نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، معلومات أسندتها إلى مصادر استخباراتية أميركية أن مصر تخلت بالفعل عن صفقى شراء سوخوي 35، ونقلت “القناة 12” العبرية عن مسؤولين استخباراتيين غربيين، أن روسيا تستعد لتزويد إيران بـ24 طائرة من طراز سوخوي 35 (Su-35)، كانت معدة لبيعها لمصر قبل “تعطيل” الصفقة لأسباب فنية.
تقرير القناة 12 أوضح أن المعلومات التي حصل عليها من المصادر الاستخباراتية أشارت إلى أن موسكو كانت تبحث عن مشتر جديد، بدل مصر، ووجدته في طهران، وأن طيارين إيرانيين تدربوا بالفعل على هذه الطائرات.
موقع التلفزيون العبري “i24news”، ذكر في 25 ديسمبر، أن طهران ستحصل على هذه الطائرات “قريبا جدا” بعدما كانت مخصصة لمصر.
قبل هذا الإعلان بثلاثة أشهر، نقلت وسائل إعلام إيرانية 5 سبتمبر/أيلول 2022 عن قائد القوات الجوية حميد وحيدي قوله إن القوات الجوية الإيرانية تدرس خطط شراء مقاتلات سوخوي سو -35 من روسيا.

قبلها بعامين تحديدًا في 23 يوليو 2020 زعم موقع Top War الروسي للشؤون الدفاعية، ومجلة watch magazine Military أن الدفعة الأولى من مقاتلات سوخوي 35 لمصر خرجت من مطار مصنع “كومسومولسك أون”، تمهيدا لتسليمها للقاهرة، وجرى تدريب الطيارين والفنيين المصريين.
بعدها بشهر، زعم موقع “روسيا اليوم” في 27 يوليو 2020 نقلا عن مصادر عسكرية، أن مصر تسلمت بالفعل 5 طائرات من طراز سوخوي 35 من أصل 24 مقاتلة جرى التعاقد عليها مع روسيا حتى 2024، لكنها لم تُسلم كما قيل.
موقع “مليتاري إفريقيا” العسكري، أكد أن هذه الدفعة الأولى كانت 6 طائرات Sukhoi-35S جاهزة للتسليم إلى مصر، لكن الصفقة تعطلت بكاملها.
وأوضح الموقع أن قانون كاتسا CAATSA الأميركي يعاقب أي دولة تجري معاملات مع المخابرات والأجهزة العسكرية الروسية، ومصنعي الأسلحة الروسيين، وكانت مصر عرضة لتطبيق هذه العقوبات بما يضرها عسكريا.
هذه التهديدات قيلت بوضوح على لسان وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، على هامش جلسة لجنة موازنة 2020 بمجلس الشيوخ 10 أبريل 2019، حين أكد أن بلاده ستفرض عقوبات على مصر حال شرائها سو-35″.
قال: “أكدنا (لمصر) أن شراء مثل هذه المنظومات سيتسبب في تطبيق عقوبات بموجب قانون كاتسا الخاص بأعداء أميركا، وتلقينا تأكيدات منهم أنهم يفهمون هذا الأمر جيدا، وآمل أن يقرروا عدم المضي في إتمام هذه الصفقات”.
وصل الأمر لتهديد وزيري الخارجية والدفاع الأميركية، وزير الدفاع محمد زكي في رسالة رسمية، وطالباه بالتراجع عن الصفقة ولوحا بعقوبات حالة الإصرار على إتمامها، بحسب ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في 14 نوفمبر 2019.
نشرت الصحيفة كواليس هذه الرسالة التي وجهها المسؤولان لوزير الدفاع المصري، ونقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) أنه جرى تنبيه القوات الجوية المصرية من عواقب تلك الصفقة.
رغم عدم حديث مصر رسميا عن إلغاء الصفقة الروسية، أعلنت عن هذا طهران بصورة غير مباشرة بعد 6 أشهر من إعلان واشنطن تزويد مصر بـ إف 15.
في 5 سبتمبر 2022، نقل موقع “مليتاري إفريقيا” العسكري تأكيد قائد القوات الجوية الإيرانية الجنرال حميد وحيدي، في برنامج تلفزيوني، أن إيران ستشتري مقاتلات Su-35E من روسيا.

