة من نوعها، فلا يوجد مثيل لها فى العالم سوى كهف فى ولاية فيرجينيا الأمريكية فقط، وبسبب أهميتها الكبيرة وتميزها، وضعها المسئولون على الخريطة السياحية لمصر، لتصبح أهم المزارات لراغبي السياحة البيئية والعلمية.

ويمتد كهف وادي سنور نحو 700 متر في باطن الأرض بعمق 15 مترا، ويصل اتساع الكهف إلى 15 مترا تقريبا. و ينقسم إلى جزأين أحدهما يحتوى على تكوينات كاملة -هوابط و صواعد- و الآخر يحتوى علي ترسبات كالسيوم بأشكال مختلفة، و يعتقد علماء الجيولوجيا أن هناك كهف آخر يقبع كهف سنور، يتم الوصول إليها من الطريق الإسفلتي بني سويف – المنيا الصحراوي، ويتم الاتجاه عند قرية سنور بشرق نهر النيل الكيلو 18 إلى الكهف على الطريق الصحراوي الممهد، والذي يُعرف بدرب الرخام البحري، أو درب الرخام القبلي لمسافة 50 كيلو متر.
قصة اكتشاف الكهف
كهف سنور تم اكتشافه سنة 1991 بالصدفة، حينما كان عمال المحاجر يبحث عن خام الألباستر، ويقومون بعمليات تفجير بالمحجر رقم (54)، فظهرت لهم فتحة في جدار الكهف، وحينما رأوا المنظر، أصابهم الذهول من شدة الجمال، فبدا لهم داخل الكهف وما به من الألباستر وكأنه كوكب براق يتلألأ في الظلام.
وفي عام 1992، صدر القرار رقم 1204 لسنة 1992، الصادر من مجلس الوزراء، في إطار القانون 102 لسنة 1983 المعدل بالقرار 709 لسنة 1997 بتحويلها إلى محمية طبيعية، وحظر القرار القيام بأي أعمال من شأنها تدمير أو إتلاف وتدهور البيئة الطبيعية أو الإضرار بالحياة البرية أو المساس بمستواها الجمالي، وذلك للحفاظ عليها من التدهور، نظرًا لما يحويه كهف “سنور” من تكوينات جيولوجية فريدة تكونت خلال العصور الجيولوجية المختلفة حيث أنه يرجح أنه يرجع إلى العصر الأيوسيني الأوسط أي منذ نحو 40 مليون سنة.
يعتبر الكهف الأهم في العالم لندرة تكويناته الصخرية
اكتشف العلماء أن التكوينات الطبيعية للكهف نادرة جدا، مما جعل له أهمية عالمية ولندرته أصبح مزارا عالميا متفردا ثقافيا وعلميا بالنسبة للباحثين والدارسين في علم الجيولوجيا، فالتكوينات الصخرية به تكونت عبر ملايين السنين، علاوة على اكتشاف سد أثري من العصر الروماني يبعد عن الكهف بحوالي 2.5 كيلو متر جنوب شرق كهف وادي سنور.
وروجت هيئة تنشيط السياحة عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي إلى الكهف المميز لزيارته في فبراير الماضي، وقالت الهيئة فى تغريده لها: “على بعد 10 كيلومترات فقط من بنى سويف، يعد كهف سنور الوجهة المثالية لكل المستكشفين الذين يعيشون فى كهوف، مع التكوينات الجغرافية التى يعود تاريخها إلى العصور القديمة، بالتأكيد تستحق الزيارة”.