يتمتع محمد جبران نقيب النقابة العامة للبترول بخصال كثيرًا ما تضفي عليه جانبًا من الأهمية، فهو يتحرك في ركاب سامح فهمي وزير البترول في عصر مبارك، واخيه هادي فهمي بشكل مبالغ فيه، يكاد يتلمس “جبران” أماكن تواجد ” الأخوان فهمي” في الأماكن العامة ليظهر معهم ويلتقط لنفسه صورًا معهم، وهي صفة من المؤكد أنها طيبة من رجل ما زال في القطاع جبران” لرجل ترك القطاع سامح فهمي.
على أنه وهو كذلك، يرتبط محمد جبران أيضًا بعلاقات مع فضائيات بير السلم، ومنها فضائية تملكها بائعة هوا تبيع لقاءات مدفوعة لضيوفها نظير “تلميع” شخصياتهم.. خاصة في الأوقات المهمة، ومنها لقاء لـ”جبران” مع فضائية بائعة الهوا يشرح فيه كيفية التزام عمال البترول بالإجراءات الإحترازية في خضم أزمة كورونا.
للتوضيح: “بائعة هوا” هنا مصطلح إعلامي للفضائيات التي تبيع مساحة من “الهوا” البث نظير مبالغ مدفوعة،و “البلاغ” ليست مسئولة عن أي سوء فهم في تحوير ذلك المصطلح
على الناحية الأخري، فإن “جبران” وهو يتأهب لإنتخابات نقابة البترول، فقد نشطت لجان إليكترونية تدعو له، وتهاجم خصومه على شبكات التواصل الإجتماعي، في واحدة من “ألاعيب” الإنتخابات العمالية التي بدت مظاهرها الجديدة تسيطر على المشهد الإنتخابي في قطاع.
لكن يبقى محمد سعفان وزير القوى العاملة الحالي ونقيب البترول الأسبق هو تميمة الحظ لمحمد جبران، فهو صاحب الفضل الأكبر في أن يتبوأ “جبران” مكانته الحالية، نقيبًا للنقابة العامة للبترول، وتلك قصة تروى سيأتي الحديث عنها في موضوعات أخرى.
على أن محاولات لجان اليكترونية إبان التحدث عن تغيير وزاري قبل عامين، ودفعها بمحمد جبران ليخلف سعفان في وزارة القوى العاملة، في منشور خرج من مدينة رأس غارب و ملأ صفحات “السوشيال ميديا” وقتها، ستبقى محطة مهمة في التحول بالعلاقة بين “سعفان” و “جبران” تم تفسيرها على انها محاولة للتخلص من “سعفان” لصالح “جبران”.
إلى ذلك تواجه زعامات عمالية أزمة مع وزارة القوى العاملة في محاولات موظفين فيها تصدير عراقيل لهم في ملفاتهم الخاصة بترشحهم في الإنتخابات، سيأتي الحديث عنها في وقتٍ لاحق من هذه التغطية للإنتخابات العمالية في قطاع البترول.
المسحة الإيمانية لـ”جبران” لم تكن خالية من توجهات متأسلمة، على مساره الحياتي والمهني، وأقول “متأسلمة” لإرتباطها بحزب النور، الذي سبق وترشح “جبران” على قوائمة في مسقط رأسه بمدينة “رأس غارب” إبان تحالف حزب النور مع جماعة الإخوان الإرهابية، وقد نشرنا ذلك تفصيلًا عن علاقة “جبران” بالسلفي المتشدد والهارب إلى أمريكا “نادر بكّار”، الذي هاجم الجيش ودافع عن بضرواة عن ضرورة استمرار الرئيس المعزول في منصبه.. يمكن قراءة ذلك تفصيلًا في الرابط أدناه.