“وحيدي” قال حينئذ إن 24 طائرة من هذا النوع كانت صفقة طلبتها مصر من روسيا، ولم يجر تسليمها بعد بسبب ضغوط من الولايات المتحدة، وأكد أن بلاده ستشتري ما لا يقل عن 64 طائرة Su-35.
وجاء الحديث عن نقل هذه الصفقة من مصر لإيران، بعدما وقعت طهران وموسكو في ديسمبر 2021 اتفاقا للأمن والدفاع لمدة 20 عامًا، وباعت طهران نحو 1700 طائرة مسيرة هجومية لروسيا، بحسب ما نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في 10 نوفمبر 2022.
وبحسب “مليتاري إفريقيا”، كانت روسيا تأمل في بيع ما لا يقل عن 11 طائرة من الطائرات الـ 24 قبل إلغاء الصفقة المصرية إلى إندونيسيا.
لكن الحكومة الإندونيسية تعرضت أيضا لضغوط من الولايات المتحدة لرفض الصفقة، بينما خصصت طهران 3 مليارات دولار براميل نفط خام مقابل طائرات روسيا Su-35E بالإضافة إلى اتفاقية أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار، وبنود أخرى.
مصر طلبت مواصفات عجزت روسيا عن نوفيرها في الطائرة
وجاء تراجع مصر عن المضي قدمًا في إتمام الصفقة، بعد اكتشافها غياب مكونات حديثة تدخل في إنتاج الطائرة عجزت روسيا عن استيرادها من الولايات المتحدة وأوروبا، بسبب العقوبات على موسكو.
وأكدت مصادر لمدونة الدفاع defense-blog مطلع يناير 2022، أن روسيا طلبت من الدول التي تنوي بيعها هذه الطائرات تمديدا آخر لحل المشكلات الفنية بالطائرة والتي نشأت نتيجة العقوبات.
وقالت المصادر: “فقدت صناعة الدفاع الروسية ثلاث طلبيات كبيرة لمقاتلاتها من طراز Su-35 في وقت واحد بسبب الفشل في الحصول على بدائل لأجهزة الرادار وإلكترونيات الطيران المسح الضوئي، التي كان يجرى استيرادها سابقا من دول أوروبية”.
شرح المؤرخ العسكري “توم كوبر” لموقع “فوربس” 11 يناير 2022 تفاصيل أكثر عن الصفقة، مؤكدا أن روسيا لم تستطع تعويض أجهزة تكنولوجية مهمة لطائرات سو-35 التي كانت ستشتريها مصر.
وحين جرى تركيب بدائل، لم تكن الطائرات بنفس الكفاءة التي تعادل مواصفات سو-35 الفعلية.
وأوضح”توم كوبر” أنه كان هناك “تفاؤل مفرط” لدى مصر وهي توقع الصفقة، تبين أنه “غير منطقي تماما وغير واقعي”، وانتهى الأمر بالمصريين كأنهم “ابتلعوا حبة مريرة”.
وقال: “وعد الروس بإعادة تجهيز الطائرات برادارات حديثة من طراز AESA، أي بترقيتها إلى فئة MiG-35، لأنها كانت مجهزة برادار PESA الأقل كفاءة، لكن مرت سنوات، ولم يحدث شيء”.
وأضاف: “أجروا بعد ذلك اختبارا، على أول 2-3 من طائرات Su-35 جرى تسليمها إلى مصر، فاتضح أن رادار PESA الأقل كفاءة والذي كان بهذه الطائرات لا يطابق الكفاءة المطلوبة”.
تابع: “اختبرت مصر رادارا آخر هو Irbis-E الموجود بالطائرة الروسية المذكورة ضد نظام الإجراءات المضادة الإلكتروني لإحدى طائراتها من طراز رافال الفرنسية، لكن الأخيرة تغلبت بسهولة على سو-35”.
وجدت القاهرة أنه لا جدوى من دفع ثمن في طائرة روسية أقل كفاءة من الطائرات الغربية من الجيل الرابع المتاحة، ولا جدوى من معاندة واشنطن في الوقت نفسه والتعرض لعقوبات قد تنال المساعدة العسكرية الأميركية لمصر.
