من المؤكد أن الكاتب عبدالرحيم كمال، وهو يكتب العمل الدرامي”الحشاشين” الذي يُعرض الآن على الشاشات المصرية والعربية: لم يتأثر في بعض ملامح المسلسل بتلك التصرّفات الخاصة بجماعة الأسرة الدندراوية.
ملمحًا واحدًا يمكن فهمه على أنه شديد الشبه بين الجماعتين:”الحشاشين”، و “الدندراوية”.. هو الولاء الشديد للأمير، وصل في “الحشاشين”.. البائدة، أن يقوم التابع بحتف نفسه من قمّة القلعة شاهقة الإرتفاع، بإشارة من الأمير، ولم يصل إلى هذا الحد في “الدندراوية”.. المعاصرة، التي يدين اتباعها بالولاءالشديد للأمير هاشم الدندراوي خرّيج الجامعة الأميريكية وأمير قلعة الدندراوية في صعيد مصر.
لكن استثناءً خطيرًا طرأ على أحد اتباع الأسرة الدندراوية، قبل أيام، وقد كان يعمل في فندق ومزرعة للكلاب في منطقة أبو روّاش بالجيزة؛ هي الأشهر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، مملوكة لأمير جماعة الدندراوية، هاشم الدندراوي، عندما قام هذا العامل بسرقة خزينة المزرعة والفندق بالكامل، بما فيها من كميّة ضخمة من الدولار واليورو والجنيه المصري، سرق الخزينة ذاتها، وعاد بها إلى قرية “الجبلاو” مسقط رأسه، القريّة التي يتمعقل فيها أغلب أتباع الأسرة الدندراوية.
وبعد ساعات من بلاغ السرقة تحرّكتْ الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، لاستعادة الخزينة عقب سرقتها من فندق الكلاب الشهير الكائن بمنطقة أبو روّاش التابعة لقسم شرطة كرداسة والقبض على الجناة.
وكانت البداية بتلقي اللواء هشام أبو النصر مساعد أول وزير الداخلية إخطارا من قسم كرداسة، بسرقة خزينة بها عشرات آلاف الدولارات ومليون جنيه، وحوالي 40 ألف يورو من داخل فندق شهير لاستضافة الكلاب وتدريبها.
تشكل فريق بحث من رجال مباحث الجيزة لكشف غموض وملابسات الحادث، وتبين أن اثنين من العمال بالفندق وراء ارتكاب الواقعة، (ياسر.ن) و (بهاء.س) وقد هربا بالخزنية إلى مسقط رأسيهما بقرية “الجبلاو” التابعة لمركز شرطة قنا.
على الفور بدأ التنسيق بين مديريتي الأمن في قنا والجيزة، وتم القبض على المتهمين، لكن تبيّن أن كميّة كبيرة من الدولارات تم بيعها في مناطق “البياضية” و “الشيخ ركاب” و “الجبلاو” في قنا بسعر 40 جنيه فقط للدولار، في محاولة من المتهمين لتصريف الدولارات بسرعة والهروب إلى الخارج.
بمجرّد وصول القوة المنية من الجيزة إلى قنا، قامت على الفور بعمليات مسح واسعة، لكافة المتعاملين مع المتهمين على دولارات الأمير هاشم الدندراوي، إذ تمت عمليات قبض واسعة، على مدار يوم وليلة كاملين، أمكن فيهما جمع كافة الدولارات التي تخص صاحب مزرعة الكلاب بالكامل، تم جمعها دولار دولار، لترجع الكميّة بالكامل مع المتهمين المتورطين في سرقة خازينة مزرعة الكلاب إلى مديرية أمن الجيزة بصحبة الفرقة الأمنية، في واحدة من إنجازات وزارة الداخلية التي فكّت طلاسم العملية بالتعاون بين قطاعات “الأمن االعام” و “تكنولوجيا المعلومات” بالوزارة في ساعات معدودة.

ونفت مصادر في وزارة الداخلية أن يكون للسفير عبيدة الدندراوي نائب مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية؛ وهو الشقيق الأصغر للأمير هاشم الدندراوي، أي تواصل مع القيادات أدّى إلى اهتمام الوزارة بهذا البلاغ على هذا النحو، : “كل البلاغات من هذا النوع تلقى إهتمامًا بالغًا من الوزارة، كون الجريمة كانت شبه منظمة، بشكل تمكّن فيه الجناه من سرقة خازينة بهذا الحجم، من فندق مراقب بالكاميرات، ثم والهروب بمحتوياتها الكبيرة من العملات الأجنبية والمصرية إلى مسافة 700 كيلومتر حتى يصلا إلى محافظة قنا”.

الطريف في الواقعة، أن المتهم الرئيسي في الجريمة؛ في محاولة منه لتوريط ضباط عملية القبض في شبهة مالية، قال إن القوة الأمنية أمسكت في البيت بكميّات ضخمة من الدولارات تفوق بكثير جدًا المبالغ المذكورة في البلاغ، ظنًا منه أن مثل هذه المحاولة يمكن أن تؤدي إلى تخفيف الضغط عليه، أو ربّما تؤّدي إلى تنازل الفندق عن البلاغ، ما يشي بأسرار أخرى لم تُكشف بعد، عن واحد من أتباع الدندراوية، سرق الأمير.