http://shmlol.com/albalagh2/%d8%b5%d8%af%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b5%d9%91%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86/
إلى ذلك، تبقى هناك علامات إستفهام، حول خلط ما هو نقابي بما هو حزبي، ومن ذلك محاولة سيطرة حزب النور على مقاليد الأمور في النقابة العامة للبترول، الشاهد في ذلك، قيام محمد جبران رئيس النقابة العامة للبترول بعد إلغاء تعاقد نقابة البترول مع المستشار القانوني للنقابة نيازي مصطفى في أوّج اشتعال تحركات االتيارات الإسلامية للسيطرة على النقابات العمالية والمهنية، أن أتى “جبران” بمحمد المسلاوي المستشار القانوني السابق لحزب النور ليكون مستشارًا قانونيًا لنقابة البترول، مع ما يضيفه هذا التصرّف من محاولات هيمنة التيارات المتأسلمة على العمل النقابي في مصر.
إلى ذلك يحفظ التاريخ مواقف “المسلاوي” في التبشير بحزب “الوطن” الموالي للجماعة الإرهابية بعد الانفصال عن حزب النور عام 2012، حتى أن جريدة الوفد نشرت تصريحًا لـ”المسلاوي” المستشار القانوني لنقابة البترول الحالي عن تحالف بين عماد عبد الغفور وحازم صلاح أبو إسماعيل، المحبوس حاليًا في قضايا إرهابية. للتفاصيل إضغط ⇐ هنا
لقد حصل حزب الوطن السلفي على الإجازة القانونية سريعا، لكنه سريعًا أيضًا ما زاحمته الأقدار ليتقوقع ويتراجع بشدة في ظل الأحداث السياسية التي تلت تأسيسه، واستمرت حتى عزل محمد مرسي، ليستقبل الحزب ثورة 30 يونيو، وكأنه جنديا مقاتلا في صفوف الجماعة الإرهبية ضد الدولة، إذ أعلن بجانب عدد من الأحزاب الإسلامية، تأسيس ما يسمى بـ«التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، الموالي للإخوان.
يحضرني في ذلك،ما اذاعته الحلقة السابعة عشر من مسلسل «الاختيار 3 – القرار» بتسريب جديد جمع بين الرئيس المعزول محمد مرسي ونائب مرشد الإرهابية خيرت الشاطر، بشأن محمد نور المتحدث الإعلامي السابق لحزب النور، قال خيرت الشاطر: «عملوا بالنصيحة أوي فراحوا نيلوها من الناحية التانية.. لأ على فكرة ده محمد نور بيشتغل لوحده محمد نور جه قعد جنب عماد وهو قاعد معايا».
هذا التسريب وإن بدا فيه وجود تنافس بين حزب “النور” والجماعة الإرهابية، إلا أن محمد نور كان له وضع مختلف مع الجماعة الإرهابية، لقد كان رجلهم في حزب النور.
فالمعلومات بشأن محمد نور المتحدث الإعلامي السابق لحزب النور، أنه في سبتمبر من عام 2012 قد توجه إلى واشنطن لحضور دورة تدريبية تنظمها المخابرات الأمريكية لمجموعة مختارة من قيادات الأحزاب المصرية الجديدة وقتها.
محمد نور المتحدث الرسمي السابق باسم حزب النور كان من أكثر المتشددين لفكرة خلط الدين بالسياسة وإقحام الإسلام في كل مسألة لكسب الأصوات واستمالة المسلمين، إذ قال في أحد التصريحات: «أرى أنه من المستحيل أن يفصل أي إنسان بين منهجه واعتقاده وفكرته وبين عمله أو أدائه السياسى، ولذلك أرى أن الكلام عن فصل ما هو حزبى أو سياسى عن ما هو دعوى أو منهجى هو ضرب من الخبل وهو فصل الروح عن الجسد».
محمد نور من نفس الخط المتشدد في حزب النور شانه شأن نادر بكّار الصديق المقرّب من محمد جبران نقيب النقابة العامة للبترول الحالي، ولذلك لم يكن غريبًا أن المخابرات الأمريكية قد اختارتهما معًا “نور” و “بكار” لحضور دورة تدريبية نظمتها الـ “CIA” لمجموعة مختارة من قيادات الأحزاب المصرية الجديدة وقتها.