لذا أكد موقع “فوربس” أن تراجع مصر ليس بسبب التهديد الأميركية لها بعقوبات، ولكن أيضا لوجود مشكلات فنية ورادارات أقل كفاءة من الطائرة الروسية سو 35 التي جرى الترويج لها على نطاق واسع في مصر.
الصفقة البديلة.. مصر تنجح في فرض حصولها على الـ”إف 15″ مقابل السوخوي الروسية.
عقب تراجع حظوظ انجاز روسيا للصفقة مع مصر أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي خلال جلسة استماع في الكونغرس مارس 2022 أن الولايات المتحدة تعتزم بيع مقاتلات متطورة إف-15 لمصر.
موقع “بوليتيكو” من جهته أكد في 15 مارس 2022 أن: ” قبول واشنطن ببيع مقاتلات إف-15 جاء بعد تجديد مصر طلبا يعود إلى السنوات الأخيرة من عهد رئيسي النظام السابقين أنور السادات وحسني مبارك، ولتلافي شراء مصر سوخوي 35 الروسية.
وسبق أن تقدمت مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل 1979 بطلب للحصول على مقاتلات إف 15.
لكن الإدارات الأميركية المتعاقبة باعت لها فقط المقاتلة إف 16 وبشروط مجحفة، وجرى انتزاع مميزات كثيرة منها لضمان التفوق الإسرائيلي في المنطقة” بحسب الموقع.
وكانت القاهرة تحتج على واشنطن في السابق لعدم بيعها هذه الطائرة، خاصة أنها طبعت العلاقات مع إسرائيل، في حين باعتها إلى بلدين لم يفعلا ذلك وهما السعودية وقطر.
وقد اشترط المسؤولون الأميركيون للمضي قدما في بحث طلب عقد صفقة إف 15 مع مصر، إلغاء صفقة بقيمة ملياري دولار أبرمت عام 2018 مع موسكو لشراء ما يتراوح بين 25 إلى 30 طائرة من طراز سوخوي 35، بحسب موقع “بوليتيكو”.
وبانضمام مقاتلات إف 15 إلى أسطول سلاح الجو المصري، تدخل القاهرة قائمة من 6 بلدان فقط حصلت على تلك المقاتلة الرئيسة في سلاح الجو الأميركي.
وتصبح من بين 3 بلدان فقط تستخدم تلك المقاتلة إلى جانب أسطول كبير من مقاتلات “إف-16″، إحدى أكثر الطائرات الحربية استخداما وانتشارا في العالم.
لكن يتعين أن يوافق الكونغرس الأميركي ووزارة الخارجية على الصفقة التي أعلنها البنتاغون، وحتى الآن لم يوضح الجانب الأميركي موعد تسليم هذه الطائرات لمصر.
يذكر أن روسيا عرضت على مصر مقاتلات الـ Mig-35 والـ Su-35 معا كصفقة واحدة، وفق تصريحات يوري بوريسوف نائب وزير الدفاع الروسي وسيرجي كورنيف مدير شركة “روس ابورون اكسبورت” لصادرات السلاح الروسي، بحسب “بوابة الدفاع المصرية”.
وعقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر، جرى التوقيع على صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليارات دولار، خلال زيارته لروسيا 13 فبراير2014.
في زيارته التالية لموسكو 25 أغسطس 2015، دار الحديث عن شراء 12 مقاتلة سوخوي (سو 30 كا)، وهي من الجيل الرابع.
في عددها رقم 924 لشهر يونيو/حزيران 2016، نشرت مجلة “النصر” العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، تقريرا على صفحتين عن مقاتلة السيادة الجوية الروسية (Su-35S)، فيما بدا كتمهيد لشراء هذه الطائرات.
وكشفت صحيفتا “انترفاكس” و”كوميرسانت” الروسيتان في 18 مارس 2019 عن تعاقد مصر على 24 مقاتلة Su-35 بحوالي ملياري دولار، وبدء التسليم في الفترة بين عامي 2020 و2021 لكن لك لم يتم حتى نهايات 2022.