تاتي السفارات والبعثات الأجنبية على رأس أبرز المواقع التي تعكف أجهزة الدولة الأمنية في مصر على تعزيز الأمن حولها وفي محيطها لما تمثله هذه المنشآت الدبلوماسية من حساسية فضلًا عن كونها جسرًا للاتصال والتواصل بين الدولة المصرية و دول هذه السفارات. من بين هذه المنشآت الدبلوماسية الحساسة تأتي سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة كواحدة من أبرزها.
ومع ذلك، فإن هناك توترات أمنية غير مسبوقة حدثت وما تزال تحدث في محيط السفارة السعودية بالقاهرة، كان أبرزها عندما شهدت المنطقة حول سفارة السعودية أكثر من واقعة لإطلاق الرصاص بين خارجين عن القانون وفر لهم ملهي ليلي حماية من نوع خاص، الأمر الذي أصبحت معه هذه الاشتباكات بين السكاري في ساعات الفجر كل صباح مشهدًا مألوفًا لأفراد الأمن بالسفارة ولسكان عقارات شارع بن كثير الملاصق للمبنى الرئيسي للسفارة على كورنيش النيل بالقاهرة.
إلى ذلك ويفترض أن تكون هذه القضية موضوعًا حساسًا يجب التعامل معه بجدية واهتمام، إذ ينبغي أن يكون الأمان والحماية الكاملة هما الأولوية القصوى فيما يتعلق بالمؤسسات الدبلوماسية. لكن ما حدث فجر أمس وما حدث قبله بنحو اسبوعين، عندما تبادل خارجون عن القانون إطلاق الأعيرة النارية فيما بينهم بسبب التنازع على فتيات الليل جعل هذه القضية تبدو كما لو أنها استثناء في ملف الأمن الخاص بتأمين السفارت في مصر.
في شارع بن كثير المواجه لنادي ضباط الشرطة على شارع البحر الأعظم الملاصق لنادي السفارة السعودية والمواجه لمبناها الشهير أصبح مشهد إطلاق الرصاص بين السكارى فجر كل صباح عادة شبة يومية هناك.
إلى ذلك فقد رصدت جريدة البلاغ انتهاكات صارخة للإستقرار الأمني في ملهي ليلي يسمي (ليفيل) موجود أسفل العقار رقم 3 في شارع بن كثير على كورنيش النيل بالجيزة، ما دفع الجريدة الى التحقق من تراخيص ذلك الملهي، وتبين أنه لا يمكن الترخيص للملاهي الليلية في العمارات السكنية. ومع ذلك فهناك ملهى ليلي تضرب أصواته في المدى إلى حد لا تصلح معه النوافذ الزجاجية في كبح جماحه، ولا جماح صرخات فتيات الليل كل فجر وقت خروجهن من الملهى أثناء تنازع السكارى عليهن أن يركبن هذه السيارة أو تلك، سوق فاجر للمتعة يُنصب فجر كل صباح أمام مبنى السفارة السعودية وناديها الملاصق لنادي ضباط الشرطة في شارع البحرالأعظم.
إن مقربون من صاحب الملهى الليلي يزعمون أنه يرتبط بعلاقة خاصة للغاية مع شخص يُدعى محمد عامر لديه علاقات نافذة في غرفة المنشآت السياحية، وهو زعم مكذوب في أصله خاصّة عندما يرمون الرجل باتهامات تبدو باطلة في ذاتها من أنه يتقاضى مبلغ 100 ألف جنيه شهريًا من صاحب الملهى نظير غض طرف الغرفة عن عدم وجود ترخيص لهذا الملهى فتركته يعمل من دونه في حريّة تامّة، مبعث رفض هذا الزعم أنّ سلطة غرفة المنشآت الفندقية تبدو مغلولة أمام حماية من نوع خاص يتمتع بها صاحب هذا الملهى، إذ شهد سكان العقار رقم 3 في شارع بن كثير الكائن به ذلك الملهى الليلي أكثر من مرة خلال الاسبوعين الماضيين عمليات تبادل لإطلاق الرصاص بين رواد الملهى وهم يتطوحون سكارى لحظة خروجهم في ساعات الصباح الأولى.
وبالسؤال عن سبب ذلك يقول سكان في العقار أن السكارى لحظة خروجهم من الملهي يتنازعون فتيات الليل فيما بينهم، فيبادرون بإطلاق الرصاص لحسم هذا النزاع، حتى أن صدى الأعيرة النارية يتردد داخل مناطق حساسة على رأسها نادي ضباط الشرطة ومبنى ونادي السفارة السعودية وعقارات شارع بن كثير.
آخر عمليات تبادل إطلاق النار تمت فجر ليلة أمس، وحضر قسم شرطة الجيزة، لكن ولأنها ليست المرة الأولى التي تشهد مثل هذا الحدث، فإن سكّان العقار يؤمنون بأنّه لن يحدث شيء، أحد حرّاس الملهى الليلي أوعز إلى سكان العقار ألا يجهدوا أنفسهم في تقديم بلاغات أخرى ضد ذلك الملهي، ويزعمون بأن الملهى يحظى بحماية خاصّة من شخصية بارزة في شرطة السياحة والأثار تحصل على مبالغ مالية بشكل دوري تصل إلى نصف مليون جنيه كل شهر، فيما تحصل عناصر شرطية في قسم شرطة الجيزة على نصف هذا المبلغ.
فريق تحقيق جريدة البلاغ توصل إلى معلومات وفيديوهات غاية في الخطورة حول عالم الملاهي الليلية في محافظة الجيزة، منها أن قيادة شرطية كبيرة في شرطة السياحة والأثار (أ-ز) حصلت قبل اسابيع على سيارة حديثة “بي إم دبليو” هديّة، بالإضافة إلى مبلغ 100 ألف جنيه تصل إليه كل شهر من ملهى ليلي يسمى “صهللة” في شارع فيصل، ذلك لأن هذا الملهى يعمل بدون ترخيص وقد صدرت له عدة قرارات إزالة، لكن عناصر في شرطة السياحة ومحافظة الجيزة غضّت وما تزال تغضّ الطرف عن كثير من الانحرافات التي يأتي على رأسها ملهى “ليفل” وملهى “صهللة” الُمقام على أرض أملاك دولة، مبعث آخر من الفجاجة في انتهاكات القانون أن الملهيان يعمل بهما أطفال دون السن القانونية. بحسب ما يظهر في الفيديو أدناه.
ومن ذلك وأمام ضخامة الأموال الشهرية ورشاوى السيارات التي يتم دفعها لنافذين في شرطة السياحة ومحافظة الجيزة قد لا يبدو غريبًا ما حدث ويحدث فجر كل يوم في محيط السفارة السعودية دون أن تنتفض جهة واحدة لفرض سيادة القانون، إذا ما تبين أن الملاهي الليلية في محافظة الجيزة لا تعمل فقط بدون ترخيص، بل ويتم إقامتها على أراضي الدولة، ثم وتعجز محافظة الجيزة عن تنفيذ عشرات قرارات الإزالة التي صدرت بحقها.. ملهى صهللة خير دليل.
ويكشف الفيديو أدناه حجم ومدى ما يحدث في ملهى “صهللة” المقام بدون ترخيص على ارض ملك الدولة .